الماضي
نادراً ما يكونُ الحلاجُ معَ أفكارِهِ على وفاقٍ تامٍّ
معَ أنَّهُ لا يتناقضُ معها أبداً أبداً
قالَ مرَّةً مثلاً إني أغطسُ في الماءِ إلى هامتي
... ومعَ ذلكَ لا أغرَق
وأسيرُ في قاعِ البحرِ كما لو أنِّي على اليابسة
ثمَّ عادَ أخرى فقال: عندما يلقيني ربِّي مكتوفاً في اليمّ
لا أستطيعُ أن أتوقّى بللَ الماء خلافاً لأمرِ الإله
لدى الحلاجِ مخرجٌ من هذا التناقض عن طريقِ التأويل
كأن يقولَ إني إذ أسيرُ في قاعِ اليمّ كما لو أنِّي أسيرُ على اليابسة
فمعنى ذلكَ هو أنِّي أجفِّفُ الماءَ عن بدني بحرارةِ العشق
فلا يكونُ ثمَّةَ أثرٌ للماءِ أصلاً
وإنِّي لا أستطيعُ أن أتوقّى بللَ الماءِ إذ يُلقيني الربُّ في اليمّ
لأنَّ العشقَ نفسَهُ تحوَّلَ إلى ماءٍ
فما عادَ بالإمكانِ أصلاً أن أتوقّى الماءَ بالماء
فأكون في جميع الحالاتِ عاشقاً ليس إلا.
منقول
**************************************************