هذا أنت يا انسان مقارنة بمخلوقات الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خَلَقَ الْإِنْسَانَ
(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) [سورة النحل : 4]
خلق الإنسان...
من الذي خلق الإنسان؟
الله عز وجل
أنا وأنت خلقنا الله عز وجل .
من ماذا؟
(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) [سورة النحل : 4]
من نطفة!
هل تتخيلون ؟
نطفة لا ترى الا بالعدسات المكبرة .
شيء صغير جدا لا يقاس حجمه ولا وزنه.
نطفة ! يا عالم نطفة!
صغيرة جدا .
ثم عندما يخلقه الله عز وجل ويشتد عوده . ماذا يفعل بكلام خالقه؟
(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) [سورة النحل : 4]
" فإذا " إذا الفجائية
فجأة بعد أن يكبر يصبح شديد الخصومة بكل وضوح.
لا يعجبه هذا الأمر ولن يلتزم بذاك الأمر ويرى هذا النهي حرمانا وذاك النهي تشددا !!!!
من أعطاك الحق يا من كنت نطفة يوما ما لا تملك لنفسك شيئا لا عينين ترى بهما الطريق ولا أذنين تسمع بهما أصواتا تدلك على الطريق ولا فم تتذوق به طعما لتعرف الطريق ولا أنف تشم به رائحة الطريق.
كنت رأسا وذيلا فقط هذا أنت يا إنسان. فكيف تأتي اﻵن لتخاصم ربك وتجادله وتناقشه في أمرك؟!
عجيب أمر الإنسان.
تخيلوا معي ...
حجم النطفة لكي تراه يجب تكبيره 450 مرة من صغر حجمه.
مقارنة أصغر شيء يمكن أن تراه بالعين المجردة!.
ثم تأتي هذه النطفة يوما ما لتجادل خالقها وتناقشه في حكمه وحكمته.
تخيل معي مرة أخرى..
مثال من عالم الشهادة
يأتيك طفل عمره عامين قصير جدا ويبدأ كلماته الأولى وتأمره بأن لا يلمس السكين. فيأتي يناقشك ويجادلك لماذا ؟ومن أجل ماذا؟ وأنا استطيع ! وأنا أعرف! وووو.
وأنت تكبره بعشرين عاما فقط وتراه وهو يجادلك وتقول له أنا أكبر منك وأعلم منك وأعرف ما يضرك وما ينفعك وأنا أخبر منك بالحياة وأعرف أنك ستجرح يدك وأن السكين خطير عليك.
ولا يقتنع بكلامك !!!
ولله المثل الأعلى
يأتيه من كان بالأمس نطفة ليجادله ويناقشه!
(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) [سورة النحل : 4]
قارن نفسك وحجمك بجانب جبل افرست مثلا...
كم مرة نحتاج لتكبيرك من أعلى القمة بالتلسكوب لنراك؟
طيب كم مرة نحتاج لتكبيرك بالتلسكوبات من السماء الأولى؟
كم مرة نحتاج لتكبيرك من القمر أو الشمس؟
من خارج السماء الثانية؟
من السماء السابعة؟!
هذا أنت يا انسان مقارنة بمخلوقات الله....
**************************************************