لابـن أبي الحـديد المعتـزلي في مدح امير المؤمنين علي
يا رسٌـم لا رسمتـك ريٌح زعزعٌ وسرت بليل في عراصِك خـروعٌ
لم ألفَ صدري من فؤادي بلقعـا الا وأنـت منً الأحبـة بلقـع
جاري الغمام مدامعي بك فانثنت جون السحائب فهي حسرى ظلعّ
شروى الزمان يضيء صبحٌَ مسفرٌ فيـه فيشفعه ظلام أسفع
الله درك والضلال يقودني بيد الهوى فأنا الحـرون فاتبـع
يقتادنـي سكر الصبابـة والصبـا ويصيح بي داعي الغـرام فأسمـع
دهر تقوّض راحلاً ما عيب من عـقبـاه الا أنـه لايرجـع
يا أيهـا الـوادي أجـلك وادياً وأعـز الا في حماك فأخضـع
وأسوف تربك صاغرا وأذل في تـلك الربى وأنا الجليد فاخنـع
ذاك الزمان هـو الزمان كأنمـا قيظ الخطوب به ربيع مـمرع
وكأنما هـو روضـة مـمطورة أو مزنـة في عارض لا تقلـع
قدقلت للبرق الذي شق الدجى فكأن زنجيـا هنالـك يجـدع
يا برق ان جئت الغري فقل له: أتراك تعلم من بأرضك مـودع
فيك ابن عمران الكليـم وبعده عيسى يقفيـه وأحمـد يتبـع
بـل فيك جبريل وميكال واسـ ـرافيل والملأ المقدس أجمـع
بل فيك نور اللـه جل جلاله لذوي البصائر يستشف ويلمـع
فيك الأمام المرتضى فيك الوصي المجتبـى فيـك البطين الأنزع
الضارب الهام المقنع في الوغى بالخوف للبهـم الكماة يقنـع
والسمهريـة تستقيـم وتنحنـي فكأنمـا بين الأضالـع أضلـع
ومبدد الأبـطال حيث تـألبوا ومفرق الأحزاب حيث تجمعوا
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعـا حتى تكاد لهـا القلوب تصدع
حتى اذا استعر الوغى متلظيـا شرب الدماء بغلـة لا تنقـع
متجلبـبا ثوبا مـن الدم قانيـا يعلوه من نقـع الملاحم برقـع
هذا ضمير العالم الموجود عن عـدم وسر وجوده المستـودع
هذا هو النور الذي عذباته كـانت بجبهـة آدم تتطلـع
وشهاب موسى حيث أظلم ليلـه رفعت لـه لألاؤه تتشعشـع
يا من له ردت ذكاء ولم يفز بنظيرهـا من قبل الايوشع
يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن خوض الحـمام مدجـج ومدرع
ياقالع الباب التي عن هزها عجـزت أكف أربعون وأربع
لولا حدوثك قلت : انك جاعل الـ أرواح في الأشباح والمستنزع
لولا مماتك قلت : انك باسط الأرزاق تقدر في العطاء وتوسع
ما العـالم العلوي الا تربة فيهالجثتـك الشريفة مضجع
أنا في مديحك ألكن لا أهتدي وأنا الخطيب الهبزري المصقع
أأقول فيـك سميدع كلا ولا حاشـا لمثلك أن يقال سميدع
بل أنت في يوم القيامة حاكـم في العالمين وشافـع ومشفـع
ولقد جهلت وكنت أحذق عالم أغرار عزمك أم حسامك أقطع
وفقـدت معرفتي فلست بعارف هل فضل علمك أم جنابك أوسع
لي فيك معتقد سأكشف سره فليصغ أرباب النهى وليسمعوا
هي نفثة المصدور يطفيء بردها حر الصبابة فاعذلوني أو دعوا
واللـه لولا حيدر ما كانت الـ ـد نيا ولا جمع البرية مجمع
واليه في يوم المعاد حسابنا وهو الملاذ لنا غدا والمفزع
يا من له في أرض قلبي منزل نعم المراد الرحب والمستربع
أهواك حتى في حشاشة مهجتي نار تشب على هواك وتلذع
وتكاد نفسي ان تذوب صبابة خلقاً وطبعاً لا كمن يتطبع
ورأيت دين الاعتزال وأنني أهوى لأجلك كلّ من يتشيعٌ
ولقدعلمت بأنه لا بد من مهـديكـم وليومـه أتطلـع
يحميه من جندالإله كتائبٌَ كاليمِ أقبل زاخراً يتدفـع
فيها لال أبي الحديدصوارم مشهورة ورماح خط شرع
ورجال موت مقدمون كأنهـم أسد العرين الربد لا تتكعكع
تلك المنى أَما أغب عنها فلي نفسٌَ تنازعني وشوقٌ ينزع
ولقد بكيت لقتل آَل محمد بألطف حتى كأن كل عضومدمع
وحريم آل محمد بين العدى نهب تقاسمـه اللئام الرضع
لهفي على تلك الدماء تراق في أيدي أمية عنوة وتضيـع
بأبي أبا العباس أحمد أنه خير الورى من أن يطل ويمنع
فهو الولي لثارها وهو الحمول لعبئها اذ كل عود يضلع
**************************************************