قصيدة ( الحقيقة )
المعري
أَمَّـا الحقيقـةُ, فهـيَ أَنِّـي ذاهـبٌ,
واللّـــهُ يعلــمُ بــالذي أنــا لاقِ
وأظنُّنـي, مـن بعـدُ, لسـتُ بذاكـرٍ
مـا كـان مـن يُسـرٍ, ومـن إملاقِِ
لـم أُلفَ كالثَّقَفيّ, بل عِرسي هي السـ
ودْاءُ, مـــا جهَّزتُهــا بطــلاقِ
عَجبًـا لبُرْدَيْهـا الدُّجُنَّـةِ والضحُّـى,
ووِشــاحِها مــن نَجمِهـا المِقـلاقِ
كـم أخـلقَ العصـرانِ مُهجةَ مُعصِرٍ,
وهُمــا عــلى أَمـنٍ مـن الإخـلاقِ
دُنيــاكَ غـادرةٌ, وإن صـادتْ فتًـى
بــالخَلقِ, فهــي ذميمـةُ الأخـلاقِ
يَســتمِطرُ الأغمــارُ مـن لذَّاتِهـا,
سُـــحُبًا تُليـــحُ بُمــومِضٍ أَلاَّقِ
لــم تُلــقِ وابِلَهـا, ولكـنْ خِلتَهـا
خَــيلا مســوَّمةً مــع العُــلاَّقِ
وإِذا المُنــى فَتحـتْ رتـاجَ معيشـةٍ,
بكــرَتْ عليــهِ بُمحــكمِ الإغـلاقِ
ومتـى رضيـتَ بصـاحبٍ من أَهلِها,
فلقـــد مُنيــتَ بكــاذبٍ مَــلاَّقِ
شُــهبٌ يُسِّـيرهُا القضـاءُ, وتحتَهـا
خِــلَقٌ تُشــاهِدهُا, بغــيرِ خَـلاقِ
مــا لـي وللنَّفَـرِ, الـذينَ عهـدتُهُمْ
بالكَرخ من شـاشٍ ومــن إيـلاقِ
حَــلَقٌ مُجادَلَــةٌ كشُـربِ مُهلهِـلٍ,
شربـوا على رغمٍ بكـاسِ حَــلاقِ
والـروحُ طـائرُ محـبَسٍ فـي سجنهِ,
حـــتى يَمُـــنَّ رَداهُ بــالإطلاقِ
ســيموتُ محــمودٌ ويهلِــكُ آلِـكٌ,
ويــدومُ وجــهُ الواحــدِ الخـلاّقِ
يـا مرحبًـا بـالموتٍ مـن مُتنظِّـرٍ,
إن كــان ثَــمَّ تعــارفٌ وتـلاقِ
سـاعاتُنا, تحـتَ النفـوسِ, نجـائبٌ,
وخــدَتْ بهــنَّ بعيــدةَ الإطـلاقِ
ألـقِ الحيـاةَ إلـى الممـاتِ, مُجـرَّدًا;
إنَّ الحيـــاةَ كثـــيرةُ الأعــلاق
**************************************************