أبو الطيب المتنبي
إسمه أحمد بن الحسين، من أشهر شعرائنا العرب، وله كثير من شعر الحكمة والافكار الدقيقة البديعة،
ولد بالكوفه سنة 303هـ وبها نشأ، وفي صباه رحل إلى البادية واكتسب الفصاحة من أعرابها،
واتهم حين كان هناك بأنه ادعى النبوة لذلك لقب بالمتنبي، فسجنه والي حمص،
ولما خرج من السجن جال في بلاد الشام يمدح الرؤساء والأمراء وبعض العامة حتى التقى بسيف الدولة الحمداني
أمير حلب واستقر عنده سنوات، ثم ثركه عاتبا غاضبا وقصد مصر وهي تحت حكم كافور الاخشيدي،
وبعد سنوات تركه هاربا وهو ينقم عليه، واتجه الى فارس قاصدا عضد الدولة أعظم ملوك بني بويه هناك
فمدحه كما مدح وزير الاديب ابن العميد ورجع الي بغداد بأموال كثيرة،
وفي طريقة قرب بغداد خرج عليه جماعة من البدو كان قد هجاهم هجاءا مقذعا فقتلوه هو وابنه،
ونهبوا كل ما معه سنة 354هـ.
والمتنبي احد شاعرين في تراثنا، تكثر في شعرهما الحكمة، ولذلك يوصفان بالحكيمين،
والثاني هو ابو العلاء المعري، ولكن المتنبي كان حكيما في كلامه فحسب فهو حكيم لغيره لا لنفسه،
ويخالفه في ذلك المعري، كما أنهما يمثلان الطبيعة العربية خير تمثيل،
المتنبي من وجهة عملية والمعري من وجهة نظرية
ويكادان يتقابلان في أهم نظراتهما الي الحياة وان اتفقا في الشكوى من قسوتها والمعري يقول شاكيا :
تعب كلها الحياة فما أعجب *** إلا من راغب في ازدياد
فيدعو للزهد فيها تباعدا من متاعبها والمتنبي يشكو قسوتها ولكنه يدعو الى الاقدام على مصاعبها
فالموت نهايتها على كل حال ويهونه بان الانسان لا يحسه قبل حلوله ولا بعده،
كما قال في هذه الابيات وقد نظمها في مصر
شكوى الزمان
صَحب الناس قبلنا ذا الزمانا
وعناهم من شأنه ما عَنانا
وتولوا بغُصة كلهم منه
وان سر بعضهم أحيانا
ربما تحسن الصنيع لياليه
ولكن تكدٍر الاحسانا
وكانا لم يرض فينا بريب الدهر
حتى أعانه من أعانا
كلما انبت الزمان قناة
ركب المرء في القناة سنانا
ومراد النفوس أصغر من أن
تتعادى فيه وان تتفانى
غير أن الفتى يلاقي المنايا
كالحات، ولا يلاقي الهوانا
ولو ان الحياة تبقى لحي
لعددنا اضلنا الشجعانا
واذا لم يكن من الموت بد
فمن العجز أن تكون جبانا
كل من لم يكن من الصعب في الانفس
سهل فيـــها اذا هو كان
**************************************************
كل مساهماتي منقولـــــــة، ارجو ان اكون وفقت في نقلها بقصد الافادة
***
لا اله الا انت سبحانك، اني كنت من الظالمين
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات، الاحياء منهم والاموات
اللهم آمين يارب العالمين