???? زائر
| موضوع: العمل الصالح الجمعة 5 فبراير - 21:46 | |
| إنّ العمل هو المجهود العضلي أو الفكري الذي يبذله الإنسان في سبيل تحقيق غاياته و طموحاته في هذه الحياة ، و يمتاز هذا المجهود الإنساني بالوعي و الإدراك ، وهو جزء جوهري و أساسي في حياة كل فرد ، حيث يعطيه مكانته و اعتباره و يربطه بالأسرة والمجتمع برابطة قوية و متينة ، و قبل هذا فهو حكمة من حكم الله سبحانه و تعالى، مرتبطة بوجود الإنسانية يُذل فيها من يشاء و يعزّ بها من يشاء ، بدليل قوله تعالى :" تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) و قوله تعالى :" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ و العبادة في هذا المقام عامة و شاملة فليس من المعقول أن تنحصر في أداء الواجبات الدينية من صلاة و صيام و زكاة و حج و غيرها ،بل تتعدى ذلك إلى أمور الحياة الدنيا بدليل قوله تعالى " فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10). و لقد استطاع الإنسان بفضل هذا المجهود أن يتغلّب على قوى الطبيعة و يخضعها لسيطرته و يسخّرها لفائدته و خدمته ، فكم من أمم بلغت أوج الحضارة و التقدم بالعمل المتواصل والنشاط الدوؤب ، و كم من أمم أخرى تمرّغت في وحل البؤس والشقاء و بلغت الدرجات السفلى من الانحطاط والتخلف بسبب الركود و الخمول و الكسل ، و التاريخ زاخر بهذه العبارات و الآيات . و أقرب مثال لنا نستمدّه من تاريخنا العظيم ، فبفضل العمل المستمر والجاد تمكّن جيش التحرير الوطني ، بالرغم من الظروف السيئة و الشاقة ، التي كان يعيشها أفراده في تحقيق الانتصار ، و دحر المعتدين و استرداد الكرامة ، التي سلبها الاستعمار الفرنسي طيلة ما يقرب من قرن و ثلث قرن . كما أننا نجد في حضارتنا الإسلامية و في تاريخنا العربي و الإسلامي الحافل بالنشاط و الأعمال لخير الإنسان و صالح الأمة ، أنّ المسلمين الحفاة العراة – كما أطلق عليهم قيصر و هرقل وغيرهما – تمكّنوا من تقويض دعائم عروش كسرى و قيصر أكبر قوتين في العالم آنذاك ، بفضل إخلاصهم في العمل و ثقتهم في ثبات بنيانهم ، و توصّلوا على تحقيق كمال النفس المادي و الأدبي و لم يتوقّفوا من مسيرتهم المظفّرة وخطواتها التقدمية إلاّ في اليوم الذي انحرفت فيه هذه الخطوات عن المبادئ الإسلامية الحنيفة ، كل هذا يدلّ على التمسّك بالأصالة و بالمبادئ من الأمور التي تحقّق للأمة الانتصارات الخالدة التي تليق بعظمَتها و مجدها و تمكّنها من مسايرة ركب الحضارة و التطوّر . ولا ننسى بأن الله سبحانه و تعالى أمرنا جميعًا بالعمل : " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " كما أنّ الواجب الوطني يفرض علينا العمل كلُّ حسب طاقته و إمكانياته واختصاصه فلا بدّ إذن من العمل و بذل أقصى ما يمكن من الجهود المنسقّة حتى نستطيع أن نضمن لأنفسنا و لوطننا التقدّم و الازدهار ، و انطلاقا من هنا يتحتّم علينا أن نجرّد الباعث الذي يدفعنا إلى العمل من كل عيب يفسده أو يبعده عن الإنسانية المثلى ، حتى يصبح عملنا خالصا لله و للوطن وللأمة الإسلامية جمعاء . إنّ دعوة الإسلام و حثّه الشّديد على تجرّد الباعث من كل الشوائب و العيوب و التخلّي بالأخلاق في العمل و قول الحق و إرساء أسس الخير لصالح الوطن و الإنسانية هو الذي مكّن السّلف الصالح من السيادة و العزّة طيلة أربعة عشر قرنا كاملة . فلقد كان كل واحد منهم يعرف حقّه فيتمسك به و واجبه فيتفانى في أدائه . فالجار لا يؤذي جاره و الصانع لا يغشّ و الموظف لا يعطل عملاً و العامل لا بهمِل و الشاهد لا يقول الا حقًا ، وكل فرد في الأمة يؤدي عمله كاملا غير منقوص ، بمثل هذه الأعمال سادت دولة الإسلام و ارتفعت رايتها فوحّدت ربوع الأرض أجيالا من الزمان . العمل في نظر الإسلام إنّ قيمة الشخص في ديننا