امرأة في قبيلة
سكنتها الصحراء وأبحرت في مداها
قبل أن يحط فارسها في القبيلة رحاله
يلتمس منها هواها
بنظرة عشق أخرجها من دنياها
وكحل بكحل الليل مقلتاها
كأن الخيول قد لامست صهيل فرس تاه منذ دهور في قلبها
ُمسمعة إياه صداها
وأضحى الرمل بضّا طرياً
لما بدت لفارسها ضاحكة عيناها
وغنى الصمت طرباً
من بين شفتاها
وأخرجها من تراتيل الدياجي
وصوت أساها
لما التقطت عيناه عيناها
حاولت مرارا أن تخبا نفسها
خلف وتد يحمل ذكريات خيمتها وخباياها
ونيران الحب أججت فيها أنوثتها ومناها
والقلب شارك الجمر الذي مدّ قهوتها بلظاها
بين أثافي ذات الجمر تساءلت :
من ذا الذي سيبرد جمرها ويطفئ هواها
وقبيلتها أغرتها غربتها بحمل سيف ذكورتها
فما عادت تسمع غير صوت سيف تاه بين ثناياها
وأضنتها فحولتها ودارت على جميلتها
تغسل عنها ذنبها وخطاياها
وتقتل منها طيفها الذي واتاها
وتتركها هائمة بين الرمال
تتساءل متأملة خطوات فارسها مغادراً
كيف الحل وكيف السبيل لرؤياها
ومن ذا الذي سيطفئ جمرها ويكفكف بكاها
ونحيب الصحراء يكوي مسامعها
ويطغي على صوت ربابتها ويتحداها
وخزامتها أذابها الدمع الشحيح بملحه
وأطفأ الكحل المسال فضتها و أبلاها
ونحيبها سرى طيفا حزينا
يجوب الصحراء حاملا أنينها و فحواها
يروي للعاشقين
ما جنته عليها أكف قبيلتها
وكيف أجهزت على حلم تمنته وتمناها .
بقلم ميلاد الربيعي
كاتبة في المهجر
ن ق
**************************************************