السيد رضا الهندي الموسوي
السيد رضا الهندي الموسوي(1290-1362هـ \ 1873-1943م)
يقول في القصيدة الكوثرية :
أمُفلّـجُ ثَغركَ أم جوهـرْ***و رحيقُ رضابـِك أم سُكّرْ
قَـد قال لثغرِكَ صانِعـهُ ****إنّــا أعطينـاكَ الكَـــوّثَرْ
والخالُ بخـدكَ أم مِسـكٌ ***نقطتَ بـهِ الـوَردَ الأحمرْ
أم ذاكَ الخالُ بِذاكَ الخَـدُ ****فتيـتُ النـّدّ على مَجمـرْ
عجباً من جَمـرتِهِ تَذكـو*****وبـها لا يحتـرقُ العنـبرُ
يا مَن تبـدو لي وَفـرَتُهُ ****في صُبحِ محَيـاهُ الأزهـرْ
فأجـنُّ بـه بالليـل إذا*****يغشـى والصُّـبحِ إذا أسـفرْ
إرحَمْ أرِقاً لو لم يَمـرَض **بنُعـاسِ جُفونكَ لم يَسـهرْ
تَبيـضُ لهَجْـرِكَ عَينــــاهُ ****حُـزناً ومـدامِعُـهُ تحمَرْ
يا للعُشّــاقِ لمفتـــــــونٍ***يَهــوى رَشَأً أحوى أحورْ
إنّ يَبْـدُ لَذي طرَبٍ غنّى *****أو لاح لذي نُسُــكٍ كبّـرْ
أمنــتُ هــوىً بنُبّوتِــــهِ *****وبعينيهِ ســحرُ يُؤثَــرْ
أصْفيتُ الـوُدُّ لِذي مَـلـــــلٍ***عَيـشـي بقطيعِتِــه كــدّرْ
يا مـن قَـد آثَرَ هجْراني ******وعَـلَيَّ بلقُيـاهُ اسـتأثـرْ
أقسـمتُ عليكَ بـما أوْلتْـكَ***النّضرَةُ من حُسنِ المَنظَرْ
وبوجهِـك إذْ يحمَـرُّ حيـاً****وبـوجهِ محبّـك إذّ يصــفّرْ
وبِلُـؤلؤِ مَبْسَمِـك المنظـومِ *****ولـؤلُؤِ دَمـعي إذّ يُنثَـرْ
أنّ تترُكَ هذا الهَجـرَ فليـسَ ****يَليـقُ بمِثـلي أن يُهجَـرْ
فأجْل الأقداحَ بصرفِ الرّاحِ ــ ــ عسـى الأفراحُ بها تنشَرْ
وأشغَل يَمناكَ بصَبّ الكـأسِ *****وَ خَـلِّ يَسـاركَ للمِزهَرْ
فَدَمُ الُعنقودِ ولحـنُ العـــــودِ****يُعيـدُ الخـيرَ ويَنفي الشّرْ
بّكّر للسُّكرِ قُبَيـلَ الفجــــــرِ*****فصَفـوُ الدَّهـــر لِمَـن بَكّرْ
هذا عَمَلي فاسـلُكْ سُبُلــي ****إن كُنـتَ تَقِـرُّ علــى المُنكرْ
فلقد أسرفتُ وما أســـــــلفتُ ***** لنفـســي ما فيــــه أعّرْ
سـوَّدْتُ صحيفةَ أعمـالــــــي *****ووكلـتُ الأمـر إلى حَيدرْ
هو كَهفي من نُوبِ الدّنيـا ******وشَـفيعي في يومِ المَحشـرْ
قـد تَمَّـت لـي بوَلايَتِـــــــه******* نِعَـمٌ جَمَّـت عن أن تُشكـرْ
لأُصيبَ بهـا الحظَّ الأوفـــــى*****وأُخصَّصَ بالسـهم الأوفـرْ
ويقول مشبباً في مطلع قصيدة :
أقبل من أهواه بالكــــــأس*** فتهت بين البدر والشمـس
مَلك على عرش الجمال أستوى** فأقرأ عليه آية الكرسي
بل ملك اضحت على حسنـه ****وقفاً عيون الجن والإنس
وردٌ على خديه من شأنــه **** أن يصبغ العشاق بالورس
ويقول في (الاستعداد للموت ) :
أرى عمـــري مـؤذنا بالذهـــابِ*** تمـر لياليـــــهِ مـرّالسحـاب
تفـــاجـأني بيــض أيامــــــــــه**** فتسـلخ مني سواد الشبـاب
فمن لي إذا حان مني الحمــام**** ولم أستطـع منـه دفعا لمابي
ومن لي إذا قلـــــبتني الأكــف**** وجـردني غاسـلي من ثيـابي
ومن لي إذا سرت فوق السرير*** وشـــيل سـريري فوق الرقاب
**************************************************