سوفَ أُلقيها على درْبِكِ هذا
لو تسَلّلْتِ إلى دربي لِواذا
ستُصَلّي ذرّةُ الرَّمْلِ على إثْرِ صلاتي
ويُنادي تحتَ أقدامي وجيفُ الخَطَواتِ
أصبَحَ الدّربُ طويلاً موحِشا
أصبحَ العمْرُ سِراجاً طائشا
أصْبَحَتْ أيامُنا ريشاً على جُنْحَيْ غرابْ
أصبَحَتْ نافلةُ الليلِ لنا سوْطَ عذابْ
أينَ يا رَمْلَ دُروبي ؟
ألتَقيها مرّةً أُخرى
وقد ضيّعْتُ في آفاقِها ثوبَ الجَنوبِ
أيْنَ يا رَمْلَ دُروبي ؟
ألتَقيها و أنا في الغرْبِ مَجْهولُ الغُروبِ
كلُّ أشيائي التي أمْلِكُها صارتْ لِغَيْري
لُغَتي صارتْ لِغَيْري
وقواميسي لغيري
خَيْمَتي ... قافِلَتي ... سَيْفي ... بعيري
غَنَمي ... مَرْعى مَقاماتي ...
وعُكّازي التي أمشي بها نحو مصيري
كلُّها صارتْ لغيْري
لم يَعُدْ غَيْرُكِ لي في الكَوْنِ هذا
و أنا أمشي و أقْدامي تُناديكِ لماذا
والمَحَطّاتُ التي فيها توَقّفْنا تُناديكِ لماذا
والمَجَرّاتُ التي كانتْ لنا يوماً مَلاذا
كلّها صاحتْ لماذا
قد وصَلْنا نُقْطَةَ الصِّفْرِ سريعا
وتفرّقْنا سريعا
وخَلَعْنا ثوْبَنا البالي على البابِ وصَفّقْنا جَميعا
لا تقولي لي لماذا
كانَ لا بُدّ مِن الموقفِ هذا
للشاعر
وحيد خيون
**************************************************