الطبيعة مخلوق سخره الله للانسان
الطبيعة مخلوق سخره الله للانسان ، والارض هي الام الرؤوم التي سخرها الله تعالى للبشر انجبت الانسان من اديمها، وغذته من خيرات ما انتجته تربتها من ثمرات ، واسقته من ماءها العذب، وملئت رئتيه من نسيمها وهواءها كي يعيش هانئا سعيدا.
لقد اكرمت الارض ابناءها ، فاعطتهم الغابات والاشجار التي حولولها الى اخشاب لعمل المساكن والاثاث ووقودا للتدفئة ومنحتهم البساتين والانهار للغذاء وجمال للنفس والروح ولم تبخل على الانسان بشئ.
امنا هذه لها مشاعر واحاسيس ، فهي تهدأ زمنا و ترأف على ابناءها وتكيف لهم الاجواء المريحة من حيث الحرارة والرطوبة والضغط وقوة الرياح وهدوء ارضها وسكون رياحها وامواج انهارها وبحارها . وتغضب على اولادها احيانا، وتقسى عليهم اذا ما اضطربت وتعكر مزاجها، فتنزل بهم الكوارث والمصائب وتفتك بهم ، فان غضبت وزمجرت وهاجت فلن تجابهها اي قوة لايقاف غضبها ، فترعد وتزبد وتمطر وتفيض انهارها وتزلزل ارضها ، وتتعالى امواج بحارها فترفع حرارتها في اماكن تجعلها جحيما لا يُطاق وتخفضها في اماكن اخرى فتصبح ثلاجات وصقيع وبرد لا يحتمل وتكسي ارضها بالجليد لتصبح ارض ميتة لا يعيش بها الانسان اذا لم يتكيف لتلك الضروف القاسية .
ومن المتغيرات الطبيعية الفيزيائية التي تفرضها الارض على الانسان وتؤثر على جسمه وطبيعة حياته هي ما سنذكره في هذا البحث ونلاحظ تأثيراته على جسم الانسان من الناحية الطبية .
تاثير الجاذبية الارضية على دم الانسان
يتأثر دم الانسان كبقية السوائل بقوة الجاذبية الارضية، فيميل الدم الى التجمع في المناطق السفلى من الجسم تحت تاثير قوة جذب الارض لمكوناته.
فالانسان الذي يمارس عملا يتطلب الوقوف لساعات طويلة على قدميه كشرطي المرور والحلاق والنجار وغيره يتجمع الدم في اوردة الاطراف السفلى كالقدمين والساقين واطراف الاصابع، وهذا يؤدي الى توسع في اوردة الساقين والاصابة بدوالي الاوردة، كما ان الوقوف الطويل يسبب الاجهاد للقلب لسحب الدم من المناطق السفلى باتجاه القلب ثم ضخه الى انحاء الجسم المختلفه .
كما ان رفع الايدي الى الاعلى لعدة دقائق تؤدي الى الشعور بالتعب في اليدين ، لقلة ورود الدم الى الاعلى وتقليل الكمية الواصلة الى اطراف اليدين .
عند استلقاء الانسان على سطح افقي ، يشعر بالراحة، لان ذلك الوضع سيلغي تقريبا تأثير الجاذبية الارضية على حركة الدم، ويصبح من السهوله للقلب ايصال الدم الى كافة انحاء الجسم لانها في وضع تتساوى فيها قوى الجاذبية على كل انحاء الجسم، ولا يكون في ذلك اجهاد على القلب. لانه لايعمل ضد الجاذبية الارضية .
الرقود او النوم الطويل لايام عديدة او اشهر للمرضى المشلولين على الظهر، يؤدي الى ركود الدم فى أنسجة الجسم السفلى من الظهر والقريبة من الجلد، وعدم تحرك الدم في مناطق تجمعه يسبب الإصابة بالقرح كقرحة الفراش، وهذا الركود للدم في المناطق السفلى من الظهر هو بسبب تاثير الجاذبية الارضية على الدم .
تاثير الضغط الجوي على الانسان
المعروف ان الضغط الجوي ذات مقدار ثابت تقريبا عند سطح البحر، ويقل مقداره بالارتفاع عن سطح البحر. ويزداد بالغوص داخل اعماق البحر.
فراكبوا الطائرات او متسلقوا الجبال العالية يشعرون بتأثير انخفاض الضغط الجوي ، وقد يسبب لهم نزف من الانف او الاذن بسبب زيادة في ضغط الدم من الداخل للخارج، لقلة الضغط الخارجي المعادل لضغط الدم على جدران الشرايين، والمسلط من الخارج الى الداخل . فيحدث نتيجة ذلك الضغط تمزق في الاوعية الدموية الشعرية الحساسة وينزف الدم منها.
اما اذا غاص الانسان داخل اعماق البحر، فان الضغط المسلط على جسمه سيصبح بمقدار الضغط الجوي زائدا ضغط عمود الماء فوق جسم الغواص بمقدار انخفاضه عن مستوى سطح الماء . وهذا يسبب مضايقة له اثناء الغوص.
تأثير الحرارة على جسم الانسان
ان حرارة جسم الانسان ثابتة بمقدار 37 درجة مئوية تقريبا اينما كان على سطح الكرة الارضية ، وان الدم هو المسؤول عن توزيع الحرارة داخل الجسم.
