متى ياكرام الحي عيني تراكم
للشاعر شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني المشهور بــ أبو المدين التلمساني
متَى يا كرام الحَيِّ عَينِـي تَراكـمُ ** وأَسمعُ من تِـلكَ الدِّيـار نِداكُـمُ
وَيَجمعنا الدَّهر الذي حَـالَ بَينَنـا ** وَيَحظَى بِكُم قَلبِي وَعَينِـي تَراكُـمُ
أَمرُّ عَلَى الأَبواب مِن غَيـر حَاجَـة ** لَعلِّي أَرَاكُم أَو أَرَى مَـن يَراكُـمُ
سَقانِي الهَوَى كأساً مِن الحُبِّ صَافياً ** فَيا لَيتـهُ لَمَّـا سَقانِـي سَقاكُـمُ
فَيا لَيتَ قَاضي الحُبّ يَحكمُ بَينَنـا ** وَدَاعِي الهَوَى لَمَّا دَعانِـي دَعاكُـمُ
أَنا عَبدُكُم بَل عَبدُ عَبـدٍ لِعَبدكُـم ** وَمَملُوكُكُم من بيعكـم وشَراكُـمُ
كَتبتُ لَكُم نَفسِي وَما مَلَكَت يَدِي ** وَإِن قَلَّت الأَموالُ رُوحِي فِداكُـمُ
لِسَانِي بِمجدكُم وَقَلبِـي بِحبكُـم ** وَما نَظَرَت عَينِي مَلِيحـاً سِواكُـمُ
وَما شَرَّفَ الأَكوان إلاَّ جَمالكُـم ** وَما يَقصدُ العُشَّـاقُ إلاَّ سَنَاكُـمُ
وَإِن قِيل لِي ماذا عَلَى الله تَشتَهِـي ** أَقُولُ رِضَي الرَّحمنِ ثُـمَّ رِضَاكُـمُ
ولِي مُقلةٌ بِالدَّمع تَجـري صَبِيبـةً ** حَرامٌ عَلَيها النَّـومُ حَتَّـى تَراكُـمُ
خُذُونِي عِظاماً مُحمَّلاً أَينَ سرتـمُ ** وحَيثُ حَلَلتمُم فادفنونِي حِذاكُـمُ
وَدُورُوا عَلَى قَبري بِطَرف نِعَالكُـم ** فَتَحيا عِظامِي حَيثُ أصغَى نِداكُـمُ
وَقُولوا رَعَاكَ الله يا مَيـتَ الهَـوَى ** وأَسكنَك الفردوسُ قُربَ حِماكُـمُ
**************************************************