قالت دراسة علمية حديثة إن ملاحظة مجموعات من القردة أثبتت أنها تتشارك مع
الإنسان في الدافع لاحتلال الأرض، وشن الحروب المنظمة على المجموعات
الأخرى للسيطرة على مواردها.
وأشارت الدراسة التي أعدها جون ميتاني، الباحث في
علوم الحيوانات بجامعة ميتشيغان الأمريكية، بعد مراقبة مجموعات كبيرة من
القرود في محمية كيبالا الأوغندية إلى أن هذا العمل يجري بتنسيق مشترك بين
أفراد المجموعات، على غرار ما يفعل البشر.
وقال ميتاني: "كنا نعرف منذ زمن بعيد أن القردة
يمكن لها أن تقتل قردة أخرى، ولكن الجديد هو اكتشاف أن مجموعة من القردة
يمكن لها أن تتعاون على قتل مجموعة أخرى."
وأظهرت مراقبة ميتاني
لمجموعات القردة على مدار عقد من الزمن حصول هجوم من قبل مجموعة هدفت
للاستيلاء على أرض مجموعة أخرى، وتخلل المعارك عمليات قتل تدريجي لكل
الذكور في المجموعة المغلوبة.
وفي حالة ثانية، شهدت إحدى المجموعات اندلاع حرب
أهلية بين أفرادها الذي كانوا يتنازعون السيطرة على بقع أرض ومناطق نفوذ،
وتخلل ذلك أيضاً عمليات قتل جماعي.
وشرح ميتاني حالة ثالثة أكدت نظريته قائلاً:
"راقبنا خلال سنوات قيام أفراد من مجموعة بقتل ذكور مجموعة أخرى بشكل
منظم، وبعد أن قتلت المجموعة المهاجمة بالتدريج 13 قرداً من المجموعة
الثانية قامت باجتياح منظم لأرضها وسيطرت عليها.. نحن هنا لسنا أمام معضلة
علمية هنا.. الأمر واضح."
وأعرب ميتاني عن "دهشته" لارتفاع معدلات القتل
خلال المعارك بين مجموعات القردة، وقال إن نسب الضحايا مقارنة بأعداد
السكان تفوق بشكل كبير معدلات القتلى في الحروب بين البشر.
واعتبر ميتاني أن هذا الاكتشاف قد يدل على أن خوض
الحروب غريزة طورها البشر في العصور الغابرة، لكنها ليست بالضرورة غريزة
حاكمة، إذ أن فصيلة قردة "بونوبوس" التي تقطن بدورها في المحمية كانت
مسالمة للغاية.
**************************************************