قال أبو هلال العسكريّ في كتابه ( الفروق اللغويّة ) :
(( الفرق بين الغلط والخطأ:
أن الغلط هو وضع الشيء في غير موضعه ، ويجوز أن يكون صوابا في نفسه.
والخطأ لا يكون صوابا على وجه .
مثال ذلك أن سائلاً لو سأل عن دليل حديث الأعراض ، فأجيب بأنها لا تخلو من المتعاقبات ولم يوجد قبلها .
كان ذلك خطأ ؛ لأن الأعراض لا يصح ذلك فيها .
ولو أجيب بأنها على ضربين :
منها ما يبقى ، ومنها ما لا يبقى .
كان ذلك غلطاً ، ولم يكن خطأ ؛ لأن الأعراض هذه صفتها إلا أنك قد وضعت هذا الوصف لها في غير موضعه، ولو كان خطأ لكان الأعراض لم تكن هذه حالها ؛ لأن الخطأ ما كان الصواب خلافه ، وليس الغلط ما يكون الصواب خلافه ، بل هو وضع الشيء في غير موضعه.
وقال بعضهم :
الغلط أن يسهى عن ترتيب الشيء وإحكامه .
والخطأ أن يسهى عن فعله ، أو أن يوقعه من غير قصد له ولكن لغيره. )) .