المؤنسة ... قيس بن الملح ( مجنون ليلى )
قيس
بن الملوح أشهر العاشقين وأحد أعلام الحب العذري، والذي ضرب به المثل
للعشق الصادق الذي صرع صاحبه، هذا الفتى الغيور الذي أنشد حباً خالصاً له
..
نبذة عن الشاعر :
قيس
بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعده بن كعب بن ربيعة العامري و
الملقب بمجنون ليلى (545م – 68 )شاعر غزل عربي، من المتيمين، من أهل نجد.
عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم و عبد الملك بن مروان في القرن الأول من
الهجرة في بادية العرب.
لم
يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد العامرية التي نشأ
معها و عشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به ، فهام على وجهه ينشد الأشعار
ويأنس بالوحوش و يتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد
وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.
المؤنسة
تذكـرت ليلـى والسنـيـن الخوالـيـا=وأيـام لاتخشـى علـى اللهو ناهـيـا
ويـوم كظـل الرمـح قصـرت ظلـه=بليلـى فلهانـي ومـا كنـت ناسـيـا
بتمدين لاحـت نـار ليلـى وصحبتـي=بذات الغضا نزجـي المطايـا النواجيـا
فقـال بصيـر القـوم ألمحـت كوكبـاً=بـدا فـي سـواد الليـل فـرداً يمانيـاً
فقلـت لـه بـل نـار ليلـى توقـدت=بعليـا تسـامـي ضـوؤهـا فبدالـيـا
فليت ركاب القـوم لـم تقطـع الغضـا=وليت الغضى ماشـى الركـاب لياليـا
فيا ليل كـم مـن حاجـة لـي مهمـة=إذا جئتكـم بالليـل لـم أدر مـا هيـا
خليـلـي إن لاتبكيـانـي ألـتـمـس=خليـلاً إذا أنزفـت دمعـي بكـى ليـا
فمـا أُُشِـرفُ الإيـفـاع إلا صبـابـة=ولا أنـشـد الأشـعـار إلا تـداويــا
وقـد يجمـع الله الشتيتـيـن بعـدمـا=يظَُنـان كــل الـظـن أن لاتلاقـيـا
لحـى الله أقـوامـاً يقـولـون إنـنـا=وجدْنـا طـوال الدهـر للحـب شافيـا
خليلي لا والله لا أملـك الـذي قضـى=اللهُ الحـب لليلـى ولامـا قضـى ليـا
قضاهـا لغيـري وابتلانـي بحبـهـا=فهلا بشيء غيـر ليلـى قـد إبتلانيـا
وخبَّرتمانـي أنَّ تيمـاء منـزل لليلـى=إذا مـا الصيـف ألـقـى المراسـيـا
فهـذي شهورُالصيـف عناقدإنقـضـت=فمـا للنـوى ترمـي بليلـى المراميـا
فيـارب سـو الحـب بينـي وبينـهـا=يـكـون كفـافـاً لاعـلـي ولا لـيـا
فمـا طلـع النجـمُ الـذي يُهتـدى بـهِ=ولا الصبـح إلا هيجـا ذِكرهـا لِـيـا
ولا سـرتُ ميـلاً مـن دمشـق ولابـا=سهيـلٌ لأهـل الشـام إلا بـدا لـيـا
ولاسُمِّيـتْ عنـدي لهـا مـن سميَّـةٍ=مـن النـاس إلا كـان دمعـي ردائيـا
ولا هبـت الريـحُ الجَنـوبُ لأرضهـا=مـن الليـل إلا بـتُ للريـح حانـيـا
فـإن تمنعـوا ليلـى وتحمـوا بلادهـا=علـي فلـن تحمـوا علـي القـوا فيـا
فأشـهـد عـنـد الله أنــي أُحبـهـا=فهـذا لهـا عندي،فمـا عنـدي لـهـا
قضـى الله بالمعـروف منْهـا لغيرنـا=وبالشوق منـي والغـرامِ قضـى ليـا
وأنَّ الــذي أمـلـت يــاأم مـالـك=أشـاب فُــدَيَّ واستـهـام فـؤاديـا
أعـدُ أليـالـي ليْـلـةً بـعـدَ ليـلـةً=وقـد عشـتُ دهَـراً لا أعـدُ اللياليـا
وأخْـرج مـن بيـن البيـوتِ لعلنـي=أُحَـدِثُ عنـك النفـس بالليـل خاليـا
ومابي إشـراك ولكـن حبهـا وعظـم=الجـوى أعيـا الطبـيـب المـداويـا
أُحب مـن الأسمـاء ماوافـق إِسمهـا=أوشبـهَـه أوكــان مِـنـهُ مُدانـيـا
