من مذكرات الفيلسوف إيمانويل كانت
وقعت امرأة في حبّ الفيلسوف (إيمانويل كانت)، وكانت في كلّ مرّة تخرج معه تتمنى أن يطلب يدها للزواج، لكنّه كان يتحدّث معها في كلّ المواضيع إلّا الزّواج.
في نهاية الأمر بادرت هي لطلب يده للزواج، وقالت له:
أود الزواج بك.
فرد عليها:
أعطيني وقتًا لأفكر، وبالفعل أخذ يفكر بالأمر، وأطال التّفكير بهِ إلى أن قرّر الزواج بها، فذهب إلى بيتها، فخرج له والدها، فأخبره أنه جاء لطلب يد ابنته، فأجابه الأب بكلّ برود، هذا هو عنوانها، يمكنك أن تجدها هناك.
وبالفعل ذهب إلى ذلك العنوان، فوجدها هناك مع زوجها وطفليها!
يذكر أن المدّة التي استغرقها الفيلسوف (إيمانويل كانت) في التّفكير بالزّواج بها بلغت سبع سنوات، لم يرَّ فيها تلك المرأة اطلاقاً!!
توضّح هذه الحادثة الفرق الكبير بين زمن التعقّل والتأنّي وبين ما نشهده هذه الأيام من سرعة جنونية في تكوين العلاقات والانزلاق في الزيجات السريعة التي غالباً ما تنتهي بالفراق، والغريب أنَّ التأنّي المُبالغ به حين يأتي من عقل مثل عقل (كانت) يُسرد على أنه طرفة.
في النهاية هذه ليست دعوة للعزوبية لكنها دعوة لمحاربة كسل العقل مقابل عصف العاطفة، ولذلك صرخ (كانت) قائلاً: "استخدموا عقولكم أيها الناس!.. لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم".
وقد سبق الاسلام _المتمثل بالرسول الاعظم (صلى لله عليه وآله) وعترته الطاهرة (عليها السلام) _ هذا الفيلسوف باستخدام العقل والتأني والحكمة قبل الإقدام على أي عمل.
**************************************************