علم الدولة : رقم العضوية : 21 الجنس : تاريخ التسجيل : 20/09/2008عدد المساهمات : 12754نقاط : 24490تاريخ الميلاد : 07/04/1960العمر : 64الموقع : العراقالعمل/الترفيه : سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز الجنسية : عراقيةالمزاج : من يحب الشجرة يحب أغصانها الاوسمة :
موضوع: عرش الورود الأربعاء 27 يناير - 19:59
عرش الورود
كانت جَلوَةُ العَروسِ كأئها تصنيفٌ من حُلم، توافَدتْ عليهِ أخيلةُ السعادةِ فأبدعَت إبداعَها فيه، حتى إذا اتَسقَ وتم، نقَلتْهُ السعادةُ إلى الحياةِ في يوم من أيامِها الفَردَةِ التي لا يتَفِقُ منها في العمرِ الطويلِ إلا العددُ القليل، لِتُحَقّقَ للًحيَ وجودَ حياتهِ بسحرِها وجمالِها، وتُعطِيَهُ ما يُنسَى ما لا يُنسى.
خرجَ الحُلُم السعيدُ من تحتِ النومِ إلى اليقظة، وبرزَ مِنَ الخيال! إلى العين، وتمثلَ قصيدةَ بارعةً جعلَت كُل ما في المكانِ يحيا حياةَ الشعر، فالأنوارُ نِساء، والنساءُ أنوار، والأزهارُ أنوار ونساء، والموسيقى بينَ ذلك تتممُ من كل شيءِ معناه، والمكانُ وما فيه، وزنٌ في وزن، ونَغم في نغم، وسحز في سحر.
***ورأيْتُ كأنَّما سُحِرَتْ قطعةٌ من سماءِ الليل، فيها دَارةُ القمر، وفيها نَثْرَة مِنَ آلنجومِ الزُهر، فنزلَتْ فحَلَت في الدار، يتوضحْنَ ويأتَلِقنَ مِنَ الجمالِ والشُعاع، وفي حسنِ كل منهن مادةُ فجرٍ طالع، فَكُن نساءَ الجلوةِ وعَروسَها.
ورأيتُ كأنما سِحرُ الربيع، فاجتمعَ في عرشِ أخضر، قد رُصعُ بُالوردِ الأحمر، وأُقيمَ في صدرِ البَهْوِ لِيكونَ مِنَصَةً لِلعروس، وقد نُسِقَتِ الأزهارُ في سمائِهِ وحواشيهِ على نظْمين: منهما مُفَصل ترى فيهِ بينَ الزهرتينِ مِنَ اللونِ الواحدِ زهرةً تُخالفُ لونَهما، ومنهما مُكَدَس بعضُةُ فوقَ بعض، من لونٍ متشابهٍ أو متقارب، فبَدا كأئهُ عُشقُ طائرِ مَلَكي من طيورِ الجنةِ أُبدعَ في نَسجِهِ وَترصيعِهِ بأشجارٍ سقى الكَوثَرُ أغصانَها. وقامَت في أرضِ العرشِ تحتَ أقدامِ العروسين، رَبْوَتانِ من أفانينِ الزهرِ المختلفةِ ألوانُهُ، يحملُهما خَمل من ناعمِ النسيجِ الأخضرِ على غُصونِهِ اللُُّدْنِ تتهافَتُ من رقتِها ونُعومتِها.
وعُقِدَ فوقَ هذا العرشِ تاج كبير مِنَ الوردِ النادر، كأنَّما نُزعَ عن مَفرِقِ مَلِكِ الزمنِ الربيعي، وتنظرُ إليهِ يسطعُ في النورِ بجمالِهِ الساحر، سُطوعاَ يُخيلُ إليكَ أن أشعةَ مِنَ الشمسِ التي رَئت هذا الوردَ لا تزالُ عالِقةَ بِهِ، وتراهُ يزدَهي جَلالاَ، كأنما أدركَ أنه في موضعِهِ رمزُ مملكةٍ إنسانية جديدة، تألفَت من عَروسينِ كريمين. ولاحَ لي مراراَ أن التاجَ يَضحكُ ويَستحي ويَتدلل، كائما عرفَ أنه وحدَه بينَ هذه الوجوهِ الحسانِ يمثلُ وجهَ الوَرد. ونُص على العرشِ كرسيانِ يتوهجُ لونُ الذهب فوقَهما، ويكسوهُما طِراز أخضرُ تلمعُ نَضَارتُهُ بِشراً، حتى لتحسبُ أئه هو أيضاَ قد نالَتهُ من هذه القلوب الفرِحةِ لمسة من فرَحِها الحي.
وتدَلَّت على العرشِ قلائدُ المصابيحِ، كأنها لؤلؤٌ تخلَّق في السماءِ لا في البحر، فجاءَ مِنَ النورِ لا منَ الدُّر، وجاءَ نوراً من خاصتِه أتهُ متى استضاءَ في جو العَروسِ أضاءَ الجو والقلوبَ جميعاً.
وأتى العروسانِ إلى عرشِ الورد، فجلسا جِلْسَةَ كوكبينِ حدودُهما النورُ والصفاء، وأقبلَتِ العَذَارى يتخطرنَ في الحريرِ الأبيضِ كأنه من نُورِ الصبح، ثم وققنَ حافاتِ حولَ العرش، حاملاتِ في أيديهِن طاقاتٍ مِنَ الزنبقِ، تراها عَطِرة بيضاءَ ناضرةَ حَيِة، كانها عَذارى مع عَذارى، وكأنما يحملنَ في أيديهِن من هذا الزنبقِ الغض معانيَ قلوبِهِن الطاهرة، هذه القلوب التي كانَت معَ المصابيح مصابيحَ اخرى فيها نورُها الضاحِك
علم الدولة : رقم العضوية : 21 الجنس : تاريخ التسجيل : 20/09/2008عدد المساهمات : 12754نقاط : 24490تاريخ الميلاد : 07/04/1960العمر : 64الموقع : العراقالعمل/الترفيه : سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز الجنسية : عراقيةالمزاج : من يحب الشجرة يحب أغصانها الاوسمة :
موضوع: رد: عرش الورود الأربعاء 7 أبريل - 10:47
شكرا لك اختي اسعدني مرورك واعجابك بالموضوع زادني سعادة