منتديات العرب
أهلا بكم في منتديات العرب , نرحب بأعضائنا الأحبة و كذلك الزوار الكرام اللذين نرجوا منهم التسجيل لدينا
منتديات العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العرب

عام لكل العلوم والمعرفة المتعلقة بالمجتمع
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  قصة قصيرة: لعبة الأيام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سومري
عضومتقدم
سومري


علم الدولة : 		قصة قصيرة: لعبة الأيام 123
رقم العضوية : 16
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 12/09/2009
عدد المساهمات : 4956
نقاط : 7566
الجنسية : عراقية

		قصة قصيرة: لعبة الأيام Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة: لعبة الأيام   		قصة قصيرة: لعبة الأيام Emptyالجمعة 12 فبراير - 20:17

قصة قصيرة: لعبة الأيام

لعبــة الأيــام

- ارتبطت لحظات السعادة في حياته بيوم واحد، هو يوم الاثنين. فقد ولد يوم اثنين، ونال شهادة البكالوريا بامتياز يوم اثنين، يوم زواجه، يوم ترقيته في عمله، ويوم ربح في اليانصيب. كل ذلك ارتبط بذلك اليوم حتى انه ما فتئ يردد لزملائه ومعارفه :" أتدرون أني أعيش الجنة يوما في كل أسبوع ؟ "
فتعلو الدهشة الوجوه، وما إن يعرفوا السبب حتى تختلط الدهشة بمشاعر الحسد والحقد على هذا المحظوظ فعلا في حياته.
لكن ، ومنذ حوالي الشهر تقريبا بدأ يحس بألم في قلبه، لم يبال بالأمر ولم يوليه أهمية حتى اشتد عليه الألم يوما، وأحس بأنه لم يعد يستطيع الوقوف والتماسك ، فسقط فاقدا للوعي لينقله زملاؤه للبيت. ظل طريح الفراش ليومين كاملين يحيط به أبناؤه وزوجته الملتاعة، كانوا يطلبون منه فقط أن يكف عن رفضه الذهاب عند الطبيب، لكن عناده الكبير لم يمنحهم فرصة إقناعه.ومرت الأيام ليعاوده الألم وبصفة اشد ، وهنا لم يجد بدا من الذهاب لأخذ موعد مع طبيب مختص، ومن غريب الصدف أن الموعد تزامن مع يومه المميز، يوم الاثنين.
صحا من أفكاره وهو يواجه الممرضة في مكتب الاستقبال ،وبعد تقديمه لبيانات شخصية دعته للدخول. طلب منه الطبيب الجلوس وسأله عن مشكلته، أخبره بسرعة عما يعانيه ، فبدا القلق على وجه الطبيب وهو يدعوه إلى غرفة الفحص. استلقى غير مبال تماما، وفي قرارة نفسه كان يضحك ويسخر ويشفق على تلك الآلات وعلى عقل الطبيب الذي لن يجد عنده شيء، أوليس اليوم يوم اثنين، إنه يوم السعد والحظ.
طال الفحص وبدأ بعض القلق يسيطر عليه حتى دعاه الطبيب لمرافقته للمكتب، بدأ هذا الأخير الحديث هادئا أول الأمر، ومعاتبا بعد ذلك لعدم حضوره منذ أول مرة أحس فيها بالألم ، ثم وبكلمات بطيئة بادره: مرضك خطير يا سيدي، ولأنك أهملته فقد ضاع أخر أمل في الشفاء، ولن يمهلك القدر سوى اشهر قليلة وبعدها...
لم يشعر المريض بنفسه إلا وهو يصرخ في وجه الطبيب : مستحيل ... لا يمكن ... أوليس اليوم هو...
اندفع نحو الخارج بكل سرعته، وهبط الدرجات بسرعة أكبر، ثم عبر الشارع بتوتر وتهور، حتى كادت تصدمه إحدى السيارات، " لا يمكن... مستحيل " رددها مرارا في عقله وهو يجري لا يدري إلى أين، إنه يوم الاثنين لكن ماذا جرى؟ أيمكن أن يعرف نبأ موته في ذات اليوم الذي كان كل مرة يعلن ميلاده من جديد؟ طيلة أربعين سنة وهو يعيش الأمل والفرح خلال هذا اليوم والآن...؟
جرته خطواته الثائرة نحو البحر، كان فارغا من الزوار في هذا اليوم الخريفي، وكان هدير أمواجه قويا، فأحس به كأنه يناديه عله يطفئ النار المشتعلة بداخله. قطع الشاطئ الرملي وهو يهذي بذات الكلمات وحتى وهو يلمس الماء البارد لم يتوقف عن الصراخ: "لا ... مستحيل ... لا يمكن "
اخترق البحر الهائج بلا شعور، وتقاذفته الأمواج العاتية بقسوة، وتعالت من بعيد صرخة امرأة، وانطلق بعض الشبان نحوه، لكن فات الأوان فقد توارى الجسد داخل أعماق البحر.
حمل الطبيب حقيبته، وبدا متبرما من هذا الصباح المشؤوم، فلم يستقبل سوى زبون واحد وللأسف لم يتحمل هذا الأخير الحقيقة المرة، ولحظة تذكر شيئا فمضى لحجرة الفحص حيث مازالت نتيجة فحص المريض مركزة على شاشة إحدى الآلات ،وكانت مفاجأة سيئة بالفعل، ذلك الشخص مريض لكن ليس ذلك المرض الخطير الذي يهدد حياته، لقد كان خطأ فادحا وقع فيه، كيف حدث ذلك؟ ولماذا؟ و...
صحا من تساؤلاته وتوتره وهو يطالع اليومية المعلقة أمامه ويقرأ التاريخ واليوم، إنه يوم اثنين، يوم الشؤم في حياته، تذكر أن الممرضة الجديدة لم تألف بعد ظروف العمل فحددت له موعدا في اليوم الذي لا يعمل فيه ،وأنه في غمرة انشغالاته لم ينتبه للأمر.وعادت ذكرياته مع هذا اليوم كسحابة سوداء تمر أمامه، ذكريات من الألم والفشل والحزن. نزل الدرجات ببطء واستقل سيارته، وفي الطريق المحاذي للساحل لمح حشدا من الناس وسيارة إسعاف، وبدافع الفضول سأل احدهم: -ماذا جرى؟
أجابه الآخر بسرعة: يقولون أن شخصا ألقى بنفسه في البحر.
أكمل طريقه وهو يحوقل في سره ، وصورة زبونه الأخير لا تفارق خياله ، ولحظة تساءل: ترى أين ذهب؟.


