النعيم والجحيم
وصل ذات يوم محارب ساموراي عنيف ومعروف بحبه للعراك من دون أي سبب إلى باب معبد بوذي وطلب التحدث إلى المعلم...خرج المعلم الذي كان يدعى ريوكان لمقابلته دون أي تردد.
قال له المحارب: "يقولون أن الذكاء يغلب القوة. أتساءل إذا ما كنت قادراً على أن تفسر لي معنى النعيم والجحيم."
عندها، التزم ريوكان الصمت.
فراح الساموراي يضحك بصوت عالٍ ويقول: "أرأيت؟ يمكنني تفسير ذلك بسهولة تامة. لأظهر ما يعنيه الجحيم، ما علي إلا أن أوسع شخص ما ضرباً. ولأظهر ما يعنيه النعيم، ما علي إلا أن أطلق سراح أحدهم بعد تهديده كثيراً."
فقال المعلم عندها: "لا أتجادل مع أشخاص أغبياء مثلك."
أثر هذا الكلام على الساموراي وجعل دمه يغلي، وامتلأ ذهنه بالكراهية.
فقال ريوكان مبتسماً: "الآن هذا هو الجحيم. أن تسمح لنفسك بالغضب من أمور سخيفة."
أربكت شجاعة الراهب المحارب فاسترخى.
عندها أضاف ريوكان وهو يدعوه إلى الداخل: "وهذا هو النعيم، ألا تثور بسبب استفزاز سخيف."
الحكمة : نحن نصنع جحيمنا بعض الأحيان في هذه الحياة من تهويل الأمور وجعلها عظائم وهي صغائر!
**************************************************