هذه قصيدة للشاعر أحمد مطر .. لماخرج هاربا من العراق إلى الكويت
أنــا ياكـويـت قــد اكتـويـت وربـمــا بـشـواظ نـــاري تـكـتـوي الـنـيـران
صـحـراء هـمـي مالـهـا مــن آخــر وبـحــار حـزنــي مـالـهــا شــطــآن
تبـكـي شراييـنـي دمًــا فـــي مـدمـعـي وبـأدمـعــي تـتـضـاحــك الأحـــــزان
أنت القريبة فـي اللقـاء وفـي النـوى وأنـــا بـحـبــي الــغــارق الـظـمــآن
لـي مـنـك مــا للقـلـب مــن خفقـاتـه ولـديــك مـنــي الـوجــه والـعـنـوان
فلـقـد حملـتـك فــي الجـفـون مسـهّـدا كـــي لا يُـسـهّــدَ جـفـنــك الـوسـنــان
ومـلأت روحـي منـك حـتـى لــم يـعـد مـنــي لـروحــي مـوضــع ومـكــان
ما ذاب من فـرط الهـوى بـك عاشـق مثـلـي ولا عـــرف الأســـى إنـســان
قـالـوا هَـجـرتِ فقـلـتُ إنـــا واحـــدٌ وكـفــى وصـــالاً ذلــــك الـهـجــران
هـي موطنـي ولهـا فــؤادي مـوطـنٌ أتـفــرُّ مـــن أوطـانـهــا الأوطــــان
مـاذا علـى شجـرٍ إذا طــرد الخـريـفُ هَـــزازهـــا لــتــغــرّد الــغــربـــان
فـــي الـكـحــل لا تــجــد الأذى إلا إذا عـمـلـتْ عـلــى تكحـيـلـك الـعُـمـيـان
أنـــــا لا أزال أدق قـلــبــي خـائــفًــا ويــكــاد يُـخـفــي دقــتــي الـخـفـقــان
لا تـنـكــري تـعـبــي ولا تسـتـنـكـري غـضـبـي فـإنــي الـعـاشـق الـولـهـان
نُبّئـتُ أنـك قـد هرمـتِ وغـاض مــن غـيــظ الـخـطـوب شـبـابـك الـريــان
وعـلـمـتُ أنّ الـدارعـيـن تــدرّعــوا بطـنـيـنـهـم وســلاحــهــم أطـــنـــان
وبـدوا فهـوداً عـنـد منسـكـب الـنـدى وإذا بـهــم عـنــد الـــردى حُــمــلان
صمتوا لديـك لتلفظـي النفـس الأخيـر وبـعـدهـا عُــزفــتْ لــــكِ الألــحــان
ولطالما وعـدوا بنصـرك فـي الوغـى وعَـــدَوا وأبـلــغُ نـصـرهـم خِـــذلان
لـم يُمتشـق سـيـفٌ ولــم تُـسـرج لـهـم خـيــلٌ ولـــم تُـقـطـع لـهــم أرســـان
فجميـعـهـم قـــد كــذّبــوا وجمـيـعـهـم قــد مثّـلـوا وجميـعـهـم قـــد خـانــوا
كــم عِـبــرةٍ عـبــرت بـهـيـأة عَـبــرةٍ ونـــوازلٍ نـزلــت هـــي الـسـلـوان
يَضـرى بحـرق الـعـود نـشـر عبـيـره وبـضـربــهــا تــتــرنــم الــعــيــدان
قـالــت لـــي الـمـأســاة أن ولـيّـهــا ظُـلــمُ الــــولاةِ وأُمَّــهــا الإذعــــان
قـالــت ويـحـمـل جـثـتـي الـطــاوي ويهـرب مـن حفيـف ثيابـيَ الشبـعـان
قـالــت ويـقــدحُ نــــاريَ الـجـبـنـاءُ لـكــن يـكـتـوي بحـريـقـيَ الشـجـعـان
وأقــــول كــــل بــلادنـــا مـحـتـلــةٌ لا فــرق إن رحــل الـعـدا أو رانـــوا
مـــاذا يـفـيـد إذا استـقـلـت أرضــنــا واحــتُــلّـــتِ الأرواح والأبـــــــدان
سـتـعـود أوطـانــي إلـــى أوطـانـهــا إن عـــاد إنـسـانًــا بــهــا الإنــســان
**************************************************