منتديات العرب
أهلا بكم في منتديات العرب , نرحب بأعضائنا الأحبة و كذلك الزوار الكرام اللذين نرجوا منهم التسجيل لدينا
منتديات العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العرب

عام لكل العلوم والمعرفة المتعلقة بالمجتمع
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكوت في العهد العثماني المتاخر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فيصل الكناني
عضومتقدم
فيصل الكناني


علم الدولة : الكوت في العهد العثماني المتاخر 123
رقم العضوية : 21
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 20/09/2008
الحمل
الفأر
عدد المساهمات : 12754
نقاط : 24490
تاريخ الميلاد : 07/04/1960
العمر : 64
الموقع : العراق
العمل/الترفيه : سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز
الجنسية : عراقية
المزاج : من يحب الشجرة يحب أغصانها
الاوسمة : الكوت في العهد العثماني المتاخر Images?q=tbn:ANd9GcThSl-_Rum7XuoKxSOAArejMDJAccaRSjGpDMi0OqnxY-DteGVn

الكوت في العهد العثماني المتاخر Images?q=tbn:ANd9GcTIKATErlQKHQqIIqh18OzqOgHKzo1O_Osqosqg4sD2nxLs1fPm

الكوت في العهد العثماني المتاخر Empty
مُساهمةموضوع: الكوت في العهد العثماني المتاخر   الكوت في العهد العثماني المتاخر Emptyالخميس 11 يوليو - 17:37

الكوت في العهد العثماني المتاخر


مهمــــا اختلف الباحثون في حقيقة مدينة الكوت تسمية وتأريخاً فمما تجدر الاشارة اليه ان معنــى كلمة الكوت جاءت من التكييت أي التجهيز وان العمارة معنى القبيلة التي كانـت تسكـــن المنطقة وهـــــي عشائر بني لام او ربما جاءت لفظة العمارة او ( الامارة ) لـغير الناطقين بالظاد من العمارة التي انشأها الاتراك في الجهة الشرقية مــــــن نهر دجلـــة مقابل شط الحي ( الغراف ) ولا علاقة لها بمعنى كلمة (الامارة) المـــأخوذة من الامرة او الامير والتي تعني اليوم عندنا مشايخ ربيعة والتي سكنت واستــوطنة منـــطقة الاحرار وما يحيط بمنطقة الكوت بعد ان كنا قد سمعنا لفــــظة ( كـــــوت العمـــارة ) اذ ان مـن الؤكدأن عشيرة الامارة وافخاذها قد سكنت منطقـة الحسينية ( الاحرار ) حاليا مــــن زمن قريب وبالتحديد ايام الوالي مدحت باشا سنة 1869 م او بمدينة العمــــارةالتـــــي يثبت تاريخها انها قد اسست بعد مدينة الكوت بسنين ومع كل الاختلاف فـــي التسمية ودلالتها وما يفسره البعض من الباحثين في تاريخها فالحقيقة تقول ان مـــدينة جميلة غفت بين احضان دجلة يضمها من جهات ثلاث ويمدها من جماله ســحرا وعذوبة وخصبا سكنتها باديء ذي بدء عشائر بني لام ثم قضت عليها الفتن والـمحن والفيضانات والامراض الفتاكة وقامت مقامها بعد حين مدينة صغيرة عرفنا اولــها على انها قضاء ارتبطت ادارياً بلواء بدرة وجصان وكان فيها قائــمقام اسمه ( فكــرت بك ) وفيها قاضي من اهل مدينة استانبول وذلك في حدود سنة 1253 هـ - 1837 م وقد كــان فكرت بك هذاشرس الأخلاق عصبي المزاج وقد اصطدم عدة مرات مع ( بزون بن شـــاوي )من شيوخ البو بدر فأشتكى عليه في بغداد فعزلوه وقد توالى من بعده قائمقامـون منهم الخامل الذكر ومنهم من ترك ذكراً حسناً وفعلاً طيباً فقد جاء في اخبار سنـة 1271 هـ - 1854 م يوجد في مدينة كوت الامارة جامع الشيعة وجامع السنـــة الذي اسسه عبد العزيز بك قائمقام كوت الامارة ( العمارة ) ويوجد فيها اربع خانات للمكارية وعشرة مضائف لوجهاء المدينة وسبعة بساتين خارج الســـور وتعداد بيوتها ( 275 ) بيتاً والمدينة مسورة بسور له اربعة ابواب هي باب الشيــوخ – باب الولاية – باب السوق – باب القشلة وفيها سوق صغير مــــن عشــــرة دكاكين ومسقف بجذوع النخل ولا يوجد اكثر من تسعة بيوت مبنيــــة بالطـــــابوق وباللبن وفي هذه السنة جاء شخصان الى المدينة وابتنيا كورتين لفخــــــر الطــــابوق وصنعه وليس في الكوت حمام وبيوتهم اكثرها مسورة مـن الطوف العــــالي ومسيج بالصريم ( الصريم نوع من النبات فيه اشواك حادة وقويــــة يصـــعب اختراقه) وواسعة وداخلها غرف من الطين ليس فيها منافذ وعموم البيوت فيهــا اسطبلات لحيواناتهم واكثر السقوف من جذوع النخل وبعضها

من القصب والبواري وفي سنة 1273 هـ - 1856م ابتنت الحكومة العثمانية مذخر للحطب والفحم شمال عمارة ( لنج ) واصبح في كوت الامارة مذخران للحطب والفحم للوقود وتجهيز البواخر المارة بها .
كانت البواخر ترسو امام مديــنة الكوت فيخرج الرجال والنساء والاطفال للتفرج على هذى المخترع العجيب ( مــــن المعلوم ان اول استعمال للسفن البخارية كان في زمن مدحت باشا)(1) وكان الكثيرمن الاهالي يبيعون علىالركاب المسافرين ما تيسر عندهم من الخبز والدجاج والبــــيض وما اشبه ذلك وكان تعداد الكوت في هذا الزمان يقارب الالف وسبعمائة ( 1700 ) نسمـــة ومــــــن الجدير بالذكر ان اول باخرة رست على ضفاف مدينة الكوت هي الباخرة ( دجلة ) وشــــاهدهـــا الاهلون باعجاب وذهول في شباط من سنة 1252 هـ - 1836 م وقد قيل انه حينمــا صرخ اول مركب رســـا في الكوت صعق الناس حتى ظن البعض انه نفخ في الصور(1)
وفـــــي اخبار سنــــة 1277هـ - 1860 م عين احمد بك قائمقام لكوت الامارة وفي عهده تم بنـــاء ثلاث عمـــارات للحكومة منها تجديد سراي الحكومة بالاجر المفخور وثانيتها بناء مركز للجندرمــة وثالثها بنــاء مذخر للوقود لتجهيز المراكب وتم بناؤه بالطابوق ايضا وكـــان موقع سراي الحكومــة هو موقع المدرسة المركزية الابتدائية للبنين حاليًا ويمتد جــنوباً علـــــى طول نهر دجلة ويأتي جنوبه مركز الجندرمة الذي اصبح فيما بعد خان الحاج عباس العلــــي ثم تمــلكه علوان عبداللة اما مذخر الوقود فموقعه بيت ( الشيخ هادي اسد الله عالم الكــوت رحمه الله ) والذي ابتاعه بعد وفاته الحاج كاظم ابدير ومـن الجدير بالذكر ان هـــــذه الدار كانت لورثة يوسف الامير والد فرحان وابتاعها من فرحان في العهد العثماني عبود وحسن شبوط وفضولي ونصبوا بها ماكنة للطحين والثلج .2
وجاء فـــــــي اخبار سنــــة 1278 هـ - 1861 م ان الكوت اصبحت متصلة بخطوط التلغراف والبريد المنظم وفي العام نفسه ربط الخط مع جصان وبدرة ومندلي ومن ثم ربط الخط مع مدينة العمارة ولايفوتنا هنا ان نذكر ان قضاء الكوت كان مرتبطاً اداريا بلواء بدرة وجصـــان وفــي فترات ربط بلواء البصرة او العمارة واخرها بلواء بغداد ويذكر انه في 28 محرم سنــة 1285 هـ - 1868 م قدمت باخرة عسكرية من لواء العمارة تحمل متصرفهــا واعضاء ادارته ونزلوا في سراي الحكومة واستقبلهم احمد بك قائمقام كوت الامارة وطلب المتصرف فورا تشكيل وفد والسفر الى بغداد لاستقبال الوالي الجديد للــعراق ( مدحت باشا ) وفي اليوم نفسه سافر الوفد عصرا وكان يضم
************************************************** **
1- السيد راضي الطباطبائي – تاريخ الكوت – مخطوطة ص 39 و 46 .
2- ان الدار المذكورة تقع على شاطيء نهر دجلة وقد تملكها وسكنها مكي كاظم بدير .
كل مــــن السادة احمد بك واعضاء الادارة وعلي ال بزون وهو والد المرحوم عباس العلـــي وحســــن بن علي افندي البغدادي وجاسم اللامي الجصاني وهو والد عبداللة الريس وانصــيف بن درويش امير ربيعة وتشرف الوفد بمقابلة الوالي وسلموا عليه وواعدهــم خيرا بمطــاليبهم وقد قام الوالي مدحت باشا بزيارتين لمدينة كوت الامارة الاولى سنــة 1286هـ- 1869م والثانية في شهر شعبان سنة 1288هـ - 1871 م
