***** اسطورة الحب والجنون ******
في قديم الزمان حيث لم يكن على الارض بشرا بعد
كانت الفضائل والرذائل تطوف العالم معا
وتشعر بالملل الشديد ..............
ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية
اقترح الابداع ....لعبة واسماها لعبة الاستغماية
احب الجميع الفكرة ..
وصرخ الجنون قائلا :اريد ان ابدا ...اريد ان ابدا..
انا من سيغمض عينيه .......ويبدا العد ..
وانتم عليكم مباشرة الاختفاء..
ثم اتكأ بمرفقيه ..على شجرة..
وبدأ ...واحد اثنين ...ثلاثة ...
بدات الفضائل والرذائل بالاختباء
وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر
واخفت الخيانة نفسها في كومة الزبالة
دلف الولع بين الغيوم ..
ومضى الشوق الى باطن الارض ..
الكذب قال بصوت عال :
سأخفي نفسي تحت الحجارة ثم توجه الى قعر البحيرة
واستمر الجنون :خمسة وسبعون..... تسعة وسبعون.... ثمانون ...
واحد وثمانون.....
خلال ذلك اتمت كل الرذائل والفضائل تخفيها ..................
ما عدا الحب كعادته ....لم يكن صاحب قرار....
وبالتالي لم يقرر اين يختفي ........وهذا غير مفاجىء لاحد
فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب ..
تابع الجنون :خمسة وتسعون .....سبعة وتسعون
وعندما وصل الجنون في تعداده الى مائة
قفز الحب وسط اكمة من الورد واختفى بداخلها
فتح الجنون عينيه .....وبدا البحث
صائحا انا آت اليكم ..... انا آت اليكم
كان الكسل اول من انكشف ..لانه لم يبذل اي جهدا في اخفاء نفسه
ثم ظهرت الرقة المخفية في القمر...
وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس......
وآشار على الشوق ان يرجع من باطن الارض ..
وجدهم الجنون جميعا .....واحدا تلو الاخر...
ما عدا الحب .....
كاد الجنون ان يصاب بالاحباط واليأس في بحثه عن الحب..
حين اقترب منه الحسد ...وهمس في اذنه :
الحب مختفي في شجيرة الورد....
التقط الجنون شوكة اشبه برمح ........
وبدا في طعن شجيرة الورد بشكل طائش...
ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب ..
ظهر الحب وهو يحجب عينيه بيديه...
والدم يقطر من بين اصابعه ..
صاح الجنون نادما :يا إلهي ماذا فعلت ؟؟
ماذا افعل كي اصلح غلطتي بعد ان افقدتك البصر ؟؟!!
اجاب الحب :لن تستطيع اعادة النظر إلي ...
لكن ما يزال هناك ما تستطيع فعله لاجلي ..
كن دليلي
وهذا ما حصل في الاسطورة ..
ومن يومها يمضي الحب الاعمى يقوده الجنون!!!!
**************************************************