ان الحرارة الداخلية المتولدة في الجسم ناتجة من احتراق المواد الغذائية بانواعها التي يتناولها الانسان، وهذه الفعاليات تحدث في داخل خلايا الجسم وتسمى الايض (Metabolism). وتحدث هذه الفعاليات لغرض امداد الجسم بالطاقة الحرارية والحركية واستمرارية بناء الخلايا الجديدة بدل التالفة او خلايا النمو المستمر للجسم او لاستمرارية عمل اعضاء الجسم المختلفة والقيام بوضائفها الطبيعية ، كما تقوم الغدة الدرقية بواجب رئيس في السيطرة على فعاليات الايض اي حرق المواد الغذائية وتحويلها الى طاقة بواسطة الخلايا .
يحاول الانسان في فصول الجو المختلفة صيفا او شتاءً ، ابقاء حرارة جسمه ثابتة، فعند تعرضه للحرارة صيفا ، يلبس الملابس الخفيفة ويعرض جسمه للهواء، لتبخير العرق المفروز من الجلد، حيث يصاحب ذلك عملية تبريد للجلد وبالتالي للجسم كله. وفي الجو البارد فانه يحافظ على حرارة الجسم الداخلية من التبدد بارتداء الملابس الثقيلة لتكون حاجزا يمنع تسرب حرارة الجسم للخارج، ويشرب السوائل الدافئة ليزيد من كمية السعرات الحرارية ليزيد من مخزونه من الطاقة الحرارية الكامنة التي تتحرر عند تعرضه للبرد.
التعرض للحرارة العالية او اشعة الشمس االقوية يسبب في توسع شبكة الاوعية الدموية الموجودة في الجلد ، وهذا ما يحدث صيفا تحت اشعة الشمس لاوقات طويلة وخاصة الذين يسبحون على شواطئ البحار او الانهار او المسابح ، او الذين يعملون امام الافران الحرارية كعمال المخابز او العاملين في صهر المعادن . ان نتائج هذا التعرض هو حدوث احمرار بالجلد ، اي تدفق كميات من كبيرة من الدم الى سطح الجلد او حدوث حروق بالجلد، كذلك يؤدي الى زيادة في افراز العرق، ونتيجة ذلك هو انخفاض في حجم الماء في الدم، وتوسع الاوعية الدموية وكل ذلك يؤدي الى انخفاض في حجم الماء في الدم وتوسع الاوعية وكل ذلك يؤدي الى انخفاض في ضغط الدم وقلة وروده الى الدماغ، مما يسبب في حالات الاغماء والشعور بالتعب وزيادة سرعة التنفس وزيادة سرعة ضربات القلب .
تأثير البرد على جسم الانسان
يتعرض الانسان احيانا الى جو بارد جدا، او السقوط في مياه متجمدة، او البقاء في الغرف المبردة لوقت طويل، اوتسلق الجبال التي تكسوها الثلوج، او التعرض للعواصف الثلجية دون اتخاذ اجراءات الحماية من مخاطر البرد، وهذا يسبب في بطء الدورة الدموية.
ان البرد يسبب تقلص الاوعية الدموية تحت سطح الجلد، وابتعاد الدم عنها ، فيلاحظ حدوث شحوب ثم ازرقاق المنطقة الخارجية من الجسم وحالات الانجماد الشديدة تصيب اصابع القدمين واليدين بالسواد لتوقف وصول الدم الى الاطراف البعيدة عن القلب وانحسار الدم لتغذية الدماغ والاعضاء الداخلية القريبة منه، وهذا ما يؤدي الى موت الخلايا التي لايصلها الدم وتعفنها واصابتها بمرض الغنغرينا .
تاثير الرياضة على الجسم
يحتاج جسم الانسان الى الحركة المستمرة والرياضة الدائمة ولمختلف الاعمار. فالحركة والرياضة تنشط الجسم، وتزيد من سرعة ضربات القلب، وبالتالي سرعة جريان الدم داخل شبكة الاوعية الدموية ، فينقل الاوكسجين والمواد الغذائية ويطرد السموم بسرعة اعلى من حالة الخمول . فوصول الاوكسجين اكسير الحياة النقي المتجدد دائما الى الدماغ ينشط عمله ويشعرالانسان بالسعادة والراحة النفسية، ويزيد من قابليته الفكرية وقوة خزن المعلومات في ذاكرته ، وينشط عمله في السيطرة على مختلف فعاليات اعضاء الجسم كما ان الحركة الرياضية تنشط وتقوي عضلات الجسم والاعصاب ، وان سرعة جريان الدم العالية تجعله ينقل المواد الغذائية الى ابعد خلية في الجسم ليغذيها بما تحتاجه من مواد ويأخذ منها ما تطرحه من الفضلات والسموم التي تطرحها وغاز ثاني اوكسيد الكربون المطروح من الرئتين . كما ان الدم ينقل المواد المقاومة للجراثيم وكريات الدم البيضاء والحمراء وسوائل اللمف الى كل خلية في الجسم لتؤدي كل منها وضائفها المختصة بها.
الرقود الطويل وعدم الحركة لاي عضو في الجسم يسبب في ضعف الدورة الدموية في ذلك العضو كاليد او الساق ، وعدم تغذيتها ونمو عضلاتها فتصاب بالضمور والضعف .
كما ان المفاصل التي لا تتحرك لفترة طويلة تصاب بالتكلس وفقدان المرونة والتصلب والالم عند تحريكها. كما تصاب بتحدد الحركة بسبب التكلسات .
**************************************************
اللهم اني اسالك من فضلك ورحمتك فانه لايملكها الا انت