خليلـي ليلـى أكثـر الحـاجِ والمنـى=فمن لـي بليلـى أوفمـن ذا لهـا بيـا
لعمـري لقـد أبكيتنـي يـا حمـامَـة=العقيـق وأبكيـت العيـون البواكـيـا
خليلـي ماأرجوامـن العيـش بعـدمـا=أرى حاجتي تُشـرى ولا تُشتـرى ليـا
وتحرُم ليلى ثُـم أزعـم أننـي سَلَـوْتُ=،ولا يخفـى علـى النـاس مـا بـيـا
فـلـم أرمثليـنـا خليـلـي صبـابـةٍ=أشـد علـى رغـم الأعـادي تصافيـا
خلـيـلان لانـرجـوا اللقـاءولانـرى=خليلـيـن إلا يـرجـوان التـلاقـيـا
يقـولُ أُنـاس عـل مجنـون عـامـر=يُريـدُ سُلواً،قلـت أنـى لـمـا بـيـا
إذا مـا إستطـالَ الدهريـاأُم مـالـك=فشـأنُ المنايـا القاضيـات وشانـيـا
إذا اكتحلت عينـي بعينـك لـم تـزل=بخيـر وجلـت غمـرةً عـن فُؤاديـا
فأنت التي إنْ شئـتِ أشقيـت عيشتـي=وأنتِ التـي أنْ شئـت أشقيـت باليـا
وأنتِ التي مـا مـن صديـقٍ ولا عـدا=يري نضومـا أبقيـتِ إ‘لا رثـى ليـا
أمضروبـة ليلـى علـى أن أزورهـا=ومتـخـذٌ ذَنـبـاً لـهـا أن ترانـيـا
إذا سِرْتُ في الأرض الفضـاء رأيتنـي=أُصانـع رَحلـي أن يَمـيـل حيالـيـا
يميناً إذا كانت يميناً وإن تكـن شمـالا=ً ينازِعنـي الهـوى عَــن شِمالـيـا
وإنـي لأستغشـي ومـا بـي نَعْـسـةٌ=لعـل خيـالاً منـك يَلْـقـى خيالـيـا
هـي السحْـرُ إلا أن للسحـر رُقْـيـةٌ=وإنـي لا أُلفـي لهـا الدهـر راقـيـا
إذا نحـنُ أدلجْـنـا وانــتِ أمامَـنـا=كفـى لمطايـانـا بـذكـركِ هـاديـا
ذَكتْ نار شَوقي في فـؤادي فأصبَحـتْ=لهـا وهَـجٌ مُسْتَضـرِمٌ فـي فُـؤاديـا
ألا أيهـا الركْـبُ اليمانيـون عَرِّجـوا=علينـا فَقـدْ أمْسـى هوانـا يمانـيـا
أُسائِلُكُـمْ هـل سـال نعمـان بَعْـدَنـا=وحـبّ إلينـا بطـن نعمـان واديــا
ألا ياحمامتـي بطـن نعمـان هجِتُمـا=علـيّ الهـوى لمـا تغنّيتـمـا لِـيـا
وأبكيتماني وسـط صحبـي ولـم أكـن=أُبالي دموع العيـن لـو كنـتُ خاليـا
ويــا أيـهـا القُمريّـتـان تجـاوبـا=بلحنيكمـا ثُــم إسجـعـا عللانـيـا
فـإن أنتمـا استطربتمـا أو أردتـمـا=لحاقـاً بأطـلال الغضـى فاتبعـا نيـا
ألا ليت شعـري مـا لِلْيلـى ومـا ليـا=ومـا للصِّبـا بعـد شـيْـبٍ علانـيـا
ألا أيهـا الواشـي بليلـى ألا تــرى=إلى من تشي بها أوبمن جِئـت واشيـا
لئـن ظعـن الأحبـاب يـا أم مـالـك=فما ظعـن الحـب الـذي فـي فُؤاديـا
معذبتـي لـولاك مـا كنـت هائـمـاً=أبيـت سخِيـنَ العيـن حـران باكيـا
معذبتـي قـد طـال وجـدي وشفنـي=هـواك فيـا للنـاس قــلَّ عزائـيـا
وقـائـلـةٌ وارحـمـتـا لشـبـابـه=فقلـت أجــل وارحمـتـا لشبابـيـا
وددت علـى طيـب الحيـاة لـو أنَّـهُ=يُـزاد لليلـى عمرُهـا مِـنْ حَياتِـيَـا
ألا ياحمامـات العـراق أعننـي علـى=شجـنـي وابكـيـن مـثـل بكائـيـا
يقولون ليلـى فـي العـراق مريضـة=فيـا ليتنـي كنـت الطبيـب المداويـا
تمـرُّ الليـالـي والشـهـور ولا أرى=غرامـي لـهـا يــزداد إلا تمـاديـا
فيا ربُّ إذ صيَّرْت ليلـى هـي المُنـى=فزنِّـي بعينيهـا كمـا زنتـهـا لـيـا
وإلا فبغِّضهـا إلـيّ وأهلـهـا فـإنّـي=بليـلـى قَــد لَقـيـتُ الـدواهـيـا
على مثل ليلى يقْتُلُ المرءُ نَفْسَهُ وإن كنتُ=مـن ليلـى علـى الـيـأس طـاويـا
خليلـيَّ إن ضنُّـوا بليلـى فَقَرِّبـا لـي=النَّعـش والأكفـان واستغـفـرا لـيـا
**************************************************