الفراش المحترق
أسدل الغروب نفحاته الحالمة على نفسها المشوبة بالأحزان معلنا قدوم ليلة جديدة غارقة في ظلمة حالكة تغشى المكان لِـــتلقي بها في أتون سكونه المبهم ، تستعد لرحلة طويلة من الأرق ، تحملها أفكارها دون إرادة منها لتخوض عباب أمواج البحر العاتية بمجاذيف الأوجاع ..
تمضي الى جزيرة الحلم البعيدة تتقمص لونها الرمادي ترسل ضفائرها السوداء كأشرعة سفن عتيقة، تنتابها قشعريرة الوحدة كنوبات جنونية، تنحت اللحظات العابرة في قسماتها أخاديد من ألم و شروخ تحكي ذكريات بائسة، تفقدها لذة الحياة .
تقف منهكة، مستسلمة بين ردهات القدر العابسة و تباريح الأمل المصلوب ، تستوطنها هواجس عنيدة تتملكها خيالات ضبابية تمضي بمفردها في سكون الليل تمد يدها للفراغ حيث لا احد لتتمسك بأهداب الشجن و أشعة خافتة ، تنتظر يوما بعد يوم تلك اللحظة الفارقة التي تأخذها من كوكب الى كوب و من زمن إلى زمن، حين تتسرب خيوط الفجر من وراء العتمة لتبشرها بميلاد غروب أخر على ضفاف ليال اخرى تولد فيها مشاعر حب صادقة و تَـــَهُبُ على عتباتها نسائم السعادة لتبسط أنوارها في تجاويف قلبها الطيب و أدغال روحها المهاجرة إلى مرابط الإنس المفقود.
**************************************************