دعـتـكَ شـجــونٌ بِـتْــنَ مـنــكَ دوانـيــا = وغـالــتــكَ أشــجـــانٌ ثَــوَيْـــنَ روانــيـــا
ولم تك تسلو ما عهدتَ مـن الصِّبـا = أفـانـيـن وجْـــدٍ قـــد مـضـيـن خـوالـيــا
لـيــالــيَ أطـلـقـنــا الـعــنــان لـوصـلـنــا = وقد سلَّ سيفَ البين مَن كان داعيا
أقــول وقــد شـــطَّ الـمــزار ولجـلـجـتْ = بـنــا نُــــوَبُ الأيــــام رفــقًــا لِــمَــا بــيــا
ألـســتَ تـرانــي كـلـمــا حــــلَّ طـيـفُـهـا = أناجي كأنَّ الطيـف شخـصٌ بـدا ليـا
زجـــرتُ بعـيـنـي عـبــرةً قـــد تـرقـرقــتْ = وناشـدتُ ذاك الصبـرَ لـو كـان دانيـا
تـذكـرتُ قـومًــا أمـعـنـوا فـــي وشـايــةٍ = لتـنـأيْ فـكـان البـيـن مُــذْ ذاك دائـيــا
فـرفــقًــا بــهـــذا الــقــلــب إنَّ لـهـيــبــه = تـمـطَّــى فـأمـسَــى لـلـتـرفُّـق صــاديـــا
علـيـكِ ســلام الله مــا سـهَّـد الـدجـى = جُـفــونًــا تــأبَّــاهــا الـــرقـــادُ مـجـافــيــا
لـقـد طــال هــذا اللـيـل حـتــى كـأنـمـا = عَـدَاهُ عـن الإصبـاح مـا كـان عاديـا
فأسدلتُ ثوب الصبر حتى بـدت لنـا = لــواعـــجُ أشـــــواقٍ عـكــفــن نـواهــيــا
فـلـمـا رأيـــتُ الأمـــر قـــد جـــدَّ جــــدُّه = ولــيـــس سـبــيــلٌ لـلــوصــال ورائــيـــا
أَقَـلْـتُ فــؤادي مــن عـثــار اشتـيـاقـه = ولملمتُ ثوب الصبر فانفضَّ ساعيا
وقـلــتُ عـسـانــا نـلـتـقـي بــعــدُ إنــمــا = أؤمِّــــلُ نـفــســي إذْ رأيـــــتُ الـتـنـائـيـا
شعر/ حسن عبد الفتاح خلف الحضري
**************************************************