[center]أعلن الرحيل بصمت ...
عندما تكتشف أن الزمان أصبح ليس زمانك وان المكان ليس مكانك الذي تعودت عليه
والاحساس والمشاعر ليست إحساسك ومشاعرك التي تسيطر على قلبك وكيانك..
وأن الأشياء من حولك لم تعد تمت لك بصلة ولا تشبهك أبدا ..
وأن مدن وأزقة أحلامك لم تعد تستوعب أمنياتك وأحلامك وكل أفكارك وخواطرك ..
عندها فقط ..
لا تتردد لملم ذاتك وكيانك وضمد جراحك وارحل بلا صوت ولا نفس ...
قبل أن يشعر ويحس بك من حولك...
وعندما تنوي وتشد حقائب الرحيل هناك من يحاول أن
يغلق في وجهك كل أبواب ونوافذ الرحيل كي يمنعك من الرحيل
لانه يحبك ويحترمك ويقدرك...
والبعض يعترف لك بحبه عند الرحيل كي يبقيك معه الى جانبه ..
ويكتشف البعض الاخر أنه يحبك بعد الرحيل فيحترق ويحرقك بإكتشافه
المتأخر بعد فوات الأوان ..
وعندما تقرر الرحيل نهائيا..
لا تدفن رأسك في الرمال كما النعامة خجلا وخوفا كي
لا تلمح النظرات في وجوه اولئك الذين أحبوك بصدق ومنحوك كل المشاعر والأحاسيس
الصادقة .. وراهنوا على بقائك معهم فخذلتهم برحيلك وهجرانك لهم وبعدك عنهم ..
عند رحيلك وللأبد أرجوك لا تبك بصوت مرتفع كالاطفال كي يصل صوتك لأولئك الذين
أحببتهم بالصدق ذاته فخذلوك بقلوب خاوية من كل المشاعر والأحاسيس..
وأترك دائما خلفك المساحات والصفحات بيضاء وشاسعة لهؤلاء كي يمارس كل
منهم طقوسه بطريقتهِ الخاصة
وكن متأكد مهما كان لون او شكل و حجم صمتك عند الرحيل..
فلرحيلك صوت قد تسمعه وتحسه كل الكائنات لكنه لن يؤلم ويحزن ابدا
ولن يصل إلالأولئك الذين يشكل لهم وجودك شيئا من الوجود والحياة...
فالرحيل بلا صوت هو أجمل هدية نقدمها لانفسنا وذاتنا كي نختصر بها
مسافات الألم والإحباط والفشل حين نشعر ونحس بأن كلماتنا
وعباراتنا وتنهداتنا لا تصل ولن تلامس شغاف قلوبهم ولا أذانهم الصماء..