أنا و أنت أصحاب ذنوب من منا لا يخطىء

أنا و أنت أصحاب ذنوب من منا لا يخطىء
لعلي
قد أسرفت في أمري وتعديت الحدود مع الله ولعلي قد بالغت في التمادي وعصيت
رب السماوات والأرض واليوم من ينقذني ومن يخلصني ومن يقف في صفي ويساعدني
ويحمل عني عذاب النار أين كل أصدقائي؟ أين من سهرت معهم ولهونا؟ أين من كان
يشاركني في العصيان؟ أين من يفرشون لي طريق المغريات؟ أين من شاركني في
الخطايا؟ سؤال يجب على كل إنسان ان يطرحه على نفسه من يستطيع ان ينجينا من
الهلاك يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم هل نمشي في
طريق الهلاك أم طريق التوبة الى الله الغفار الكريم· هل نتبع الدنيا
بمغرياتها أم نكون ممن قالوا ربنا ان لم تصرف عنا كيد الشيطان سنكون من
القوم الهالكين ولا سبيل ولا مهرب ولا مفر ينجينا من عقاب الله علينا ونحن
المذنبون والعاصون والمتمردون على خالق الكون نحن المسرفون في حق أنفسنا
نحن الغافلون والمتهورون في الحياة الدنيا هل يوجد انسان لم يغلط؟ هل يوجد
قلب لم يحن؟ هل توجد عين لم تبك على ما فات ومن منا لم يرتكب ذنباً ومن منا
لا يرغب في جنات الخلد ومن منا لا يحاسب النفس على ما فات واليوم الطريق
مفتوح للتائبين المذنبين ممن يرجون رحمة من الله تنجيهم من عذاب أليم عند
رب السماوات والأرض ورب كل شيء، القدير المتعال الرحمن الرحيم نستحي ان
نقابلك بذنوبنا وانت تستحي ألا تغفر لنا وقد عصيناك وتعدينا حدودك يا عالم
الخفايا ويا حبيب قلوب التائبين يارب العالمين تجاوز عن أعمالنا وقد أتيناك
هاربين من نارك راجعين إليك مستنجدين بك فحقق رجانا وتصدق علينا يا خير
المتصدقين وما لي لا أبكي، أبكي لخروج نفسي، أبكي لقلة صبري، أبكي لوحشة
قبري، أبكي لسؤال منكر ونكير، أبكي لخروجي من قبري عرياناً ذليلاً أحمل
ثقلاً على ظهري انظر مرة عن يميني وأخرى عن شمالي اذ الخلق في شأن غير شأني
فيا الهي لأي الذنوب اليك أشكو ومنها أضج وأبكي وقد أتيتك هارباً من
الذنوب والخطايا لترحمني وتهديني الى طريق النعيم ولا نحتاج غير العزم
وجهاد النفس في زمن المغريات والتحديات والسرعة ولا سبيل ولا مهرب ينجينا
من الله عز وجل غير التوبة بقلب سليم ونادم على ما فات والتمسك بتعاليم
الإسلام وها هو الوقت المناسب ليطهر الله القلوب ويطهر كل مذنب عن ذنبه
والرجوع الى الله الغفور الكريم ما أحلى الرجوع الى الله الغفور الرحيم·
تتغير الحياة وتتجمل النفوس ويرتاح الضمير وسيجد الراجع الى الله خير
الدنيا وما فيها في الأهل والمال والبنون والصحة والأبواب مفتوحة والله هو
من يدعوكم لتكونوا ضيوف الرحمن ليغفر لكم ذنوبكم ويكفر عنكم خطاياكم فهل
هناك من يستجيب للنداء ويحارب النفس وغرورها ويكون من الفائزين في الدنيا
والآخرة، هناك نعم النعيم، هناك الحياة الأبدية، هناك تتحقق كل الأماني،
هناك مع الانبياء والمرسلين والصالحين ممن قالوا: ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، يا سميع الدعاء خلصنا من النار يارب
برحمتك يا أرحم الراحمين·