ومما يذكر هنــــا انه بعدما ازدادت حركة المراكب والسفن في نهر دجلة جعلت مدينة الكوت بلدا تجاريا مهمـــا وكانت شركة ستيفن لنج لها امتياز بتسيير السفن التجارية بين الـبصرة وبغداد وقد اتخـــذت بلدة الكوت ميناء رئيسيا لها وكان وكيل شركة لنج في الكوت ( حنا النصراني ) ومـــــن بعده ( استيفان ) ومن بعده ( نعيم خمو ) ومن بعده ( ساسون اليهودي ) وكانت الكــوت في هذا العهد وهو عهد الوالي مدحت باشا قضاء يتبع لواء بدرة وجصان ومن الجدير بالذكر انه في سنة 1286 هـ - 1869 م وفــي جمــــادى الاخرة روت جـــــريدت الزوراء في عددها المرقم( 13 ) ان( 35 ) شخصـــا مــــن قبيلة ملكشاه هجم على مزارع قرية زرباطية وسلبوا ونهبوا ومن ثم تعقبوهم فقتل منهــــم اثنان وجرح البعض واستردت الاموال المنهوبة وهؤلاء مضوا هاربين الى الحدود فنجوا .
ومن حوادث هذه الـسنة ايضا ما جاء في جريدة الزوراء ان بعض الحوادث والوقائع والتجاوزات حدثت علــــى اراضـــي باقسايا واراضي اغريبة التابعتين لقضاء الكوت من قبل الايرانين الاشقياء فارسل الوالي قوة الى هناك لتأديبهم .
بعد ان تقدمت مدينــــة ( كــوت العمارة ) وأزدهرت عمرانياً وأقتصادياً واصبحت لها اهمية وتوسعت رقعتـــها فــــي سنـــة 1294 هـ - 1877 م تم ربط ناحيتي زرباطيا وجصان وقضاء بدرة بقضـــاء الكـــوت وتأسـس في القضاء منصب جديد هو ( نائب القائمقام ) ومجلس الادارة وضبطية واعشار ومأمور التزام وكان القائمقام انذاك هو ( فتح اللة بك ) وقد زار كوت الامارة فـــي سنــــة 1299 هـ - 1881 م الوالي تقي الدين باشا وكان قائـــمقام كــــوت الامــــارة انذاك علي افندي . وفي هذه السنة ايضا تأسست دائرتان فـي داخل السراي الحكومي الاولى للنفوس والثانية بلدية وكان يدير دائرة البلدية ضابط تـــــركي اسمه جودت افندي وهو من سكان مدينة الكوت القدماء وليس له عقب فـــــــــي المدينـــــة . وفي سنة 1302 هـ - 1884 م عينت الحكومة العثمانية عبالله بن جاســـم اللامي الجاصاني رئيساً للبلدية وقد عمل فيها طويلاً علماً انه قد شغل رئاسة البلدية قبله السيد حسين الحكيم البغدادي .
وقد شغل رئاسة البلدية ايضاً محـمد نجيب بن خميس السبع وخضير حفيد سبع وكان فــــي مجلـــس ادارة القضـــــاء الــــسيد حمودي الحكيم البغدادي والسيد عبد الحميد الطباطبائي والد السيد سعيد الطباطبائي .
فــــي سنـــة 1294 هـ - 1877 م انشئت بعض المباني في الجانب الثاني من مدينة الكوت فقـد نصبت شركة عيسائي معملاً لغسل الصوف وحزمه وتحميله الى الخارج وكذلك نصــبت الشركة ماكنة لتقطيع السوس وحزمه وتحميله الى الخارج وقد سمي بصوب ( الــــخان ) وهذا نواة تأسيس الجانب الثاني من مدينة الكوت وقد سمي فيما بعد في العهد الملكي بصوب ( الفيصلية ) نسبة الى الملك فيصل الاول ملك العراق ثم سمــــي بصـــوب ( العزة ) بعـــد اعلان ثورة 14 تموز سنة 1958 م وسقوط العهد الملكي وقيام العهد الجمهوري في العراق .
في حدود سنــة 1300 هـ- 1882 م انشيء في مدينة الكوت حمامان لاول مرة هما حمــــاما سعيد للــــرجال والنســــاء ( اذ يقع الحمامان في السوق المؤدي بين ساحة الخبازات وساحة العامل وقد تركا في الوقت الحاضر ) .
وفي سنة 1314 هـ - 1896 م اســس المدعو كسار بن فضل حمامين على شاطيء دجلـة احدهما للرجـــــال والاخر للنســـاء لازالا موجودين على حالهما الى يومنا هذا ويطــــلق عليهمـا ( حمام كسار للرجال وحمام كسار للنساء ) . واخيراً ابتنى المدعو رؤوف الحاج محمـــود الحمــــام الخامــس والذي اطلق عليه اسم الحمام الجمهوري المقابل الى المـدرسةالمركزية الابتدائية للبنين وبدأ عمله في بداية العهد الجمهوري في العراق ومــــن الجدير بالذكر ان مدينة الكوت لم تتوسع في بناء الحمامات العامة فقد اكتفت بما ذكرنا مـن الحمامات وذلك لعدم تشجيع الـــناس لها وان معظـــم اهالي الكوت يبنون حماماتهم فــي بيوتهم ولكون المدينـــة لا يرتادهـــا كثير من الغرباء او المتواجدين المؤقتين فأن التوسع في الحمامات لا يجدي نفعاً .
