[size=2
محمد شبانة: عبدالحليم حافظ سعودي الأصل من إحدى بطون قبيلة بني تميم العندليب عبدالحليم حافظ مرتدياً زياً سعودياً
قدتبدو مفاجأة حقيقية أن يقول أحد، ومن عائلة شبانة، أن العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ سعودي الأصل. مفاجأة قد يرفضها بحسم الملايين من عشاقه فيمصر، خاصة عندما تقفز إلى أذهانهم عشرات الأغاني الوطنية الصادقة التيارتبطت باسمه وأرخت لعهد كامل شهد تغيرات سياسية واجتماعية وأحداثا عسكريةخطيرة.
التحقيقفي أصل العندليب الأسمر الذي نشرته مجلة "روز اليوسف" المصرية بدأ عندحوار طويل مع الشاعر السعودي البارز سعود شربتلي، نشرته مجلة خليجيةمؤخراً، حكى فيه شربتلي ذكرياته مع نجوم الغناء والموسيقى في العالمالعربي، وبينهم عبدالحليم حافظ، الذي التقاه سعود لأول مرة في صيف عام1964 وكان يومها طالبا، وسافر إلى بيروت لقضاء إجازته الصيفية، وعلى أحدكافيهات بيروت كان عبدالحليم حافظ جالساً على إحدى طاولاتها، التفت سعودفرآه، ولم يصدق نفسه عندما اندفع إليه مرحباً وطالباً التقاط صورةتذكارية، مازال سعود يحتفظ بها مفتخراً.
تكرراللقاء بين سعود وعبدالحليم في لندن، بعدها بعامين، وكان اللقاء أكثرحميمية هذه المرة، ومنحه حليم ساعات في سهرة امتدت حتى تباشير الصباح، حكىفيها حليم كثيراً، احتفظ منها سعود شربتلي بهذا الاعتراف الذي باح بهالعندليب في تلك الأمسية اللندنية الباردة بكلمات لا تقبل التأويل. فقدقال له حليم إنه "يعشق الغناء السعودي والإيقاعات السعودية، ويميل ذوقهإلى طلال مداح أكثر من محمد عبده، لأن طلال يغني من قلبه وبإحساس أكبر".وربما يعود إعجابه وعشقه للغناء السعودي إلى أنه - أي حليم - سعودي الأصل،وتمتد جذور أسرته إلى الجزيرة العربية.
في ثناياكلماته وبين سطورها فرح حقيقي يطل من صوت سعود شربتلي وهو يزف إلى مواطنيههذا الاعتراف على لسان العندليب، وكأنه يقول إن لهم نصيبا في صوته وموهبتهونجاحه الأسطوري.
المدهش أنالمتحدث الرسمي باسم عائلة العندليب محمد شبانة أقر بهذا مبتسماً، وقال:"فعلاً.. ده صحيح.. عائلة شبانة أصلها سعودي.. وإن شئت الدقة من منطقة نجدوالحجاز قبل تأسيس المملكة السعودية".
ثم أضاف:"الشبانية إحدى بطون قبيلة بني تميم، وهي قبيلة يرجع نسبها إلى الإمام عليوالسيدة فاطمة الزهراء، أي أنهم من آل البيت النبوي الشريف ومن السلالةالحسينية الطاهرة، ومن نجد هاجر الشبانية إلى بلاد عربية عدة بينها مصروالبحرين والكويت، وفي مصر تفرقوا بين عدد من المحافظات أهمها الشرقيةوالمنوفية والدقهلية وسوهاج، والعائلة الشبانية مسجلة في نقابة الأشرافبرقم 92 ع، ولدى شيوخ العائلة وثائق وشجر أنساب محفوظة منذ سنين طويلةتثبت نسبهم إلى البيت النبوي الكريم".
وأكد محمدشبانة أن عبدالحليم كان يعرف أن جذور عائلته تمتد إلى نجد بالسعودية، وإلىآل البيت، ويستطرد: "لكنها كانت مجرد معلومة لم يتوقف عندها كثيراً، لأنعمي كان معتزاً بمصريته إلى المنتهى. كان يعيشها بدمه. لكن هذا لم يمنع أنيرتبط بصداقات إنسانية طويلة وعميقة مع أمراء من الأسرة المالكة فيالسعودية، بينهم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومازلت أحتفظببرقيات كان يرسلها إلى عمي يطمئن فيها على صحته. وكان من أقرب أمراءالأسرة المالكة إلى قلبه عبدالمجيد وبدر وعبدالله. كان يتعامل معهم بلاألقاب ولا رسميات، وكان يرد هداياهم بأحسن منها".