**************************************************


		قصة قصيرة: لعبة الأيام 78bc947fa275d05150ff41f9825f69d6


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اطياف كريم
عضومتقدم
اطياف كريم


علم الدولة : 		قصة قصيرة: لعبة الأيام 123
تاريخ التسجيل : 17/08/2013
عدد المساهمات : 3634
نقاط : 5471

		قصة قصيرة: لعبة الأيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة: لعبة الأيام   		قصة قصيرة: لعبة الأيام Emptyالسبت 20 فبراير - 13:19


بارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد والنافع
كل الشكر والتقدير

**************************************************


		قصة قصيرة: لعبة الأيام Www.bysio.com-i-best-image.ucoz.ru-ph-38-535924228


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سومري
عضومتقدم
سومري


علم الدولة : 		قصة قصيرة: لعبة الأيام 123
رقم العضوية : 16
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 12/09/2009
عدد المساهمات : 4956
نقاط : 7566
الجنسية : عراقية

		قصة قصيرة: لعبة الأيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة: لعبة الأيام   		قصة قصيرة: لعبة الأيام Emptyالثلاثاء 6 أبريل - 21:58

كل الشكر لك ولهذا المرور الجميل
الله يعطيك العافية يارب

**************************************************


		قصة قصيرة: لعبة الأيام 78bc947fa275d05150ff41f9825f69d6


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قصيرة: لعبة الأيام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  في يوم من الأيام
» جرح في رحم الأيام
»  ومضيت في الأيام أبحث عني
» إذا كسرتك الأيام يوما
» مشاهدات على أرصفة الأيام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العرب  :: منتدى القصص والامثال الشعبيه-
انتقل الى: