هو ابو الحسن علاء الدين بن ابراهيم الانصاري الدمشقي المعروف بالمطعم ولد سنة 1304 م في دمشق، مات ابوه وعمره لم يتجاوز ست سنوات فكفله جده وسلمه لابن عم ابيه الذي علمه تطعيم العاج بالاضافةالى علم الحساب والبيئة والهندسة،
وصل الى القاهرة والاسكندرية ليكمل دراسته، عرف بتواضعه وعدم محبته الافتخار بعلومه، كان ذا ثروة كبيرة، وصفه الصفدي بقوله (ان من تقدمه من الافاضل عند جيل علمه هباء ولو رآه اقليدس لما كان عنه الا نقطة من خطة، ولو رآه ارخميدس لرأى شكله قطاعاً من تحريره وضبطه، فسبحان من يفيض على بعض النفوس ويجدد في كل عصر من يحيي رسوم الفضل الذي عدم في الليالي الذواهب.
اشتغل ابن الشاطر في علم الفلك بعد اتقانه علم الحساب والهندسة والميكانيكيا وتعلم صنع الآلات الفلكية وابتكر الكثير منها، اطلع على ما كتبه بطليموس في علم البيئة، قام بدراسة ومناقشة مؤلفات من سبقه من علماء العرب واستفاد من الشكوك والانتقادات التي اوردها بطليموس، والحسن ابن الهيثم، والبطروجي، وضع نموذج جامع لحركات الكواكب متوافقاً مع ماادركه بالرصد، اورد هذا النموذج مع البراهين عليه في كتابه(تعليق الارصاد) وجدد الاصول ولخصها في كتابه(نهاية السؤال في تصحيح الاصول) ثم صدر ذلك وجمعه في كتابه المسمى(نهاية الغايات في الاعمال الفلكية) وصف عمله بقوله: يظهر له الحق عياناً ويعذرني في مخالفة من تقدمني فيما وقع فيه الاختلاف وذلك لضرورات رصدية ودقائق برهانية.
تطوير الآلات الفلكية
تجلت نشاطات ابن الشاطر العملية والتقنية في تطوير الآلات، قسمت الآلات التي ابتكرها الى آلات تستعمل في الرصد واخرى تستعمل في الحساب وتحديد مواقيت الصلاة امتازت تلك الآلات بسهولة التصميم وتلافي التعقيدات التي وجدت في الآلات السابقة له، والتي سببت بعض الاخطاء اشهر الآلات التي ابتكرها وطورها: اسطرلاب خاص لقياس الزمن ويعرف الاسطرلاب بكونه اداة تستخدم في قياس اوضاع الاجرام السماوية تتكون من دائرة او مقطع من دائرة معلم بدرجات وبه ذراع متحرك يدور على محور في مركز الدائرة، وعندما تكون نقطة الصفر في الدائرة باتجاه الافق، يمكن قياس ارتفاع او زاوية كائن فضائي بالنظر على طول الذراع، يقوم الاسطرلاب بقياس ارتفاع الاجرام السماوية وبالتالي يمكن تحديد خط العرض الذي يقف عليه المراقب والتوقيت الذي يقوم فيه بعملية المراقبة، قياس ارتفاع النجم الشمالي يعطي خط عرض وارتفاع الشمس، ابن الشاطر وضع اسطرلاباً في منزله وكان بمقدار نصف او ثلث ذراع تقريباً يدور من غير رحى ولاماء على حركات الكواكب.
كما قام بصناعة مزولة او بسيط وهي الساعة الشمسية التي استخدمت لتحديد اوقات الصلاة، فهي تعتمد على الشمس وزاوية انحرافها عن الافق اي ان مبدأها يعتمد على الزوايا عوضاً عن الساعة والدقائق والثواني، قام ابن الشاطر بوضعها على منارة العروس في باحة المسجد الاموي الشمالي، ونقش عليها دوائر البروج الأثنتي عشرة، يتوسط هذا اللوح مؤشر نحاسي لمعرفة مواقيت الصلاة في الفصول الاربعة اي خلال 12 شهراً، وقد ثبت هذا المؤشر بشكل عمودي على اللوحة، وعلى احد جانبي اللوحة النص التوثيقي (صنعت هذه الآلة الجامعة للاعمال المواقيتية).
صندوق اليواقيت
ومن مبتكراته الاخرى صندوق اليواقيت باعمال المواقيت: هي آلة فلكية اخترعها ابن الشاطر متعددة الاستعمالات جمعت اجزاؤها في علبة قليلة العمق بقاعدة مربعة مقفلة بغطاء ذي مفاصل، عن طريقها يمكن حساب المطالع المائلة بدمشق ولخطوط العرض 50،40،30 كما يمكن للغطاء ان يفتح بشكل مواز لمستوى الاستواء السماوي ويمكن قراءة الزاوية الساعية على سلم قياس دائري موجود على الغطاء.
وكذلك الآلة الجامعة وهي آلة تكون مدار لاكثر العلوم الرياضية ولجميع اعمال الفلك المحتاج آلياً في علم المواقيت في كل عرض.
بعد ان امعن النظر في الآلات الفلكية وجدها مع كثرتها ليس فيها مايفي لجميع الاعمال الفلكية في كل عرض، وكان يتخللها بعض الخلل لذلك اخترع آلة سماها (الربع التام لمواقيت الاسلام) لمعرفة مواقيت الصلاة.
مؤلفات عديدة
لابن الشاطر مؤلفات عديدة منها : عناية السؤال في تصحيح الاصول، تعليق الارصاد، نهاية الغايات في الاعمال الفلكية، الزيج الجديد، رسالة في البيئة الجديدة، رسالة في الاسطرلاب، تسهيل المواقيت في العمل بصندوق اليواقيت، الربع التام الموضوع لمواقيت الاسلام، رسالة العمل بالربع السلالي، ارجوزة في الكواكب، رسالة نزهة السامع في العمل بالربع الجامع
وقد توفى هذا العالم الكبير سنة 1375م بعد ان قدم الكثير من المكتشفات والمخترعات وكتب الكثير من المؤلفات التي اعطت الانسانية قبساً من نور.
**************************************************