للحلي أصول تأريخية

ان للحلي تأريخاً غنياً يعود بنا الى مراحل
بعيدة القدم، وتتقارب الحلي بالاشكال وتختلف
بالمواد وباختلاف المدد الزمنية والطبيعية
المكانية للمجتمعات فنساء المدن هن اكثر
اقتناء للحلي الذهبية والمرصعة بالاحجار،
اما البدويات او القرويات فغالبية حليهن من
الفضة او النحاس وتبقى غنية بتشكيلاتها
العفوية وارتباطاتها الرمزية كتعاويذ ، والحلي
المفضلة هي تلك التي تلبي حاجتين حيث
تستخدم للزينة من ناحية وتقي حامله من
الشر المتربص به او عين الحسود وصياغة
الحلي اتسعت لابداعات كثيرة وتداخلت
انماطها وتاثرت بسرعة انتقالها من مكان
الى مكان ومن يد الى يد بحيث كان لما انشاه
الحجازيون واليمنيون ان لقي جهدا اضافيا
في اعمال السوريين والعراقيين والارمن
والشركس وغيرهم وكثر في بعض الحلي
الطلاء الاسود الخزفي المثبت بدقة ودرايه
عميقين وقد لوحظ في الاونه الاخيرة تراجع
الحلي الفضية لتحل محلها الحلي الذهبية ولا
يخلو الامر في هذه الحال من دوافع اقتصادية
ويولي الكثير من الباحثين اهمية كبرى
لعلاقة الحلي بالمعتقدات الغيبية والسحر فهي
بالاضافة الى ما تضفي من جمال على مرتديها
تقوم بمراوغة الاعين الشريرة والارواح الخبيثة
وتلهيها بالوانها البراقة واشكالها الاخاذة عن
ايقاع اذاها على الشخص ذاته ومن تلك الحلي
ما يدعى بالتميمة او المسكة وهي على شكل
اسطوانة فضية ذات نقوش مختلفة وكتابات
في بعض الاحيان توضع في داخلها نصوص
طلسمية مصاغة من حروف وارقام وايات
قرانية لحماية حامليها من الامراض والشر

وقد تتعدد هذه الاسطوانات على اطراف العقد
ويفرد في الوسط مجال لزينة فضية تتدلى
منا عدة اجراس ومن العادة المتبعة ان يكتب
في وسط تلك القطعة التزيينية عبارة ما شاء
اللة )او جمل مشابهة لها ومثل التميمة الزرير
وهو من الحلي الصوتية على شكل اجراس
تختص بحماية الاطفال ويرى بعض الدارسين
انه ربما يكون قد وفد الى الجزيرة العربية
من اليونان فثمة ما يشير الى ان اليونانيين
الفوا مثل هذه الاشكال منذ القرن الرابع
قبل الميلاد وثمة ما هو مشابه لها ينتشر
في ايران وعدد من المناطق الاسلامية في
شرق اوروبا وغير هذه النماذج من الحلي
المرتبطة بالمعتقدات الشعبية ما يتخذ
لها شكل كف من الفضة او اشكال هندسية
مختلفة اشهرها المثلث ويرصع بخرز ازرق او
تكون على شكل خرزة زرقاء كبيرة مطعمة
بالذهب وغالبية حلي الاطفال تكون على شكل
اجراس لامتاع الطفل بالصوت وطرد الشر عنه
في الوقت نفسه..