ومن الابنية الشاخصـــــة ليومنا هذا هــــو سوق الباشا الكبير والذي بناه محمد باشا الديار بكري متصــــرف لواء بدرة وجصان ســابقاً وهــــو اول سوق منظم في مدينة الكوت شهد تاريخهـــا العثمـاني والحرب العالمية الاولى وجميع مراحل تاريخ الكوت فيما بعد وليومنا هذا يتقاضــــى ورثته موارده وقد شاركهم فيه محمد رؤوف محمود وبعض الاهلين وقد اجرى عليـه محمد رؤوف بعض التصليحات والترميمات وقد ظن البعض خطاً ان صاحب السوق هو محمد باشا الداغستاني .
التعليم في كوت الأمارة :- فـــي سنة 1305 هـ -1887م أنشئت اول مدرسة أولية فــــــي كـــوت الأمارة تعلم القراءة والكتابة باللغة التركية وقد أستمرت حتى الحرب العالمــية الأولى سنـة 1914م ومن طلابها محمد علي روشي والحاج حسن شبوط والسيد سعيد الطباطـبائــي والســـيد مجــيد الطباطبائي والحـــاج غلام علي والشيخ سلمان والحــاج محسن كــــسار والحاج رشيد أبو الهوى . وفــــي سنة 1307هـ -1889م فتحـــت الحكومـة العثمانية مدرسة تدعى (المدرسة الرشدية) وهي بمثابة المرحلـــة المتوسطــــة ومـــن طلابها الحاج حسن الشبوط ورشيد السعيدي وحسن السعيدي (والد الدكتـــور المرحوم فاضـــل السعيدي ) وتوفـيق جعفر ومحمد صالح القريشي .
على أن هذا لايعني أن الحالة الثقافية فــــي الكوت كـــانت تعتمد على المدارس التي فتحتها الحكومة العثمانية بل كـان للكتاتيب والمساجد والعلماء الذين يرتادون مدينة الكوت بين فترة وأخرى وخاصة في المواسم الدينيةأو مواسم الحصاد دور في نشر الثقافة العربية الأسلاميـة وتعليم الــــقراءة والكتابة من خلال تعليم القرآن الكريم .
أما العلمــــاء الذين كانوا يفدون علـــــى مدينة الكوت من مدينة النجف الأشرف في المـواسم الــدينية ومواسم الحصاد فكانت تعقد بوجودهم المجالس الثقافية والعلمية فـــي المساجد وفـــي بعض بيوتات وجهـــاء المدينة يحضرها العدد الكبير من أبناء مدينة الكـــوت للتزود بالعلـــــم والمعرفة وللأســــهام فــــي تلك المناقشات الطريفة والمناضرات الممتعــــة وقد ذكرت كثير مـــــن أخبار هذه المجالس وما دار بها عند الحديث عــــن سيــــرة أولئك الرجـــال الذين كان لهــــم الدور الفاعل في ثقافة البلد (الكوت ومــا تبعها من البلدات أدارياً) في حينه . فمن الجدير بالذكر والطريف الذي ورد فـــــي تلك الكتب الدالة علـــى الحس الثقافي الأدبي . يقال أن الأمير نصيف بن درويش أمير ربيعة كان معاصراً لــحجة الأســــلام الشيخ عباس بن الشيخ على بن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء وكـــان بين الأثنين رابطة صداقة ومودة وكان الشيخ المذكور يزور الأمير سنوياً فــــــي الحسينية ( الأحرار) وينزل ضيفاً عليه ومن هنا توطدت أواصر الصداقة بين العائلتين ففــــي سنة 1298هـ- 1880م مرض الأمير نصيف في العلة التـي مات فيهـــــا وقد ذهب الــــى بغداد للتطبب وكان للأمير طبيب خاص يراجعه فـــــي مدينــــة الكاظمية من جانب الكرخ ولما سمع الشيخ عباس آل كاشف الغطاء بـمرض الأمير سافر من مدينة النجف الأشرف قاصداً مدينة الكاظمية لعيادته والأطمئنان علــــــى صحته وما أن وصل الشيخ الجليل مدينة الكاظمية حتى توفي الأمير نصيف فــــــي يوم وصوله ولهذا نجد المرحوم الشيخ محسن الخضري يداعب الشيخ عباس كاشف الغطاء بمقطوعة شعرية يقول فيها .


أمحلقاً للكرخ من وادي الحمى كيما يزور به الأمير نصيفا
مهـــلاً فأنك لــــم تعد ذا علــــة ألا وكـــان لك الحمام رديفا
وقد شطّر هذين البيتين الشاعر الشيخ محمد القزويني قائلاً .
أمحلقاً للكرخ من وادي الحمى نسراً يصفّ ولا يدفّ دفيفـا
ومقدمــــاً ملك المنيـــة قبلــــه كيما يزور به الأمير نصيفا
مهــــلاً فانك لــــــم تعد ذا علة الأ وأدرج فــي الثياب لفيفا
كلا ولــم تمرر بمضنى ناحــــل الأوكـــان لك الحمام رديفا
ومن شعر الشيخ مـــــحسن الخضري مداعباً الـــشيخ عباس كاشف الغطاء وفـــي الموضوع المذكور أعلاه .
ألا مــــن مبلغ العباس أني ســــأدعو بالبقـــاء لكـــل ربعي
فأن تهلك ربيعة فهو شيخ وأن سلمت غدا من بعض ربعي
ومـــن معاصري الشيخ عباس كاشف الغطـــاء قاضي مدينة كوت الأمارة في ذالك العهد السيد أحمد شهاب الراوي صاحب مخطوطة تأريخ الكوت وكان شيخاً فاضلاً وأديباً شاعراً وله مراسلات مع الشـيخ عباس حفيد الشيخ جعفر الكبير وقد راسله الشيخ عباس حينما كـان السيد أحمد الراوي في الكوت بابيات جميلة حوت تورية لطيفة لامثيل لها وهي .
يقولون قاضـي الــــكوت أصبح راوياً ولاخير في قاضٍ أذالم يكن راوي
ولكننــــي صــــاد الـــــى نيـــل فضله وناهيك من صاد الى ماجداً راوي
أبو الفضل يروي الفضل عنك مسلسلا وعهدة هذا النقل في ذمة الراوي
فاجابه السيد أحمد شهاب الراوي قاضي الكوت بما يلي.
أذا ما روى الراوي حديث علومكم أبا الفضل صدقه فقد عنعن الراوي
لأنكم ســــــــر الوجـــــود وأنكــــم مشــاريع علم عنكم يصدر الراوي
ومن الطرائف الثقافية والأدبية المروية فـــــي مدينة كوت الأمارة في أواخر العهد العثماني أنها كانت تستقبل سنوياً نخبة مــن العلماء الروحانيين يقصدونها للراحة والأستجمام وتحصيل مالهم من الحقوق الــشرعية عند مشائخ ربيعة وبني لام في جصان وكذلك ما يترتب عليهم من الواجب الديني في الوعظ والأرشاد فتشرق بهم مدينة الكوت وتتلألأ بهــم أنوارهــــا وتفيض معارفهم في اجوائها وبأدابهم تزدان مجالسها ومن فيض علـومهم وأدابهم ينتهل أبناؤها وقد شهدت الكوت منهم نخبة أنتهى بهم المطاف فــي ربوعها فنزلوا ضيوفا على التاجر المعروف الحاج علوان والد الحاج مهدي وهـم كل من الشيخ عباس أبن الشيخ علي كاشف الغطاء وكذلك السيد حسين بن السيـــد محمـــد بن جــواد العاملي صاحب كتاب (مفتاح الكرامة )
والشـــيخ مهـــدي الشهير (حجي الطائي )الشـاعر والعالم المعروف ومعهم بعض العلماء الأخرين وقد مكثوا فـــي الـــكوت سبعة أيام أشرقت بنور معارفهم وفاحت بعبير أدابهم وأصبح بيت الحاج علوان منتدى للعلوم الدينية ومجلساً من المجالس الأدبية وفد عليـها شيوخ العـــشائر ووجهاء المدينة يسمرون معهم وينتفعون من فيض معارفهم مـــنهم الشـــيخ نصيف والشيخ حبيب أميرا ربيعة والشيخ شمران الأمير والشيخ نفل الأمير وغيرهم كثير وعندما عزم العلماء الأفاضل على الرحيل والعودة الــى أهليهم أستـــأجر لهم مضيفهم الحاج علوان مكاناً في أحدى البواخر العائدة الـــى شركة بيت لنج لتقلهم من الكوت الى بغداد فلما هم المركب بالأنطلاق أقترح العلمــاء الضيوف على الشيخ مهدي الطائي أن يصف لهم الباخرة وسفرها فارتجل شعراً قال فيه واصفاً .
ومركبٍ مثل مسرى الريح طار بنا من بلدة الـكوت يســـري نحــــو بغــــداد
تراه والنار فـــــي أحشاه مضرمة وفـي سراه عـــرته رعشــــة الصـــــادي
أذا دنا نحو ناد صــــاح عــل يرى مجيب دعــــــوته مــــن ذلــــك النـــــادي
فينثني خائبــــــا تجــــري مدامعه مـن ذائب القلب مجرى السيل في الوادي هذه خلاصه مختصره تبين الحالـــة الثقافيــة والأدبية في الكوت وعلماً أن وجهاء الكوت ومشائخهـــا كانــوا يرتادون دواوين العلماء بشكل منتظم في كل يوم جمعه وربما يحضر تلك الـــمجالس والدواوين مســـؤولوا الدوائـــر الرسمية في المدينة فيكون الحديث فيها علاوة على ماذكرنا عــن أحوال وأحتيـــاجات أبناء المدينة في مختلف المجالات وهنا تكمن الفوائد الجمه من هذه المجالس.