الإسلامي الحنيف لا تقاس بمقياس الحسب و النسب و لا على أساس المال والجاه ، بل تقوم على أساس العمل و الإخلاص، فالذي يعمل بجدّ و إخلاص لنفسه و أسرته و وطنه هو الذي له مكانة عند الله و في المجتمع ، فالإسلام عقيدة و عمل يقول سبحانه وتعالى :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ و يقول (ص) " لا فضل لعربي على عجمي و لا لعجمي على عربي و لا لأحمر على أبيض ولا لأبيض على أحمر إلا بالتقوى " . و التقوى مخافة الله سبحانه و تعالى في السرّ و العلانية ، وهي تقتضي أن يعمل الإنسان كل ما يرضي الله و رسوله ليصبح من المتّقين ، فالإسلام عقيدة وعمل ومبادئ و سلوك حسن .فليس الإسلام مجرد اعتقاد و إيمان بالله و رسوله ،و لكنه إلى جانب هذا فهو عمل منظّم و سلوك حسن تتجلى آثاره في أعمال المؤمن وأقواله ، وفي نشاطه اليومي وعلاقاته مع إخوانه ومع مجتمعه. ولهذا فقد ذكرت الآيات الكثيرة من القرآن الكريم الإيمان مقرونا بالعمل الصالح بل جعلت هذا الأخير السبيل الوحيد لدخول الجنة قال سبحانه وتعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا "وقال أيضا : " وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) النساء" ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون " وهكذا نرى أن ديننا الإسلامي الحنيف عقيدة وعمل ونشاط من أجل الصالح العام، وخير الإنسانية . فلا بد لنا و نحن مؤمنون بالله و رسوله أن نقتدي بالدين وبالمبادئ السامية ، التي استمدتها بلادنا منه ، و أن نثابر على العمل الصالح حتى نضمن الخير و السعادة و الرقي لأنفسنا و مجتمعنا و وطننا ، وان نتخذ من التاريخ والواقع مراجع لنا نحاول الاستفادة منها قدر الإمكان ن بتحليلها ودراستها دراسة معمقة ثم توظيفها حسب الظروف الموضوعية للبلاد ، حتى نتمكن من تحقيق العزة و الكرامة لوطننا و أمتنا ، و يجب علينا أن نضع نصب أعيننا دائما آباءنا و أجدادنا الذين ضحوا بحياتهم من أجلنا ، لنعيش حياة حرة كريمة لأنّ ربط مستقبلنا وحاضرنا بماضينا التليد ، يشجع حتما أي فرد جزائري حر أبّي على العمل الجاد والمخلص ،لتحقيق آمال و طموحات أولئك الذين ماتوا أقدس ميتة من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة . |
|
فيصل الكناني عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 21 الجنس : تاريخ التسجيل : 20/09/2008 عدد المساهمات : 12754 نقاط : 24490 تاريخ الميلاد : 07/04/1960 العمر : 64 الموقع : العراق العمل/الترفيه : سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز الجنسية : عراقية المزاج : من يحب الشجرة يحب أغصانها الاوسمة :
| موضوع: رد: العمل الصالح الإثنين 8 مارس - 18:10 | |
| تحياتي وسلامي لك الاخ العزيز محفوظ
رسالتك هذه هي محاضرة في الاخلاق وعمل العمل الصالح
مشكور دائما مساهماتك تحض على عمل الصالح
والخير
دمتم لنا
تحياتي
************************************************** | |
|
محمد الكناني عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 6 الجنس : تاريخ التسجيل : 01/07/2009 عدد المساهمات : 2653 نقاط : 4189 الجنسية : عراقية المزاج : لا يمكنك قتل احلامي ..لكن احلامي يمكنها ان تقتلك الاوسمة :
| موضوع: رد: العمل الصالح الإثنين 8 مارس - 21:30 | |
| موضوع رااائع من عضو دومااا مبدع
تحيااتي لشخصك الكريم
************************************************** | |
|
ام لولو عضومتقدم
الجنس : تاريخ التسجيل : 25/12/2010 عدد المساهمات : 2560 نقاط : 3741
| موضوع: رد: العمل الصالح السبت 24 يناير - 13:25 | |
| موضوع في قمة الخيااال طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
************************************************** | |
|