ألا أيها الساعي كتبتُ رسالـــــــــــــة إلى من حوى الحسنَ البديع فؤادها
أقول لها فيها بأني أحبهـــــــــــــــــــا و أخبرها أن المراد وصالهـــــــــا
`ألا إن هذا الحب يشبه نبتــــــــــــــــة إذا سُقِيَتْ دامت و دام بقـاؤهــــــا
و إن تُرِكَتْ مَنْسِيةً مات غُصنُهـــــــا و لَم يَبْقَ بالإمكان إلا فناؤهــــــــا
لقد كان لي ظَبْيٌ أَلِفْتُ غرامـــــــــــه تَفَاقَمَ يا ساعي البريد غرامهـــــــا
فمن مخبرٌ عَني المليحة يا تــــــــرى بِمَلْحَمَةٍ في العشق أقبلَ سامهـــــــا
تَركتُ الهنا خلفي وخُضْتُ معاركـــا تَشُك صدورَ الخائضين رماحهــــــا
و ما هَمنِي موتي شهيدا بساحـــــــــة أدافع عن نفسٍ و نفسي فداؤهــــــــا
فيا سيدي أَوْصِلْ برفقٍ رسالتــــــــي فإني أرى بالرفق بات استلامهــــــا
وقل للذي أودى بقلبي هُيامُــــــــــــه رسالةُ وُجْدٍ من مُحِب كلامهـــــــــا
إذا ما فتحتَ الظرْفَ تَلْحَظْ كتابــــــة تَضَوعَ منها المسك يفشو سلامهــــا
و حَررْتُها بالدمع حتى تَبَللـــــــــــَتْ و لُطخَ بالدمع المرير مدادهــــــــــا
فلا سهلها سهل و لا الحَزْنُ حَزْنُهَــا و ما ينبغي للغافلين طِلابهـــــــــــــا
بها دُرَرٌ مخبوءة في قصيــــــــــــدة مُحَرمَة ما إن يَحِل حرامهـــــــــــا
مشتاقة لحبيبها قبل بعثهــــــــــــــــا تَرَاقَصُ في كفي شديد حماسهـــــــا
و أبصرتُها تبكي قُبَيْلَ ختامهــــــــا تخاطبني أسرع و ذاك خطابهـــــــا
فقلت لها مهلا ففي الصدر حُرقــــة كَذا القلب مَوْجُوعٌ فزاد عناؤهــــــــا
أنا من كوى بالنار والجمر قلبَــــــه و لي قصص ما إن يطاق عذاهــــا
أقل الهوى عندي ليردي و لا أرى حدودا لعشقي و المرادُ مرادهــــــا
و أوجز ففي الإيجاز بعض كفايــة و قَبِّلْ ثَرَى أرض يََعِز مساسهــــــا
فلو أنه القرآن قُلْتُ توضئــــــــــي و لكنه قِيلُ النهى وحِمامُهــــــــــــا
راقت لي
**************************************************