**************************************************



الكوت في العهد العثماني المتاخر %25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%2B%25D8%25A7%25D8%25B3%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25A9%2B%25D9%2585%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A9%2B-%2B%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25AA%2B%25D9%2582%25D8%25B1%25D8%25A2%25D9%2586%25D9%258A%25D8%25A9%2B%25D9%2585%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25B1%25D9%2583%25D9%2587%2B%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF%25D8%25A9%2B-%2B%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%2B%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2586%25D9%258A%25D9%2587%2B%25D9%2585%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25B1%25D9%2583%25D9%2587%2B%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25B9%25D9%2587%2B-%2B%25D9%2585%25D8%25AF%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25A9%2B%25D8%25A8%25D8%25B5%25D9%2585%25D8%25A9%2B%25D9%2586%25D8%25AC%25D8%25A7%25D8%25AD

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العراق
عضومتقدم
بنت العراق


علم الدولة : الكوت في العهد العثماني المتاخر 123
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 18/12/2009
عدد المساهمات : 4793
نقاط : 7325
الجنسية : عراقية
الاوسمة :

الكوت في العهد العثماني المتاخر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكوت في العهد العثماني المتاخر   الكوت في العهد العثماني المتاخر Emptyالجمعة 14 فبراير - 20:04

ارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد والنافع
كل الشكر والتقدير



**************************************************





الكوت في العهد العثماني المتاخر 4281

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكوت في العهد العثماني المتاخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ومضات من الكوت
» حكايات عن نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي المزمن في العهد الملكي
» لقطة من مدينة الكوت 26 (نيسان) عام 2003 م
» طبقات المجتمع الفارسي في العهد الساساني
»  بداية الكتابة المسمارية في العهد السومري ومراحل تطورها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العرب  :: منتدى التاريخ العام-
انتقل الى: