الشاعر المقنع الكندي وقصيدة ولا أحمل الحقد القديم عليهم
الشاعر المقنع الكندي / محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر بن فرعان بن قبس بن الأسود بن عبدالله بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن كندة ينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان، قد لقب بالمقنع بسبب تلثمه خوفا من العين لفرط جماله وبهاء حسنه، وهو شاعر من العصر الأموي عاصر / الوليد بن يزيد وامتدحه، ويمتاز شعر المقنع برصانة الأسلوب وانتقى الألفاظ والمفردات الشعرية بعناية فائقة تعرب عن تمكنه في صناعة الشعر وسموء مكانه بين شعراء العربية الفطاحل، ولا يكاد يخلو كتاب من كتب الأدب المشهورة من قصيدته الذائعة الصيت التي يرد بها على بني قومه حينما عاتبوه على كثرة إنفاقه والاستدانة في سبيل ذلك، فهو كريم لا يرد سائل ولا يقطع رجاء مرتجى، ولم تغفر القبيلة لزعيمها ورئيسها إسرافه في تبذير أمواله والاستدانة في الإنفاق على المحامد والمكارم فغاضبته وعاتبته فيدافع المقنع عن نفسه ومبدأه وفلسفته في الحياة بهذه القصيدة التي تعد إحدى روائع الشعر العربي الفصيح للشاعر الكبير الفارس / المقنع الكندي وتعبر عن أجمل صور الشهامة العربية بما تعنيه الكلمة من معنى وذلك لما عاتبه قومه بما يراه صوابا ويرونه خطأ ويقول فيها :-
يعاتبـنـي فــي الـديـن قـومـي وإنـمــاديـونـي فــي أشـيـاء تكسبـهـم حـمـدا
ألـم يـر قـومـي كـيـف أوســر مــرةوأعسـر حتـى تبلـغ العسـرة الجـهـدا
فـمـا زادنــي الإقـتـار منـهـم تـقـربـاولا زادني فضل الغنى منهمـو بعـدا
أســد بــه مــا قــد أخـلـوا وضيـعـواثغـور حقـوق مـا أطاقـوا لـهـا ســدا
وفـي جفنـة مـا يغلـق الـبـاب دونـهـامـكـلـلــة لــحــمــا مــدفــقــة ثــــــردا
وإنِّـي لعبـد الضيـف مــا دام نــازلاًوما شيمـة لـي غيرهـا تشبـه العبـدا
وفــي فـــرس نـهــد عـتـيـق جعـلـتـهحجـابـا لبـيـتـي ثـــم أخـدمـتـه عـبــدا
وإن الــذي بيـنـي وبـيـن بـنـي أبـــيوبـيـن بـنـي عـمــي لمخـتـلـف جـــدا
أراهـم إلـى نصـري بطـاءا وإن هـمدعـونـي إلــى نـصـر أتيـتـهـم شـــدا
إذا قدحـوا لـي نـار حــرب بزنـدهـمقدحـت لهـم فـي كــل مكـرمـة زنــدا
فـإن يأكلـوا لحمـي وفــرت لحومـهـموإن يهدموا مجـدي بنيـت لهـم مجـدا
وإن ضيعوا غيبي حفظـت غيويبهـموإن هم هووا غيي هويت لهم رشدا
وإن زجروا طيـرا بنحـس تمـر بـيزجـرت لهـم طيـرا تمـر بهـم سعـدا
ولا أحـمــل الـحـقـد الـقـديـم عـلـيـهـموليس كريم القوم مـن يحمـل الحقـدا
فـذلـك دابـــي فـــي الـحـيـاة ودابـهــمسجيس الليالـي أو يزيروننـي اللحـدا
لهـم جـل مالـي إن تتابـع لــي غـنـىوإن قــل مـالــي لـــم أكلـفـهـم رفـــدا
على أن قومي ما تـرى عيـن ناظـركشيبـهـم شيـبـا ولا مـردهــم مـــردا
بـفـضـل وأحـــلام وجـــود وســـؤددوفــي ربـيـع فــي الـزمـان إذا شـــدا
**************************************************