اللغة العربية: الإصابة بخطر الوجود

تقدَّمت المملكتان السعودية والمغربية باقتراح عاجل إلى المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، في دورته 190، في شتاء العام 1954 لإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة، فكانت الاستجابة أيضاً عاجلة، في قرار صادر عن الجمعية العامة، حمل الرقم 878 الذي يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، فكان "أول الغيث"، و"أول عيد".

وستكرُّ حزمة القرارات الأممية التي تنصف متأخرة واحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، ففي عام 1960 تتخذ اليونسكو قراراً يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية، وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية.

وفي العام 1966 أُعتمد قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة. وفي عام 1968 تم اعتماد العربية تدريجياً لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية.

لم يفتر الضغط الدبلوماسي العربي، أو يستكين لما تحقق من إنجازات، كان أوضحها في سبتمبر (أيلول) 1973، عندما أقرَّ استعمال العربية لغةً شفويةً خلال انعقاد دورات الجمعية العامة، وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها.

اللغة العربية هي أكثر اللغات تحدثا ضمن مجموعة اللغات السامية، ويتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة، ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة القرآن الكريم، ولا تتم الصلاة، وعبادات أخرى، في الإسلام، إلا بإتقان بعض من كلماتها. بل إنها لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.

العربية التي تعد من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، وتتميز العربية بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة، تتعرَّض إلى تحديات كبيرة تتمثل في محاولات لتشويهها وإضعافها، ويأتي في مقدمة تلك التحديات هيمنة الإنجليزية على لغات العالم القديم والجديد، وظهور مصطلحات بدأت تتغلغل إليها، خصوصاً في الإعلام والإعلان.

تواجه العربية بذلك خطر "العزلة عن الحياة اللغوية، إذ قلَّ استعمالها العام، وحلت اللهجات العامية محلها، وأخذت مكانها في ألسنة الناطقين العرب. ونتج عن ذلك نشوء مجموعة اللهجات المحلية، التي تختلف من بلد لآخر داخل القطر الواحد، فإذا كان عدد البلاد العربية اثنتين وعشرين دولة، ما يجعل واحدة من أهم ملامح الوحدة العربية مصابة بـ "خطر الوجود"

**************************************************

اللغة العربية: الإصابة بخطر الوجود 78bc947fa275d05150ff41f9825f69d6

مشاركة رائعة
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء

**************************************************

اللغة العربية: الإصابة بخطر الوجود 3dlat.com_139396828212

ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز و المعلومات القيمة
إنـجاز أكثر رائــــــع

**************************************************

اللغة العربية: الإصابة بخطر الوجود 3dlat.net_31_17_727b_15f31f0c397c5

» قد في اللغة العربية *
» اللغة العربية
» كلا في اللغة العربية
» ما هي اللغة العربية
» كلا في اللغة العربية