ويشيرشبانة أنه وحتى عندما أراد حليم أن يؤدي العمرة، فإنه سافر علي نفقتهالشخصية، كان ذلك في عام 1976 وقبل أيام من سفره إلى لندن للعلاج، وهيالسفرية الأخيرة له، حيث مات في عاصمة الضباب.
ويضيف:"المدهش أن حليم عندما سافر لأداء العمرة تصادف أن كان موسم غسل الكعبةالمشرفة، فوجد نفسه مشاركاً في هذا العمل العظيم، وأتيح له أن يدخلالكعبة، وأن يصلي في أركانها الأربعة، ولما عاد كان في منتهى السعادة،وقال بفرح: أنا شفت حاجات حلوة بعد ما صليت في الكعبة، بس مش هقدر أحكيلكم عنها".
ومن زاويةأخرى، قال مفيد فوزي، أحد أشهر رفاق حليم، وأحد أهم من أرخوا لسيرتهوكتبوا عن تفاصيل تفاصيل حياته، قال: لم أسمع عبدالحليم يوماً يتحدث فيهذا الموضوع (أصله السعودي). أنا نفسي لم أسمع به من قبل. ربما كان الأمرصحيحاً لأن سكان محافظة الشرقية بالذات أغلبهم لهم جذور عربية نتيجة هجرةقبائل من الجزيرة العربية، جاءت واستوطنت في محافظة الشرقية بالذات، ولكنالأمر يحتاج إلى تدقيق تاريخي.
ويضيف:"أما الذي لا يحتاج إلى دليل ولا تدقيق فهو أن حليم عندي شاب مصري منقوعفي المصرية، ولد في أعماق ريف مصر، وحمل كل صفات ومواصفات الفلاح المصري،بما في ذلك دودة البلهارسيا، وظل طوال حياته مرتبطاً بأهله وقريته وبناسهفي الحلوات شرقية".
وبمناسبةالحلوات - يكمل مفيد فوزي - أذكر أن أحد محافظي الشرقية عندما علم أنعبدالحليم يجهز لبناء مقبرة له، طلب منه أن تكون تلك المقبرة في الحلواتبجوار البيت الذي ولد فيه، لكن عبدالحليم كان بعيد النظر، ولم يشأ أن يعذبمعجبيه إذا أرادوا أن يزوروا مقبرته بعد رحيله، ويضطرهم لقطع مسافة طويلةإلى بلدته، فاختار أن تكون مقبرته في البساتين في قلب القاهرة، ليوفر علىمحبيه مشقة السفر.
ويقول أخيراً: "وأذكر أنه كان يزور تلك المقبرة بين حين وآخر، ليطمئن علي بيته الأخير".
من جهته،فاروق إبراهيم، مصور حليم الخاص، وواحد من أقرب خلصائه عاش معه، وسافرواقترب وسمع وعرف.. وتعامل معه العندليب كأنه واحد من أهل بيته.، عندماسُئل عن أنه إذا كان أصل العندليب سعودياً، أجاب بضحكة عالية ثم قالبجدية: "عمري ما سمعت الكلام ده من عبدالحليم، ولو ده صحيح فهو أمر غريب.لقد عاش حليم 49 سنة ومات من 33 سنة فلماذا تظهر هذه المعلومة الآن؟.
لماذا لم يظهر هذا الكلام في حياته؟ وأنا كنت قريباً منه ويحكي لي ما لا يخطر علي بال.. فلماذا نسي أن يذكرنا بأصله السعودي؟".
ويضيف:"وأنا أعرف شخصيات سعودية مهمة كانوا قريبين من حليم ويسهرون معه بصفةدائمة وعلى اتصال به لا ينقطع كالأمير بدر، والسفير أسعد أبو النصر. عمرما أحد فيهم أشار إلى هذه المعلومة التي تخص الأصل السعودي لحليم،وعبدالحليم نفسه لم يذكرها أبداً، مع أنه فخر لأي إنسان أن تكون جذوره مننجد والحجاز، الأرض المباركة التي يقدسها المصريون".
العربية نت
4][/size]