لعن الله جل وعلا داخل النسب وهو خارجه

قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم {لعن الله داخل النسب وهو خارجه وخارج النسب وهو داخله}

أخي الكريم ... لعن الله تعالى بلسان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أذا مانسب المرء لغير أبيه فيقول إنه ابن فلان و هو ليس بذلك ، سواء انتسب إلى أب غير أبيه أو إلى سلف غير سلفه ، أو إلى قبيلة غير قبيلته فعليه لعنة الله ورسوله والناس أجمعين ، فحينما جحد نعمة والديه وحينما عبث بنسبه وادعى ما ليس له قبيح اشد القبح أن يتكبر الولد على ابيه .. فيشمئز من اسم أبيه أو نسبه .. فيبد له و يحرفه ..... وتغيير الإنسان لنسبه فيه جحد لنعمة الله وعقوق للوالدين .. ولهذا فاذا جحد الولد أباه ونسبته إلى أبيه حلت عليه لعنة الله ، وحينما يعق والده حلت عليه لعنة الله , وحينما جحد قرابته وتكبر لأي أمر من الأمور ... كمنصب اومال اوجاه دنيوي .. حلت عليه لعنة الله , وحينما غش المسلمين حلت عليه لعنة الله , وحينما دخل في قوم وليس منهم .
إن الأنساب أمرها خطير, وشأنها عظيم وليس بحقير ، فمن كفر نعمة أبيه وانتسب لغير أبيه يريد الغنى أفقره الله , ومن انتسب لغير أبيه يريد العزة أذله الله , ومن انتسب لغير أبيه يريد الكرامة أهانه الله .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من رجل يدَّعي لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر, ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار, ومن قال لرجل: يا كافر أو يا عدو الله وليس كذلك إلا حارت عليه)) .

كما أن هذا الوعيد لمن غير نسبه وكذلك لمن عبث بنسب غيره , إذا ما تضمنت نسبًا غير النسب الثقة والموثق , "ومن أعانه" على شيء من ذلك فقد عصى الله ورسوله واعتدى وتجاوز حدود الله (ألا حدود الله لاتقربوها) , وأعان على ظلم عباد الله ... وهنا امرله علاقة بطرحنا الذي اصبح منتشرا بين الكثير كأنتشار النار في الهشيم ، من ضعاف النفوس ومن يتستر عليهم ... بل أضحى من يروج له او يتحدث به لا يرى به بأسا الا وهو الاستهزاء بأنساب المسلمين او جنسياتهم وتقسيمهم على حسب ألا مزجه والأهواء ... وهذا وربي هو الكبر الظلم الأعظم ... أما علم هؤلاء ان الأنساب لا تساوي عند الله شيئاً مالم تقرن بالتقوى اما علم هؤلاء انه ما ضر بلالاً حبشيته فهو في الجنة يتقلب كيف شاء وما نفع ابا جهل وابا لهب أنهم من صميم العرب وهما في النار يتقلبون ... إن الأزمة مع مثل هؤلاء المستهزئين بالأنساب هي أزمة فكر وحضارة ... ومن هنا فمن كان مبتلى بهذه الأشياء وتصنيف الناس فهو جاهلي فيه صفة من صفات الجاهلية كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...

ومن هنا يتضح ان الشرع قد حذر من تبديل الانساب وتزويرها وتوعد بمرتكبيها ...
أن الشرع المطهر حذر من الانتساب لغير الأب ، فعن النبي أنه قال: «من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام . وعن أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه أنه سمع النبي يقول : «ليس من رجلٍ ادعى لغير أبيه وهو يعلم إلا كفر...» . وروي عن علي عليه السلام أنه قال :- قال رسول الله : « من ادعى إلى غير أبيه ، أو انتمى لغير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً»]).

فتأمل معنا أخي الكريم تلك النصوص الشـريفة فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يحكم تارة على مرتكب ذلك بالكفر وتارة يحرم عليهالجنة ، وتارة يدعو على مرتكب ذلك باللعنة من الله ومن الملائكة ومن الناس أجمعين ، فهل يصح لمسلم عاقل يرجو الله واليوم الآخر بعد هذا أن ينتسب لغير أبيه أويدعي نسبا ليس له!!؟؟. إننا نجزم تماما أنه لا يقدم على ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة إلا رجل قد ختم الله على سمعه وبصره وجعل على قلبه غشاوة .

قال ابن حجر معلقا على حديث أبي ذر المتقدم: (وفي الحديث تحريم الانتفاء من النسب المعروف، والإدعاء إلى غيره، وقيد في الحديث بالعلم، ولا بد منه في الحالتين إثباتا ونفيا؛ لأن الإثم يترتب على العالم بالشيء المتعمد له).وعد بعض أهل العلم : الانتساب إلى غير الأب من الكبائر) ، ونقول كذلك ويقاس عليه من انتسب لغير قبيلته.

والمقصود مما تقدم ذكره : بيان أن العاقل خصيم نفسه، فلو نظر بعين الحق والعدل فسأل العاقل نفسه : ما هي الثمرة التي سوف يجنيها بمجرد انتسابه إلى غير أبيه؟!! غير استحقاق الطرد واللعنة من الرحمن!. وحرمان دخول الجنان ، إلا أن يظن أحد أنه بمجرد دعوى انتسابه إلى (آل فلان)أنه سيحصل على صك غفران ، يدخل به الجنان ، ويعصم به من النيران؟!. أولسنا مسلمين نقرأ قوله تعالى: (لن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الممتحنة: 3] .

(الناس مأمونون على أنسابهم مالم يدعوا الشرفا) كما قال بذلك العلماء ، وهذا الكلام لا ينبغي أن يحمل على إطلاقه بحيث تقبل دعوى كل من انتسب إلى العرب ، كما أنه لاينبغي أن يقصر على من أراد الانتساب إلى بيت النبوة ، بل إن ذلك شامل لكل من ادعى نسباً عربيا صحيحاً ،ويدخل في ذلك دخولاً أولياً الانتساب إلى بيت النبوة ، كما أن هذا ليس بمعناه تصديق من يدعي نسبا قبليا بلا برهان ، ولو كان كذلك لاختلطت الأنساب ، واتسعت الدعوى ، وعاش الناس في أمر مريب ، ولا يكون بين الوضيع والنسب الشريف إلا أن ينسب نفسه إليه . وهذا معنى لا يمكن أن يقبله العقلاء فضلا عن تقريره .إذا تقرر هذا فمعنى قولهم " الناس مؤتمنون على أنسابهم " هو قبول ما ليس فيه قصد مغنم أو دفع مذمة ومنقصة في النسب كدعوى ألتحاق لولد مجهول النسب ...ونختم مقالنا هذا بحديث خير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول ( ليس من رجل أدعى لغير ابيه وهو يعلمه ألا كفر ، ومن أدعى قوما" ليس له فيهم نسب فليتبوا مقعدة من النار )
(منقول للفائدة)

**************************************************