هل تسمحين
هل تسمحينَ حبيبتي
بتحيةٍ هذا الصباحْ
مدى يديكِ أُقَبِّل الـ
عطفَ الذى داوى الجراحْ
مرى بها رفقاً على
وجهى تُرطِّبُ مهجتى
هل من حبيبٍ غير
كفَّيكِ له وجهى استراح؟!
بُثِّي به فيضَ الحنانِ
فكمْ به شوقٌ لهُ
يا خيرَ مَنْ بالعطفِ في
أسري الكئيبِ غَدَا وراح
**
هل تسمحينَ حبيبتى
لي أن أسيحَ بمقلتيكِ
إني بشوقٍ أن أذوبَ
على حنانهما لديكِ
فى مقلتيكِ بحورُ عطفٍ
نَبْعُهَا من خافقيكِ
وفى حنايا الروحِ ميلادُ
الحنانِ بناظريكِ
فدَعِى الفؤادَ يُذِيبُ ما
يكويهِ من لَهَفٍ عليكِ
**
هل تسمحينَ حبيبتى
بمرورِ كفٍ ظامىءِ
يرتاحُ فوقَ جبينكِ
الأغْنَى بعطفٍ دافئِ
يهفو به فيضُ الحنينِ
لحضنِ هذا المرفأِ
تنتابُهُ أشواقُهُ قلقاً
لمرسىً هادئِ
ضاقتْ به الدنيا وما
أمسى له من ملجأِ
إلا جبينُك بالوجودِ
فهلْ به لن تَعْبَئي
ويظلّ فى بردِ العراءِ
بلا فؤادكِ مخبأي ؟
**
هل تسمحينَ حبيبتى
بمرورِ طيفِكِ بالمنامْ
ليضُمَّ أشلائى ويروى
مسمعى أحلى الكلامْ
ويَبُثَّ بى قَطْرَ الندى
صَفَّاهُ من عِطْرِ الغمامْ
فيعيدَ لى عهدَ الصِّبَا
وتزولَ من جسدى السِّقَامْ
وتعودَ أوصالى التى
انفصَمَتْ طويلاً لالتئامْ
وبِضَمَّةِ الطيفِ الحبيبِ
وجَنَّّةِ الدنيا أنامْ
وتفوحُ أزهارُ الرُّبَى
وتمرُّ أسرابُ الحمامْ
والكونُ من حولى ربيعٌ
والطبيعةُ فى هُيَامْ
وجميعُ ما فيها تناغَى
مُنْشِدَاً لحنَ الغرامْ
ذهبَ الجفاءُ وغابَ مِنْ
أرجائها حتى الخصامْ
وكأنَّمَا الْتَحَمَ الوجودُ
جميعُهُ دونَ انفصامْ
والكلُّ فى حُضْنِ الطبيعةِ
أمِّهِ ،ما مِنْ فِطَامْ
فى نشوةِ الرَّغَدِ الوفيرِ
قدْ انْمَحَى عُذْرُ الصيامْ
ما عاد محرومُ على
بطحائها دون الطعامْ
مَنْ ذا الذى يشكُو الهناءَ
وقدْ حلا فيها المُقَامْ؟
غَنَّاءْ تَذخرُ بالنعيمِ
وبالتراحُم والوئامْ
جودى على لَيلِى بطيفِكِ
واتْرُكِيهِ على الدَّوامْ
**
د. محمد عبد المطلب جاد
**************************************************