كان حلما أم خيال .. لقد انتظرته طويلاً .. لكنني لم أراه سوى في الأحلام ..
رأيت بلاد سومر في أبهى حللها ..كانت أروع مما سرد عنها ..خضراء خصبة تسرق الأنظار لها ولجمالها وهناك ومن داخل تلك المدينة الزاهية بحلة جمالها رأيت ذلك الفارس كان يحمل الماضي والحاضر والمستقبل لم يكن كباقي الفرسان يحمل السيف والرمح .. كان يحمل الريشة وورقة البردي بيده .. كان فارس العصور الوسطى ولم يكن شاباً بل كان بمقتبل العمر كان يكسو شعره خصلاً بيضاء أضافت جمالا لجماله ..
لقد سرق نظر ملكة سومر أليه ,,
ترجل عن فرسه وانحنى لملكته ,,
تبسمت له وأشارت له بالجلوس بقربها , أرادت إن ترى ما حمل بيد ذلك , وماذا كان يخفي بجعبته ,, ما الذي جعله واثق من خطواته نحوها .
انه شاعرها أتى من العصور الوسطى ليرسم لها تلك ألوحة الرائعة التي مازالت تنتظر أن يرسمها لها .
مسك ريشته كمتمرس لمسك تلك الريشة لتداعب أنامله وتبوح عن جمال لوحاته على تلك جريدة البردي
ليريها جمال الحروف الذي يرسمها .. انه فنان ..شاعر..عاشق .. رومانسي ..
ملكة سومر هامت به طارت كفراشة حالمة لتتنقل على الزهور ليتمكن ذلك الفنان من رسمها وهي تحلق على لوحته لتضيف لها ألوان الطيف وعطر ألجوري ووجه القمر ونور الشمس,,
هي ملكة سومر ..وهو الفارس الأسطوري,,
هي الفراشة الحالمة ..وهو الفنان العاشق,,
هي القصيدة وهو الشاعر الرومانسي ,,
رسم لوحة لم يتمكن فنان قبله رسمها ,, لقد خلق حروف جديدة ليستكمل قصيدته ,, أنها الحلم الذي كان يراوده .. انه الحب الذي عاشه قبل إن يولد ..لقد أبدع فصور أجمل صورة لملكته .. حبيبته فراشته .. تلك المرأة الذي رآها قبل أن يولد .. عشق فيها وجه القمر .. وحضارة سومر .. عشق فيها الماضي والحاضر والمستقبل ..
انه هائم بملكته .. بلوحته التي طالما انتظرها ليبدع فيها .. لوحته كانت ليس ككل ألوحات ..كانت متحركة كان يسمع فيها زقزقة العصافير ورفرفت أجنحة الفراشة وصوت خرير الماء وحفيف الأشجار
وهي فرحة وشاردة كان لديها شعور غريب لا تعلم ما هو ..لماذا هي
تركت نفسها تعيش داخل لوحة شاعرها وتمتطي صهوة الجواد لتغادر مع شاعرها لتريه جمال مملكتها
وحضارتها .. لكنه هام بعطر الحناء بخصلات شعرها ..بعطر الشرق الذي ترمذت به
كان يرى الحروف عاجزة والألوان حائرة لوصف ملكته الذي قطع الإلف السنين للوصول أليها
كان حب أزلي ..
كان أجمل حلم رايته ..
لازلت انتظرك أيها الفارس لأرى أبداع أناملك وروعة حروفك وجمال ألوان الطيف الذي كانت تزهي بها لوحات الفارس الأسطوري
عبير الجنوب
12/7/2009