[center قد يعجز الإنسان أحياناً عن البوح بما يخفيه من مشاعر محبة ..
وقد يتكاسل قلمه أحياناً عن الحديث عما يخفيه من اشتياق وحنين .. لمن يحب ..
وقد يخفق القلب بنبضات شوق أهام في أعماقه بحثاً عن ملجأ لشكوى الفراق ..
وقد يصرخ الدمع بعبرات ٍ شجية المعنى فلا يجد إلا سكون الدمع في محاجرها الناحية ..
حينهـــــــــــا ..
تبدو العين بصيرة .. وما باليد حيلة .. إلا الصمت ..
والوقوف أمام مساحات شاسعة في حقول خضراء ..
أو على ساحل بحر هدأت أمواجه بعد اشتداد الغضب ..
أو على شقاوة العمر الذي أنار ظلمته باسترجاع الذكريات ..
حينهــــــــــــا ..
نعلم أننا لم نعد نملك إلا الذكريات ..
فنهيم بالبحث بين أروقة الخيال عن أجمل اللحظات ..
وعن أروع الساعات التي عشناها مع عذارى ذكرياتنا ..
بألوانها و أغنياتها و دمعاتها و اضطراباتها وانتقاصاتها و تناسياتها ..
حينهــــــــــــا ..
نهمس لحن الشوق ينزوي في دروب الألم ..
نلتمس لحن الربيع يرشف دموعاً بادية النور في وجوهنا ..
نستبق لحن الأذان يتسلل إلى مسامعنا شيئاً فشيء .. فالفجر قادم ..
نستسقي لحن اللقاء بورقة تحكي نثراً .. و قلم يحكي شعراً ..
لنجد أنفسنا نعزف على أوتار أربعة ألحان ...
لحن شوق ..
لحن ربيع ..
لحن أذان ..
لحن لقاء ..
نعم .. إنها إذاً .. ألحان الحنين ..
ولطالما حكت الأقلام عنها .. ولطالما استبقت المسامع لسماعها ..
ولطالما تناثرت الزهور والدموع ممتزجة .. تستلقي على مدامعها ..
حينهـــــــــــا ..
نتأمل بـ حذر .. و نستمع بـ حرارة ..
و نشتاق بـ سمر .. و نعتصر بارتواء ..
حينهـــــــــا ..
ترتسم الذكريات أمامنا مثل صور حية ..
نراهم أمامنا مثل حقيقة رائعة .. ليست كما كانت ..
نشعر بهم حولنا وبيننا .. و فينا نحتضنهم ويحتضننونا ..
نلتمس حنان أيديهم الحانية بأيادينا ..
فنلتمس أشواقهم ..
ونعشقهم أكثر مما عشقناهم ..
يتخيل لنا أننا لن نفارقهم ..
فنعشق حتى الـ( الجاكيت ) الذي نرتديه لأن نظراتهم فيه ..
و نحتفظ بالعطر الذي نستنشقه لأن ذراته عطّرت أنفاسهم ..
حينهــــــــــا ..
لا نستطيع إلا أن نبتسم ابتسامات بدموع ..
لا ندري فرحاً .. شوقاً .. احتفاءاً .. تمسكاً بذكرياتهم ..
أم استسلاماً لـ لطافة حنينهم ونحن بأحضان ذكرى احسانهم ..
حينهــــــــــا ..
ننهض مثل الأطفال وضحكاتنا تملأنا بفرح وبهجة ..
نلوح بأيادينا لهم نودعهم .. نجدد عهد اللقاء بهم ..
صباحاً .. مساءاً .. لا ندري ..
لكننا نؤمن بأننا سنراهم مرة و مرات ..
لأنهــم هنــــــــــــــا ..
في حنايا الروح .. مهما طالت المسافات ..
وابتعدت مراحل أسفارهم .. واعتلت رحلات طائراتهم ..
لأن وطنهم فينا .. ووطننا فيهم ..
علمت أخيراً ..
أن اقتران الحب والشوق بالإنسان ..
ليس بالضرورة باقتران وجود من نحب.. قربنا ..
بل .. بحضورهم في قلوبنا طوال الوقت ..
فتواجدهم بيننا .. ليس هو الوفاء ..
و غيابهم عن أعيننا .. ليس هو الجفاء ..
إنما ..
بقاءهم في قلوبنا .. حتى وإن نأوا عن الأنظار ..
فهذا قمة الوفاء .. !!
ما راق لي