مسجد الجامع في الجزائر
تقاسم ملوك الطوائف بلاد الاندلس ، بعد اتنهيار الخلافة فى قرطبة ، وانصب
اهتمامهن على بناء القصور والمنى وانشاء الحدائق قلما اهتموا بالمساجد
لذلك كان على الاندلس والمغرب انتظار عصر المرابطين الذين اولوا المساجد
عناية خاصة
وقد امر يوسف تاشقين ، أول امراء المرابطين ببناء مسجد الجزائر سنة 475 هـ
(1072م) وانتهى العمل فيه سنة 490 هـ (1097) وهو التاريخ المسجل على منبره
أعيد ترميم هذا الجامع مرارا ، ويبدو انه كان من دون مئذنة فى القرن
الرابع عشر للميلاد واذا كان بعض زخارفه يرجع الى عصور متأخرة فأن هيكله
العام واقسامه الرئيسية ترجع الى عصر المرابطين ، وهو فى الواقع من اجمل
عمائر هذا العصر
يتألف بيت الصلاة فى هذا الجامع من أحد عشر رواقا تتجه الى الجنوب ، وتحدها
دعائم حجرية مستطيلة تحمل عقودا مدببة منفوخة وعود الرواق الموازى لجدار
القبلة مفصصة على شكل نعل فرس وهى ذات فصوص متعددة تكثر فيها المخارف أما
ارواق الاوسط فأكثر اتساعا وينتهى عند المحراب المسطح بقبة جميلة ، كما
يتقدم سائر الاورقة من جهة الصحن حيث ينتهى بالمدخل الرسمى ثم ان كل دعامة
حجرية تجحمل سطح قرميدى من جهاته كلها
اما صحن المسجد فليل اللمساحة ، قياسا الى بيت الصلاة ، وتحيطه ثلاث مجنبات
مع ثلاثة اورقة فى الجهتين الجانبتين ، فى حين ان المجنبة الخلفية فيها
رواق واحد
وبوائك المسجد المطلة على الصحتن تعتبر عملا فنيا فريدا متناسق الاجزاء
ويوحى بالجمال ، وجدارن العقود فى الداخل مزينة بالزخارف المكتداخلة
والنمتشابكة وهذا النوع من الزخارف هو من الميادين التى تفوق فيها القنانون
المغاربة ، سواء اكانت محفورة فى الخشب او الحجر او الجص ، أو مسطحة ملونة
، وقد جعل الفنان المغربى اهتمامه مركزا على التفاصيل والاجزاء الصغيرة
ويبدو ان دول المغرب كانت بعامة متوسطة الغنى ، استهلكت الثورات ورد
الاخطار الخارجية معظم اموالها لذلك لم تتسع الفرصة لسلاطين هذهالدول كى
يرفعوا مساجد كبيرة كما هى الحال فى ايران والهند وتركيا ومصر المملوكية
وبالمقابل تركز الفن المغربى فى اتقان العمل والاخلاص لفن والوصول الى
امكانات عجز عنها كثيرون ثم ان الشبه كبير بن هذا المسجد وسمجد تلمسان ،
اذ يكاد بيت الصلاة ان يكون نقلا للواحد عن الاخر الا ان بيت الصلاة يختلف
بشكله وحجمه وعدد اروقته
يعتبر المسجد الجامع فىالجزائر من المساجد المرابطية القليلة الباقية حتى
اليوم ، والواقع ان مساجدهم الكثيرة فى المغرب وخارجه قد زال بعضها ،
وبعضها الاخر اعيد بناؤه على ايدى الموحدين ومن جاء بعدهم
**************************************************