(( أعلل النفس ))
حب السلامة يثني همّ صاحبه *** عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً *** في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزلِ
ودع غمار العلا للمقدمين علي *** ركوبها واقتنع منهن بالبللِ
رضا الذليل بخفض العيش يخفضه *** والعزّ تحت رسيم الاينق الذللِ
فادرأ بها في نحور البيد حافلة *** معارضات مثاني اللجم بالجدلِ
إنّ العلا حدّثتني وهي صادقة *** فيما تحدّث أن العزّ في النقلِ
لو أنّ في شرف المأوي بلوغ مني *** لم تبرح الشمس يوماً دارة الحملِ
أهبت بالحظّ لو ناديت مستمعاً *** والحظّ عني بالجهّال في شغلِ
لعلّه إن بدا فضلي ونقصهم *** لعينه نام عنهم أو تنبّه لي
أعلّل النفس بالآمال أرقبها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
لم أرتضِ العيش والأيّام مقبلة *** فكيف أرضي وقد ولّت علي عجلِ
غالي بنفسي عرفاني بقيمتها *** فصنتها عن رخيص القدر مبتذلِ
وعادة النصل أن يزهوبجوهره *** وليس يعمل إلا في يدي بطلِ
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني *** حتي أرىدولة الأوغاد والسفلِ
تقدّمتني أناس كان شوطهم *** وراء خطويَ إذْ أمشي علي مهلِ
هذا جزاء امريء أقرانه درجوا *** من قبله فتمنى فسحة الأجلِ
وإن علاني من دوني فلا عجب *** لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحلِ
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر *** في حادث الدهر ما يغني عن الحيلِ
أعدي عدوك أدني من وثقت به *** فحاذر الناس واصحبهم علي دخلِ
وإنما رجل الدنيا وواحدها *** من لا يعوّل في الدنيا علي رجلِ
وحسن ظنّك بالأيام معجزة *** فظنّ شراً وكن منها علي وجلِ
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت *** مسافة الخلف بين القول والعملِ
وشان صدقك عند الناس كذبهم *** وهل يطابق معوج بمعتدلِ؟
إن كان ينجع شيء في ثباتهم *** علي العهود فسبق السيف للعذ
يا واردا سؤر عيش كلّه كدر *** أنفقت صفوك في أيامك الأولِ
فيم اعتراضك لجّ البحر تركبه *** وأنت يكفيك منه مصّة الوشلِ
ملك القناعة لا يخشي عليه ولا *** يحتاج فيه إلي الأنصار والخولِ
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها *** فهل سمعت بظل غير منتقلِ
ويا خبيراً علي الأسرار مطّلعاً *** اصمت ففي الصمت منجاة من الزللِ
" قد رشحوك لأمرٍ لو فطنت له " *** فاربأ بنفسك أن ترعي مع الهملِ.
هذه القصيدة للشاعر :الطفرائي أتمنى أن تستفيدون منها عبرا وحِكما وعضات
**************************************************