حروب الجزائر
بادرت السلطات الإستعمارية الفرنسية إلى تفكيك الصف الجزائري من خلال إنشاء الفرق العسكرية من سكان الجزائري ففي عام 1831 تأسست فرقة قناصة إفريقيا وفرقة الزواوة les zouaves وفي عام 1841 ظهرت فرقة الصبايحية التي كانت عبارة عن مزيج من القناصة الجزائريين والفرنسيين، وقد كان وراء ذلك الجنرال يوسف المملوك اليهودي . وهذا الخليط الذي أطلق عليه إسم الصبايحية وأوكلت مهمة تسييره الى فرنسي برتبة عقيد أو مقدم.
وإذا كانت شروط الأنخراط في الصباحية بالنسبة للفرنسيين تخضع لأوامر المقتصد فإن الجزائريين الراغبين في الإنخراط عليهم أن يتوفروا على عدة شروط منها ما يلي :
- ضرورة بلوغ سن السادسة عشر إلى غاية الأريعين.
- إمتلاك الراغب في الإنخراط لحصان يصلح للحرب، ويكون قويا.
- على المترشح أن يجهر علنا بنخراطه أمام الضابط المقتصد وأحد نوابه من الجزائريين على أن يكون شاهدان على ذلك.
- على المترشح أن يقسم على القرأن بولائه لفرنسا.
- عقد الإنخراط في صفوف الصبايحية صالح لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد .
لقد وصل عدد الصبايحية عام 1845 إلى ثلاثة فيالق حسب المناطق الثلاثة وهي وهران والمدية وعنابة، وكان المنخرطون في السابق من عامة الناس إلى أن أصبح محصورا نوعاما على أبناء الأعيان والشيوخ والقياد.كما أن لباس الصبايحية علم فرنسا فكان هناك برنوسان واحد أبيض والثاني أحمر أما السروال فكان أزرقا، أما السلاح فكان ممثلا في سيف وبندقية، ويجبر الجزائريون على حلق رؤوسهم مع وضع عمامة بيضاء وحمراء،
قد يتسائل البعض عن التسميات حيث اشتق اسم الزواوة من اسم قبيلة عربية امازيغية قام الاتراك سنة 1820 بتكوين فرقة من القناصين مشكلة من ابناء هذه القبيلة
اما مصطلح الصبايحية فهو يطلق على الخيالة وتعود ايضا للعهد التركي حيث كانت منتشرة في ليبيا وتونس والجزائر وتتكون عادة من ابناء الاشراف واعيان القبائل المتحالفة مع النظام التركي او المتطوعين
ولم يكن في الغالب يسمح بتولي القيادة للجزائريين الا من يثبت ولاءه التام لفرنسا .
وسرعانما تم توسيع التسميتين لتشمل كل المجندين من الجزائر والمغرب والسينيغال وكل مستعمرات فرنسا
وكثيرا ما ثارت هذه القوات ضد الفرنسيين مثل ثورة المقراني سنة 1871 وثورة الصبايحية بسوق اهراس حيث رفض هؤولاء الدخول في حروب لا تعنيهم زيادة على التمييز الحاصل بينهم وبين الجنود الفرنسيين ذلك ان اغلبهم التحق مرغما نتيجة الفقر والحرمان خصوصا بعد مجاعات ستينات القرن التاسع عشر
حروبهم
شارك الجزائريون في كل حروب فرنسا اثناء احتلالها للجزائر
فشاركوا اول مرة في حرب القرم سنة 1853 وحرب فرنسا ضد البروسيين سنة 1871 والحرب الاهلية الامريكية وحرب الميكسيك وحرب الريف بالمغرب واالحرب الكونية الاولى والثانية وحرب فييتنام وسوريا
وقد اشتهرت خلال هذه الحروب فرق وكتائب جزائرية كفيلق القناصة الافريقي والفرقة الاولى من وهران
حرب القرم 1853
جندت فرنسا لهذه الحرب ثلاثة كتائب جزائرية من الصيادين الافريقيين والزواوة ثم تم اضافة كتيبة اخرى من الزواوة التابعين للحرس الامبراطوري حيث تجاوز عددهم خلال فترة الحرب 30000 الف جزائري كانت كلها تحت قيادة الماريشال سانت ارنود
ولاتزال نصب الكتيبة الثانية للزواوة من وهران الى اليوم موجودا بعد ان تكبدت خسائر فادحة في الارواح في معركة سيباستبول ضد الجيش الروسي
نصب الكتيبة الثانية من وهران التي اقتحمت سيباستوبول جسر سيباستوبول
صورة للكتيبة الثانية في الحرب الفرنسية الايطالية 1859
معركة ماجنتا
حرب الميكسيك
كالعادة ابهرت هذه الكتيبة عقول القادة الفرنسيين واصبحت دائما تتقدم صفوف الجيش الفرنسي وهذه المرة في الميكسيك 1863
حرب فرنسا ضد البروسيين 1870
في هذه الحرب كادت فرنسا ان تفقد هي ايضا حريبتها وكان لزاما تجنيد كل شيئ لحمايتها
حيث ارسلت فرنسا قرابة 70000 جزائري ممثلين في الفرق الاربع الفرقة الاولى بالقليعةوالفرقة الثانية وهران والفرقة الثالثة قسنطينة والفرقة الرابعة الجزائر العاصمةوقد حصدت معركة سادوا وسيدان الاف الجزائريين امام رشاشات الغاتلينغ الالمانية
الحرب العالمية الاولى
بعد ان كان الجزائريون طيلة هذه المدة هم المادة الخام لحروب فرنسا حيث انني لم اتكلم عن مناطق صراع اخرى قضى فيها الاف الجزائريين كفيتنام والمغرب 1885/1912
خلال الحرب العالمية الاولى وجد الجزائريون انفسهم جنبا الى جنب مع اخوانهم من السينيغال والمغرب والكثير من مستعمرات فرنسا
**************************************************