محاورة بين عمالة الشعر الجاهلي
محاورة بين العمالقة الشاعرين الجاهليين / امريء القيس بن حجر الكندي و / عبيد الأبرص الوائلي ولها قصة حيث لقي / عبيد الأبرص / امرأ القيس، فقال له / عبيد : كيف معرفتك بالأوابد ؟ فقال : ألق ما أحببت؛ فقال /
عبيد :-
ما حبـة ميتـة أحيـت بميتهـ ***ادرداء ما أنبتت سنا وأضراسا
فقال / امرؤ القيس :-
تلك الشعيرة تسقى في سنابلها ***فأخرجت بعد طول المكث أكداسـا
فقال / عبيد :-
ما السود والبيض والأسماء واحدة ***لا يستطيع لهن النـاس تمساسـا
فقال / امرؤ القيس :-
تلك السحاب إذا الرحمن أرسلها ***روى بها من محول الأرض أيباسا
فقال / عبيد :-
مـا مرتجـاة عـلـى هــول مراكبـهـا ***يقطعن طول المدى سيراً وإمراسا
فقال / امرؤ القيس :-
تلك النجـوم إذا حانـت مطالعهـا ***شبهتها في سواد الليل أقباساً
فقال / عبيد :-
ما القاطعات لأرضٍ لا أنيس بها ***تأتي سراعاً وما ترجعن أنكاساً
فقال / امرؤ القيس :-
تلك الرياح إذا هبت عواصفها ***كفى بأذيالهـا للتـرب كناسـاً
فقال / عبيد :-
ما الفاجعات جهاراً في علانيةٍ ***أشد من فيلـقٍ مملـوءة باسـاً
فقال / امرؤ القيس :-
تلك المنايا فما يبقيـن مـن أحـدٍ ***يكفتن حمقى وما يبقين أكياساً
فقال / عبيد :-
ما السابقات سراع الطير في مهلٍ ***لا تستكـيـن ولــو ألجمتـهـا فـاســاً
فقال / امرؤ القيس :-
تلك الجياد عليها القوم قد سبحوا ***كانـوا لهـن غـداة الــروع أحـلاسـاً
فقال / عبيد :-
ما القاطعات لأرض الجو في طلقٍ ***قبل الصباح وما يسريـن قرطاسـاً
فقال / امرؤ القيس :-
تلك الأماني تتركن الفتى ملكاً ***دون السماء ولم ترفع به راساً
فقال / عبيد :-
ما الحاكمون بلا سمعٍ ولا بصرٍ ***ولا لسانٍ فصيح يعجب الناسا
فقال / امرؤ القيس :-
تلك الموازين والرحمن أنزلهـا ***رب البرية بين الناس مقياساً
**************************************************