لم تعد تنتج ،لانها صارت عجوزا ، واتفق العم ناصر مع زوجته قبول على ان يبيعا البقرة العجوز أويذبحانها وكلا الخيارين من الصعب تنفيذهما ولكن الذبح يعد اسهل من البيع ، ولكنه انصدم بعدم موافقة اهل القرية جميعا من شراء لحم البقرة الا امرأة عجوز غيرت رايها؛
فيما بعد وذلك بحجة ان احفادها لا يأكلوا لحم البقرالكبيرة .؛
العم ناصر: مارايك ياقبول ان اذهب بالبقرة غدا الى السوق لعل وعسى ان الاقي لها مشتري أوشركاء يذبحونها ويوزعون لحمها فيما بينهم ؟؛
قبول: بعها أواذبحها ،اهم شيء لا ترجع بها مثل كل المرات . . لاترجع بها انتبه تنسى
في صبيحة اليوم التالي غادرناصرالمنزل مع بقرته التي يقودها وهو يتذكركلام زوجته الحاجة قبول لا ترجع بها لا ترجع بها لا ترجع بها .وعندما وصل السوق مرت الساعات ولم يكترث احدامن الزبائن ببقرته العجوز واثنا عودته شاهد تجمعا لبعض الناس ،يقال له اجتماع فحدث نفسه؛
لم لا اذهب اليهم واعرض عليهم بقرتي؛
؟؛
السلام عليكم؛
كيفكم ياعيالي ؟قالها العم ناصروهومبتسم؛
هلا ياحاج ناصركيف حالك؛
الحمدلله ياعيالي؛
هل منكم من يشتري لحمة لقدقررت ان اذبح هذه البقرة التي معي ؟!.؛
هذه ..هذه البقره أم غيرها؟؛
العم ناصر: نعم هذه ،هل اعجبتكم؟؛
الحقيقة لم تعجبنا ومن منا سيأكل لحم بقرة كبيرة وعجوزكهذه؟!؛
تفوه عليه البعض بازدراء،أما عبادي ابن أخت ناصر ظل صامتايتصبب عرقا وهويحاول الاختفاء من خاله ناصروكان يتمتم مع نفسه في مكانه الذي لم يبرحه ويقول:؛
الله يأخذه مع بقرته ،من جاءبه الى هنا؟! لقد احرجني أمام الناس .؛
استظرف الناس العم ناصرالرجل العجوز لان كلماته مليئة بالطرائف والحكم المستنقية واغلبها من التراث.وكأنه يريدلعبادي ان يزيدخجلا وغضبا ،وهوماحدث فعلا وقام عبادي مسرعا الى المسئول يشكوا خاله وطلب منه ان يبعده من المكان !.؛
المسئول : هيا ياشباب لدينا اجتماع . .هياياجماعة اجتماع . .سيبدأ الان.؛
لم يكترثوا بالنداء فهم يريدون الاستماع الى المزيد من حكاوى عمهم ناصر.؛
المسئول : أنت؛
احدالحضور: من ؟أنا؟!!؛
المسئول : لا أنت ياعجوز؛
ناصر: نعم ياولدي؛
المسئول :اذهب من هنا أيها العجوز والا لأدخلنك السجن أنت وبقرتك هذه.؛
ناصر: حتى البقرة ! فضحك الجميع بصوت مرتفع.؛
صمت المسئول يحدث نفسه في تعجب واستغراب عميقين وهو يرى كل هذا الجمع من حول رجل عجوزوهوعابرسبيل و لم يحدث معه وهوالمسئول هنا؟!؛
دخل الجميع الى القاعة ببطء وعادالعم ناصريقود بقرته متوجهاالى بيته بعدان سمع عبارة بسم الحزب نبدأ اجتماعنا.؛
رغم كل ماجرى للعم ناصرفالأمل لم يمت مازال يحيى بداخلة ،فهوعلى ثقة بأن الفرج سيأتيه قريبا ،قطع المسافة بهدوء وسكينة الامن بعض نواح وطقطقة صعدة طويلة ،وحينما ظهرعلى قريته الجميلة الخضراءوالشامخة المناز ل والممتدة على شكل مستقيم الهمه الله فكرة عجيبة نفذهافي
صباح اليوم التالي واهل القرية مازالوا في منامهم عندماذبح البقرة وجزأ لحمها ثم وضعه فوق حبل طويل ممتدبين طرفي القرية ،ثم ذهب كالعادة الى عمله في الحقول ولم يبالى ان اكلت الغربان منه شيئا .؛
وفي وقت متأخر ،صحى اهل القرية فشاهدوا ذلك المنظر الغريب والمدهش واقبلوا يتسابقون الى اللحم المعلق ثم اخرج كل واحد منهم خنجره ليأخذقطعة صغيرة ووضعها على النارمن قبيل التجربة والتقليد فلاقى كل منمهم في قطعته لذة لا نظير لها ثم تحرك الأهالي فرادا وجماعات اطفالا
وشيوخا،وهكذا ظلوايفعلوا كلما استدعى الأمر وهاجمهم الجوع وغلبتهم الشهوة ،وفي اليوم التالي ذهب عمنا ناصرصاحب حيلة اللحمة الشهية ليطوى الحبل ،وبينماهويقوم بذلك كلما مر من أمام بيت هذا يعطيه دينارا وهذا يعطيه عشرة شلنات وأخر خمسة شلنات حتى جمع مبلغا كبيرا يفي لبعض المتطلبات
و شراء بقرة أخرى صغيرة .
**************************************************
<br>