علم الدولة : رقم العضوية : 8 الجنس : تاريخ التسجيل : 04/04/2009عدد المساهمات : 5760نقاط : 11263الموقع : ارض الرافدينالجنسية : عراقية
موضوع: جسر المسيب تراث عراقي اصيل الجمعة 20 سبتمبر - 0:14
جسر المسيب تراث شعبي عراقي أصيل
هناك نكهة خاصة لاشياء كثيرة في عراقنا الحبيب وخصوصاً اذا كان من هذه الاشياء صرح معروف لدى العراقيين اجمع كجسر المسيب الحديدي
وإقتراباً من الماضي المليء بالحضارة والتراث الزاخرين بالمنجزات الانسانية التي أدار لها الانسان ظهره مبتعداً في خضم كل هذا السواد، فما كان السبيل سوى محاولة فتح الابواب التأريخية لهذه الصروح احد الناس الذين عاصروا حقبة إنشائه وهو الحاج (هادي حسن) الذي يبلغ من العمر 88 عاماً فهو من مواليد المسيب عام 1918م،
يقول الحاج هادي: قبل البدء بانشاء هذا الجسر كان هنالك قبله وفي نفس المكان جسر خشبي، يعبر عليه المشاة في طريقهم الى كربلاء او القرى المجاورة في الجانب الثاني من نهر الفرات، ومن الطرائف التي كانت تحدث آنذاك ان الجسر الخشبي كان عبارة عن اخشاب مربوطة بحبال متينة إلا ان هذه الحبال كانت تنقطع اثناء ارتفاع منسوب وجريان النهر بقوة فكان الناس يقولون (ان الجسر زعل) فيقومون باعادته الى مكانه مرة اخرى.
المسيب تراث عراقي اصيل 2014
وعندما قررت الحكومة انذاك انشاء جسر حديدي بدلاً من الجسر الخشبي نقل الاخير الى مكان اخر في المدينة ذاتها لحين اكمال الجسر الحديدي الجديد، وقد كان للجسر الخشبي ورشة صـيانة وادامة مـجهزة بكـل
الادوات المطلوبة، وكلها بدائية الصنع، وبدأ العمل بالجسر الحديدي بتثبيت ركائزه في قاع النهر وهي ركائز حديدية وليست كونكريتية.
ويكمل الحاج ابو حسن قائلاً: وهكذا الى ان تم تثبيت جميع الركائز الحديدية داخل الماء، ثم بدأ العمل فوق الماء بربط الحديد بطريقة هندسية وجعل قطعة من الجسر ترتفع الى اعلى وتستدير كي تمر الفن من وسطه ثم تم صب الملحقات الجانبية وبداية الجسر ونهايته، وقد كان المهندسون البريطانيون هم من اشرف على كل هذه العمليات.. ومن ذكريات الحاج ابي حسن عند إنشاء الجسر يقول: أصر المهندس البريطاني على إرتداء الملابس العربية والمشاركة في عزاء كربلائي، حيث تقدم مع العزاء وهو يلطم مع الناس مشاركاً إياهم المشاعر تجاه الامام الحسين (ع)..
وعن اجور العمال آنذاك قال الحاج: كنا نحصل على (قران) واحد كاجر يومي وهو ما يعادل عشرين فلساً آنذاك، وان هذا القران كان يكفي لمعيشة عائلة بكاملها، وقد اكمل بناء الجسر الحديدي في المسيب عام 1937م. ومن الجدير بالذكر هو وجود جسر صغير اخر يدعى (بالقنطرة العثمانية) في مدينة المسيب ايضاً لا يزال موجوداً حتى الان ويقال أنه بني في منتصف القرن التاسع عشر وبأساليب بدائية بسيطة وقد تحول هو و الكثير من الشواهد الباقية حتى الان الى تراث شعبي يحمل في تلافيفه ذكريات وقصص عميقة في حبكتها واناقتها، فلا عجب ان نرى تراثنا الاصيل في كل مكان من البلد وخصوصاً في المدن المغمورة بافكارها وتراثها الذي يميزها عن باقي المدن الاخرى، فلكل مكان نكهته الخاصة ونقاطه المشعة دون توقف.