جاعوا ! ... عبدالرزاق الياسري
جاعوا فناموا والليالي ترتمي
بِسوادِ حالٍ في العيونِ وفي الفَم ِ !
أمَّا الصّباحُ بِلونِ دَمْعٍ أحْمَرٍ
يَبْكي الصِّغارَ بِحالِها المُتوَرِّم ِ !
وعَجوزُ يَبْدو في الهَلاكِ لِأنَّهُ
ما ذاقَ طَعْماً هانِئاً في المَطْعَم ِ !
وعَجوزُ أخْرى والعُيونُ بِحَيْرَةٍ
تُبْدي العتابَ بَصوتِها المُتَكَتِّم ِ !
وكريمَةٌ تَبْدو بِثوبِ تَرَمُّلٍ
تَبْكي فَقيداً نازِفاً كالمِرْقَم ِ !
أعْطى وعَنْ طِيْبِ الخَواطِرِ روحَهُ
والجِسْمُ مِنْهُ بِصَولَةٍ كالهيثَم ِ !
مِنْ أجْلِ أنْ يَحْيا العراقُ بِعِزَّةٍ
وتَظَلُّ فيهِ مَنائِراً كالأنْجُم ِ !
لكنَّما حالُ العِيالِ عِيالُهُ
في الضّيقِ تَحْيا كالفَقيرِ المُعْدَم ِ !
أيَصُحُّ هذا والسُّؤالُ لِكِلِّكُمْ
يَمْضي الشَّهيدُ وجُلُّكُمْ في المَغْنَم ِ !
أوَليسَ في هذا العَجيبُ بِفِعْلِكُمْ
بَلْ في الكبيرةِ شَرْعُها في المُحْكَم ِ !
يَمْضي ولا سِتْراً لِسِتْرِ عِيالِهِ
بَلْ في ضَياعٍ في الهُمومِ بِلا حَمي !
وعِيالُكُمْ تَلْهو بِمالِ شَهيدِنا
لولا الشَّهيدُ لَما أكَلْتُمْ بالفَم ِ !
واللهُ يُمْهِلُ في الطُّغاةِ يَمُدُّهُمْ
حتى يكونوا في العَذابِ المُؤلِم ِ !
**************************************************