فيصل الكناني عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 21 الجنس : تاريخ التسجيل : 20/09/2008 عدد المساهمات : 12754 نقاط : 24490 تاريخ الميلاد : 07/04/1960 العمر : 64 الموقع : العراق العمل/الترفيه : سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز الجنسية : عراقية المزاج : من يحب الشجرة يحب أغصانها الاوسمة :
| موضوع: من قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ الأربعاء 16 نوفمبر - 22:16 | |
| ومن قوله تعالى :
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ :
فــ : "من" : مئنة من التبعيض ، ولا تخلو ، كما اطرد من دلالة "من" في "اللسان" ، لا تخلو من دلالة البيان للجنس ، فــ : مِنَ النَّاسِ ، و : "أل" في : "النَّاسِ" : مئنة من العموم الجنسي المستغرق لأفراده ، وقد يقال بأن العموم فيها يستغرق نوعا بعينه هو الكافر أو المعاند الذي يروم إبطال الحق بالتحيل ، فذلك معنى عام يشمل كل مجادل بغير حق ، فإن ذلك جنس عام يشمل كل صور الجدال بالباطل ، فمنه ما يخرج صاحبه من الملة إن كان مسلما أو يصدر من كافر أصلي ابتداء ، فــ : (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) ، ومنه ما يصدر من مبتدع من أهل القبلة يجادل في شبهة ، ومنه ما يصدر من عاص يجادل في شهوة ، ومنه ما يصدر من متفقه في الفروع ، فدائرة الخلاف فيها أوسع ، وإن شابها من التعصب ما شابها في أعصار الجمود والتقليد ، ومنه ما يصدر من محق يروم إظهار الحق ولكن الحمية قد تأخذه فيجادل بنوع باطل ، فيرد البدعة ببدعة ، ويرد الباطل بباطل ، فيصحح ما يشهد له وإن كان ضعيفا ، ويضعف ما يشهد لخصمه وإن كان صحيحا ، فــ : "إن الإنسان إذا اتبع العدل نصر على خصمه ، وإذا خرج عنه طمع فيه خصمه" . اهــ
وقل أن يسلم مجادل من حظ نفس ، فالنفوس قد جبلت على الانتصار من الخصم ، ولو بالباطل فتروم استيفاء حقها بل والتعدي على غيرها ، فلا يتصدى للجدال إلا من جرد النية فمحص إرادته من الهوى ، فمرامه ظهور الحق به أو بغيره ، وذلك أمر يسهل وصفه بالقول ويعسر تأويله بالفعل .
ويلتحق بأولئك من يروم نصرة مذهب أرضي حادث ، أو مقال فلسفي وارد ، وذلك أمر ظاهر في الأعصار الأخيرة التي راجت فيها المقالات العلمانية وما تفرع عليها من تطبيقات ديكتاتورية شيوعية ورأسمالية ليبرالية ، فضلا عن التطبيقات الفكرية والاجتماعية فهي تصور كامل يضاهي تصور الوحي ، فتعم سائر وجوه النشاط الإنساني ، فنال أولئك من الوحي ، فمنهم من نال منه صراحة فدعا إلى اللادينية في صورة فجة ، ومنهم من تحيل في استعمال محتملات العبارات ومجملات الاصطلاحات ، فسوى بين الدين الصحيح والدين الباطل فكلاهما من جنس الدين الذي يقيد حركة الفكر بقيد الكهنوت ! ، وسوى بين الإلحاد والتسامح في الأديان ، والانحلال والحرية في الأخلاق ، فجعله من رسوم الحرية بمفهومها الغربي والمدنية بمفهومها السياسي المكافئ للدولة العلمانية اللادينية .
ومنه ما يصدر من محق يتحرى العدل ، فيتأول قول الرب جل وعلا : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) .
فتلك أنواع الجدال التي تندرج في جنس عام هو مئنة من الشدة في القول ، فالمجادل في مقام المدافع المناضل عن رأيه ، فاستعير المعنى المحسوس للمعنى المعقول ، فالحبل المجدول شديد يصعب نقضه ، فــ : "الجَدْل: شِدَّة الفَتْل. وجَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلًا إِذا شَدَدْتَ فَتْله وفَتَلْتَه فَتْلًا مُحْكَماً؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِزِمَامِ النَّاقَةِ الجَدِيل. ابْنُ سِيدَهْ: جَدَلَ الشيءَ يَجْدُلُهُ ويَجْدِلُهُ جَدْلًا أَحكم فَتْله" ، و : "الجَدَالَة : الأَرض لشِدَّتها" ، فمعنى الشدة فييها ، أيضا ، قد تحقق ، والجدال مظنة الصراع بين الأبدان فــ : "الجَدْل : الصَّرْع وجَدَلَهُ جَدْلًا وجَدَّلَهُ فانْجَدَلَ وتَجَدَّلَ: صَرَعه عَلَى الجَدَالة وَهُوَ مَجْدُول، وَقَدْ جَدَلْتُه جَدْلًا، وأَكثر مَا يُقَالُ جَدَّلْتُهُ تَجْدِيلًا، وَقِيلَ للصَّرِيع مُجَدَّل لأَنه يُصْرَع عَلَى الجَدَالة. الأَزهري: الْكَلَامُ الْمُعْتَمَدُ: طَعَنَه فَجَدَّلَهُ" . اهــ ، فكذلك الجدال في ميادين الفكر ، فهو مظنة الصراع والتدافع بين المقالات الخبرية والآراء القياسية .
وتأويل الجدال في الخارج ما يقع من صراع وتدافع بين الحضارات ، فالبقاء للأقوى ، وذلك معنى صحيح في الجملة ، وإن اختلفت تأويلاته باختلاف عقول المتجادلين ، فالأصلح في مقال الوحي : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، فمعه قوة الحق ، والأصلح في مقال المذاهب الأرضية ، لا سيما الليبرالية في دورها المتأخر ، فقد ارتدت إلى النمط الكلاسيكي الذي كان سائدا من مطلع القرن التاسع عشر إلى قيام الحرب العالمية الثانية ، كما أشار إلى ذلك بعض الفضلاء ، فلم يكن ثم نظر إلى أي بعد إنساني ، فظهر فكر العولمة ، الذي يروم أصحابه السيطرة على موارد العالم ومعادن القوة ، الأصلح في مقالها : الأقوى وإن لم يكن الأعدل ، فمعه حق القوة القاهر ، كما يظهر في مسالك الأمم العظمى في الأعصار المتأخرة ، لا سيما بعد زوال رسم الخلافة ، وتغييب حكم الشريعة ، وإقصاء التنزيل عن منصب القيادة ، ودورس آثار النبوة فهي الرائد الصادق من الرب الشارع على لسان النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
فالليبرالية كمذهب غربي تنحاز إلى الإنسان الأوروبي الأبيض ، فهو ، كما ينقل بعض الفضلاء عن "هيجل" ، قمة التطور البشري ، ومن حيث الجغرافيا فإن أوروبا هي قمة التطور والارتقاء الجغرافي ، فتنتقل معادن الفكر والحضارة من الجنوب الشرقي ، الشرق الأقصى والشرق المسلم فالحضارة الصينية والكورية واليابانية تدافع الحضارة الغربية في موارد المادة فالصراع بين الفريقين : صراع مادي بحت ، وأما الحضارة الإسلامية فإنها وإن كانت تعلي من شأن العلوم التجريبية بل هي عند التدبر والنظر ، من أرسى قواعد البحث التجريبي الحديث ، فالمنهج الاستنباطي العقيم الذي عطل حركة الفكر الأوروبي مع رضا الغرب بطرح اليونان الميتافيزيقي في الإلهيات ، فذلك من تشهي أوروبا في اختيار ما يلائم هواها وذوقها وإن لم يكن على منهاج النبوة التي ضل عنها الفكر الأوروبي ، ونَفَّر منها الطرح الكاثوليكي الكهنوتي الذي صير الدين مظنة القهر والاستبداد فليس من دين الأنبياء ، عليهم السلام ، في شيء ، وإن ادعى صاحبه النسبة إلى دين المسيح ، عليه السلام ، فليس ذلك الدين الصحيح ، دين التوحيد الجامع فإليه تنتسب النبوات ، فــ : (مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) ، و : (إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) ، ولسان مقال يعقوب ، عليه السلام ، حال الاحتضار وصية لبنيه : (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) : فجاء الاستفهام عن وصف الإله المعبود ، جل وعلا ، فالوصف يستفهم عنه بـ : "ما" ، كما في قوله تعالى : (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) ، فــ : "ما" مئنة من الوصف في مقابل : "من" فهي مئنة من الذات ، فالإسلام دين الأنبياء الجامع ، فليس التثليث أو سائر رسوم الوثنية التي داخلت دين الحنيفية السمحة ، ليس ذلك من دين الحق في شيء وإن نسبه إليه كهنة الديانات المبدلة أو أرباب المقالات المحدثة ، فاختار العقل الأوروبي الطرح الميتافيزيقي اليوناني في الإلهيات وهو طرح علماني يعزل حركة الكون عن تدبير خالقه ، فقد خلقه وانتهى دوره ! ، واختار الطرح الإسلامي التجريبي في الطبيعيات ، فذلك من التفريق بين المتماثلات فإن التصور الديني الصحيح لا يعارض التصور الطبيعي الصحيح ، فالسنة واحدة : فسنة الشرع لا تتعارض مع سنة الكون ، كما أن نص الوحي الصحيح لا يتعارض مع قياس العقل الصريح ، فــ : "إن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق لصرائح المعقول ، وإن ما شرعه للعباد هو العدل الذي به صلاح المعاش والمعاد" . اهــ بتصرف من : "درء التعارض" ، فوقع العقل الأوروبي في تناقض صريح بالتفريق بين المتماثلين ، فخالق الكون بكلمات التكوين هو مدبره بكلمات التشريع فالعلمانية تقبل الأول وترد الثاني ، فــ : (لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) ، فــ : "تسألهم : من خلق السماوات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال ؟ قالوا : الله ، وهم به مشركون" . اهــ
، فــ : "هَؤُلَاءِ مَثَّلُوا الْمَخْلُوقَ بِالْخَالِقِ وَهَذَا مِنْ تَكْذِيبِهِمْ إيَّاهُ وَلَمْ يَكُنْ الْمُشْرِكُونَ يُسَوُّونَ بَيْنَ آلِهَتِهِمْ وَبَيْنَ اللَّهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ بَلْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْخَالِقُ الْمَالِكُ لَهُمْ وَهُمْ مَخْلُوقُونَ مَمْلُوكُونَ لَهُ وَلَكِنْ كَانُوا يُسَوُّونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا فِي الْمَحَبَّةِ وَالتَّعْظِيمِ وَالدُّعَاءِ وَالْعِبَادَةِ وَالنَّذْرِ لَهَا وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُخَصُّ بِهِ الرَّبُّ فَمَنْ عَدَلَ بِاَللَّهِ غَيْرَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَهُوَ مُشْرِكٌ؛ بِخِلَافِ مَنْ لَا يَعْدِلُ بِهِ وَلَكِنْ يُذْنِبُ مَعَ اعْتِرَافِهِ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ وَحْدَهُ وَخُضُوعُهُ لَهُ خَوْفًا مِنْ عُقُوبَةِ الذَّنْبِ فَهَذَا يُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ لَا يَعْتَرِفُ بِتَحْرِيمِ ذَلِكَ" . اهــ من : "الفرقان بين الحق والباطل" ، ص23 .
والشاهد أن العقل الأوروبي لما ناله من خسف الكهنوت الديني قد تردد بين ريب المقالات فمن غلو في دين الكهنوت إلى غلو في تقديس العقول ، فقدم القياس العقلي على النص الديني ، فهو نص مبدل اعترض طريق التطور المادي فانتصر العقل لقياسه في غلو ظاهر في الطرف الآخر ، وذلك ، كما تقدم مرارا ، ما سلم منه الدين الخاتم ، والشاهد أن الطرح الليبرالي قد جادل في الله ، بغير علم ، فقد ضاهى الوحي بقياسه وذوقه ، فتعددت صوره بتعدد وجوه النشاط الإنساني ، كما تقدم ، فنافح عن طرحه المادي في ميادين الجدال العقلي بل وفي ميادين القتال البدني فذلك تأويل ما يجري بين العقول من جدال وتدافع ، فتدافع الأبدان فرع على تدافع الأديان ، فتنتصر العقول للأفكار في ساحات الدرس ، وتنتصر الأبدان لها في ساحات الحرب ، فزعم رسل الفكر الغربي المعاصر أن الحضارة ، كما تقدم ، تتحرك من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي ، فالأصلح لقيادة البشر هو الإنسان الغربي فهو ، كما تقدم ، قمة التطور البشري ، بل وخص هيجل القيادة بالإنسان الألماني في طرح قومي أضيق ، لا يخلو من بعد ديني ، كما ينوه بذلك بعض الفضلاء ، فإن ألمانيا هي منشأ حركة التجديد البروتستانتي ، الذي قَرَّب العلمانية إلى الدين ، كما صنع الفلاسفة الإسلاميون ، الذين قربوا الطرح اليوناني إلى الدين الإسلامي ، فذلك دين القائد الأوروبي ، فهو ، كما يقول بعض الفضلاء ، المذهب المختار للشعب المختار : "الشعب البروتستانتي" ! ، ومن ثم غلا العقل الأوروبي ، على ما تقدم من ردود أفعاله ، فأوغل في تقرير معاني الحرية فرارا من عبودية الكنيسة ورجالها فأنكر جنس العبودية بالتمرد والثورة على أي طرح ديني ، ولو كان صحيحا صريحا ، مشفوعا بأدلة النقل والعقل معا فلا يصادم ما استقر في وجدانه من فطرة التوحيد الصحيح ، ولا يصادم ما استقر في عقله من فطرة القياس الصريح الذي يقضي ، كما تقدم مرارا ، بالتسوية بين المتماثلين والتفريق بين المتباينين ، فكان التعظيم لدور الإنسان في مقابل دور الوحي ، فالإنسان الأخير هو الذي سيقود العالم وينفرد بالصدارة ، وتلك ، كما يقول بعض الفضلاء ، إحدى مستمدات أطروحة نهاية التاريخ ، وهي مستمد ذو أصل يهودي فنيتشه اليهودي هو الذي وضعه ، وهو جار على ما تقرر في العقل الجمعي اليهودي من رسوم التعصب والانحياز إلى النوع الإنساني عموما ، والنوع اليهودي خصوصا فذلك شعب مختار آخر ! ، فكلها نظريات ، عند التدبر والنظر ، تروم نزع السيادة من الوحي لتردها إلى الإنسان ، فجوهر الجدال بين الفريقين : السيادة لمن تكون : للرب ، جل وعلا ، بما أنزل من الكتب والشرائع أو للإنسان بما وضع من القوانين والأعراف التي يضاهي بها الوحي المنزل ؟! .
فذلك طرح جدلي يقابل الطرح الديني ، وهو طرح يروم السيادة الفكرية والمادية ، فالعالم ، كما ينقل بعض الفضلاء عن هيجل يسير في اتجاه سيادة النموذج الغربي ، وذلك ما غلا فيه أصحاب الطرح الليبرالي لا سيما في دوره الأخير الذي امتزجت فيه المبادئ الليبرالية بطرح بروتستانتي غال ينتصر للفكر الصهيوني فهو أحد رافديه ، فينافح أصحابه عنه بضروب من الجدال ، ولو بغير علم ، فذلك قيد فارق ، فالجدل ، كما تقدم ، جنس شامل لصور من المنازلات العقلية والمساجلات اللسانية ، فمنها ما يكون بعلم ، فالعلم الإلهي لا يشل حركة العقل في الجدال ، فله ثوابت رئيسة يأرز إليها ، وله ميدان فسيح يجادل فيه عن الدين الصحيح بما صح من منقول ومعقول ، وبذلك تبطل حجة هيجل في جدليته التي تزعم سكون الإلهيات فلا حركة فيها للعقل بنصرة الوحي الصحيح بضروب من القياس الصريح ، تشهد ، كما تقدم مرارا ، للنقل الصحيح ، فالسكون قد يصح في ميدان الفكر الأوروبي في ظل الطرح الكنسي الجامد الذي عطل العقل عن النظر فكان الجمود رسم المرحلة ، فمقال إلهي ينقض قياس العقل الصحيح ، ومقال طبيعي ترده موارد الحس والعقل في البحث التجريبي ، فلما ثار العقل بلا هدى من نبوة تلجم قياسه بلجام الحق المطلق فتصير الدولة للنقل الصحيح الذي لا يعارض قياس العقل الصريح فتحته يندرج وله ينتصر ، فتنصر المقالات الصحيحة بالقياسات الصريحة ، كما تقدم ، لما ثار العقل بلا هدى ، كان رد الفعل غلوا في الاتجاه المعاكس فظهرت العلمانية اللادينية التي غلت في تقرير قياس العقول ، وازدرت في المقابل نصوص الوحي المنزل فافتعلت المجادلة القائمة الآن في عقول أصحاب الطرح الليبرالي بين الدولة الدينية والدولة المدنية ، في تلبيس ظاهر وتدليس فاحش يسوى فيه عمدا بين دولة الأخبار الصحيحة والأحكام العادلة ، دولة النبوة الخاتمة ، ودولة الكهنوت في أوروبا ما قبل النهضة ، فيروم أولئك الثورة اللادينية على الدين الصحيح ، ويتلطفون في العبارة باستعارة مصطلح المدنية المحتمل فهو ، من المجملات التي تفتقر إلى البيان ، فمدنية أوروبا : لادينية ثارت على الدين الكنسي المبدل ، والمدنية في معهود كثير منا ، لا سيما من نشأ في دول العسكر الجائرة ، تضاد الحكم الاستبدادي العسكري ، فليس ثم حكم استبدادي ديني في الشرق المسلم لتفتعل تلك المعركة الوهمية التي انتزعت من السياق الفكري الأوروبي ، كما يقول بعض الفضلاء ، لتدغم عنوة في السياق الفكري الإسلامي فتكون ذريعة إلى فرض الطرح العلماني على العالم الإسلامي ولو تهديدا بالفوضى الخلاقة أو تدميرا بآلة الحرب الفعَّالة .
فــ : يُجَادِلُ فِي اللَّهِ : فذلك من الإيجاز بحذف المضاف فتقدير الكلام : يجادل في شأن الله ، جل وعلا ، فيجادل في ذاته بفاسد التصورات من تجهم أو اعتزال أو تكلم أو حلول أو اتحاد ...... إلخ من المقالات الردية ذات الأصول الفلسفية ، فقد افترقت في صورها واتفقت في أصلها فهي من شؤم تعطيل الرب ، جل وعلا ، عن وصف كماله ، فجرده الفلاسفة من وصفه الذاتي والفعلي ، فأثبتوا وجودا مطلقا لا حقيقة له في الخارج وإن فرضه الذهن جدلا ، فهو عدم محض يثبت في العقل ولا يثبت في الخارج فله وجود علمي في العقل فرضا ، وليس له في المقابل وجود عيني في الخارج ، فهو ، كما تقدم ، عدم محض ، فأنى له الفعل في الكون والتدبير في الشرع ؟! ، فوقع الفساد في التصور بتجريد الرب ، جل وعلا ، من وصف ربوبيته إيجادا فـ : (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ، وحكمة فـ : (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) ، فخلقها جل وعلا ، خلقا محكما متقنا فذلك : (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) ، فذلك من الفعل الرباني المحكم ، فــ : "إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ" ، وهو من إضافة الفعل إلى الفاعل ، فالصنع مصدر الفعل : "صنع" ، فهو من الوصف الفعلي الثابت للرب العلي ، جل وعلا ، على الوجه اللائق بجلاله ، أو هو من إضافة المفعول إلى الفاعل ، فالمصدر قد يأتي بمعنى المفعول فالخلق هو المخلوق ، فذلك من جنس الخلق في قوله تعالى : (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) ، فيحتمل إضافة الوصف إلى الموصوف ، ويحتمل إضافة المخلوق إلى الخالق ، فالجهة منفكة ، ودلالة اللفظ على كليهما جائزة بل وصحيحة ، فلا تعارض بينهما ، بل يحسن الجمع فذلك مما يثري السياق بتوارد المعاني الصحيحة على اللفظ الواحد ، وهو مما يستأنس به من يجوز دلالة المشترك اللفظي على كلا معنييه ، والشاهد أن ذلك من ربوبية الحكمة في صنع الكائنات ، فــ : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) ، فذلك من قياس الأولى الصريح فمن يقدر على خلق الأعلى ، فــ : (لَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) ، يقدر على خلق الأدنى ، من باب أولى ، وعناية ، فذلك ما استنطق به المخاطب بالاستفهام إمعانا في تقرير معنى المنة الربانية : (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) ، فذلك من الجدال في الربوبية بتجريد رب البرية ، جل وعلا ، من وصف الكمال الذاتي والفعلي ، فالصحيح أن الرب ، جل وعلا ، خالق فاعل بوصف فعل محكم فيخلق تقديرا بعلمه الأول ، ويخلق إيجادا بقدرته النافذة وحكمته البالغة ، ووقع الفساد في الحكم فذلك من الجدال في الألوهية ، فيجادلون في التشريع ، فيضاهون وصف الحكمة التشريعية الإلهية بالحكمة الأرضية ، فذلك من التسوية بين المتباينين ، وهو ، كما تقدم مرارا ، مما ينقض قياس العقل الصريح الذي يقضي بالتفريق بين المتباينين ، سواء أكان التفريق بين أفراد النوع الإنساني فمنهم أهل الحق ومنهم أهل الباطل ، فمن فرقان التنزيل : "أَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ أَهْلِ الْحَقِّ الْمُهْتَدِينَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُصْلِحِينَ أَهْلِ الْحَسَنَاتِ وَبَيْنَ أَهْلِ الْبَاطِلِ الْكُفَّارِ الضَّالِّينَ الْمُفْسِدِينَ أَهْلِ السَّيِّئَاتِ قَالَ تَعَالَى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}" . اهــ
"الفرقان بين الحق والباطل" ، ص18 .
أم كان بين الخالق والمخلوق ، فــ : "أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ بَيَّنَ الْفَرْقَ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ وَأَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا يَجُوزُ أَنْ يُسَوِّيَ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ فِي شَيْءٍ فَيَجْعَلَ الْمَخْلُوقَ نِدًّا لِلْخَالِقِ قَالَ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} وَقَالَ تَعَالَى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وَضَرَبَ الْأَمْثَالَ فِي الْقُرْآنِ عَلَى مَنْ لَمْ يُفَرِّقْ؛ بَلْ عَدَلَ بِرَبِّهِ وَسَوَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ؛ كَمَا قَالُوا - وَهُمْ فِي النَّارِ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا -: {تَاللَّهِ إنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} {إذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} . فَهُوَ سُبْحَانَهُ الْخَالِقُ الْعَلِيمُ الْحَقُّ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَمَنْ سِوَاهُ لَا يَخْلُقُ شَيْئًا كَمَا قَالَ: {إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}" . اهــ
"الفرقان بين الحق والباطل" ، ص19 ، 20 .
فالقياس الصحيح يقضي بالتفريق بين المتباينين ، ويقضي في المقابل بالتسوية بين المتماثلين ، فتلك سنة الرب ، جل وعلا ، في الكون ، فــ : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) ، وفي الشرع ، فالقياس الشرعي يقضي بالتسوية بين الفرع والأصل في الحكم لتساويهما في العلة فقد تحققت في كليهما ، وذلك قياس التمثيل في الشرعيات فلا تقاس به الإلهيات فإن الرب ، جل وعلا ، لا مثل له في الذات أو الوصف أو الفعل ، فسنة الرب ، جل وعلا ، قد اطردت ، فــ : "أَخْبَرَ أَنَّ سُنَّتَهُ لَنْ تُبَدَّلَ وَلَنْ تَتَحَوَّلَ وَسُنَّتُهُ عَادَتُهُ الَّتِي يُسَوِّي فِيهَا بَيْنَ الشَّيْءِ وَبَيْنَ نَظِيرِهِ الْمَاضِي وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَحْكُمُ فِي الْأُمُورِ الْمُتَمَاثِلَةِ بِأَحْكَامِ مُتَمَاثِلَةٍ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} وَقَالَ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} أَيْ أَشْبَاهَهُمْ وَنُظَرَاءَهُمْ وَقَالَ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قَرَنَ النَّظِيرَ بِنَظِيرِهِ" . اهــ
"الفرقان بين الحق والباطل" ، ص27 .
فالطرح الفلسفي اليوناني في الإلهيات قد مهد الطريق للطرح العلماني في الشرعيات ، فالرب ، لا وصف له ولا فعل ، فلا حكم له بداهة ! ، فقد خلق الكون بلا إرادة ! ، فهو موجب بذاته ، لا بوصفه الفاعل وأثره في الخارج بكلمات التكوين النافذة ، فهي علة صدور الأسباب الفاعلة والمسبَّبات الناتجة ، فإذا لم تكن له إرادة في الخلق ، فلا إرادة له في الشرع فلا يعلم الجزئيات ، فأنى له الحكم في الشرعيات ؟! ، فرد الأمر إلى العقول الحائرة والأذواق الفاسدة فكل يحسن ويقبح بلا عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ، فتلك صورة أخرى من الجدال الباطل ، فــ : (مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ) .
ومنهم من يتناقض فيجادل في الألوهية تشريعا ، ولا يجادل في الربوبية تكوينا ، فــ : (لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) ، فيتناقض بإثبات الملزوم دون لازمه ! .
وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ : فالنفس لا بد لها من مستمد علمي تغتذي بموارده فإن لم تستمد غذائها من الكتاب المنزل فأعرضت عنه فلم تصدق خبره ولم تمتثل أمره فهي صائرة إلى الضد فتتبع مردة الشياطين من الجن والإنس ، فــ : (كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) ، فــ : "كل" : نص في العموم ، فتتبع شياطين الجن بوساوسهم الخفية ، وتتبع شياطين الإنس من أصحاب الأديان المبدلة والمذاهب المحدثة دينية كانت أو وضعية فلكل شيطان مقالة ، فتتعدد المقالات بتعدد شياطينها ، فهي سبل عدة ، وسبيل الحق واحد ، فــ : (أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .
والمريد مئنة من العتو فــ : "مرد: المارِدُ: الْعَاتِي. مَرُدَ عَلَى الأَمرِ، بِالضَّمِّ، يَمْرُدُ مُروُداً ومَرادةً، فَهُوَ ماردٌ ومَريدٌ، وتَمَرَّدَ: أَقْبَلَ وعَتا؛ وتأْويلُ المُرُود أَن يَبْلُغَ الْغَايَةَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ جُمْلَةِ مَا عَلَيْهِ ذَلِكَ الصِّنْف" . اهــ
فهو فعيل بمعنى فاعل ، فذلك مئنة من المبالغة في المعنى فرعا على المبالغة في المبنى .
فمرام المجادل في الله بغير علم : أن يضل عن سبيل الله ، فتشرع مجادلته للعالم المحقق كشفا لزيفه وهتكا لستره ، خلافا لجدال المسترشد فيرجى نفعه ، وجدال المعتقد لما يظن حقا فيشرع جداله عله يعرف الحق جزما فيتبعه بدليله لا تعصبا وتقليدا .
والله أعلى وأعلم .
منقول
************************************************** | |
|
محمد الكناني عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 6 الجنس : تاريخ التسجيل : 01/07/2009 عدد المساهمات : 2653 نقاط : 4189 الجنسية : عراقية المزاج : لا يمكنك قتل احلامي ..لكن احلامي يمكنها ان تقتلك الاوسمة :
| موضوع: رد: من قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ الخميس 17 نوفمبر - 0:38 | |
| ************************************************** | |
|
لؤلؤه عضومتقدم
الجنس : تاريخ التسجيل : 22/12/2009 عدد المساهمات : 3580 نقاط : 5744
| موضوع: رد: من قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ الإثنين 13 أبريل - 21:49 | |
| سلمت وسلمت الايادي التي شاركت وساهمت في هذا الطرح الجميل
************************************************** | |
|
ورود عضومتقدم
رقم العضوية : 19 الجنس : تاريخ التسجيل : 13/09/2009 عدد المساهمات : 4891 نقاط : 7907
| موضوع: رد: من قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ السبت 27 فبراير - 13:35 | |
| بارك الله فيك علـى المـوضوع الجمـيل والطـرح الممـيز أفـدتنا بمـعلومات قـيمة ومفيدة جـزاك الله خـيرا
************************************************** | |
|