الدرس الثامن في علم المعاني
التمنّي
- التمنّي هو طلب حصول أمر محبوب لا يرجى حصوله، إمّا لكونه مستحيلا، وإمّا لكونه ممكنا غير مطموع في نيله، نحو:"ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها عقودا"، وقوله تعالى"يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون" (سورة القصص 79).
- للتمنّي أداة اصلية هي "ليت"، وثلاث غير أصليّة تنوب عنها ويتمنّى بها لغرض بلاغي، وهي:
° هل ،نحو: "هل لي من سبيل إلى الحبيبه".
° لو،نحو.: "ايا جارتا لو تشعرين بحالي"
° لعلّ، نحو : "لعلّك ترى وجدي فتشفع بي".
- إذا كان الأمر المحبوب ممّا يرجى حصوله كان طلبه ترجّيا، ويعبّر فيه بـ"لعلّ" و"عسى".
الدرس التاسع في علم المعاني
النداء
- النداء هو طلب الإقبال بحرف ينوب مناب الفعل "أدعو"، نحو:"يا فؤاد،تعال".
- حروف النداء نوعان:
أ- للقريب، وله حرفان،هما:
° الهمزة،نحو: "أعصام ،افتح الباب".
° أي،نحو.: "أي مريم، أعطيني الكتاب"
ب - للبعيد،وله ستّة حروف،هي:
° يا، نحو: "يا سالم،أقبل".
° آ، نحو: "آصديقي،احذر النميمة".
° آي، نحو: "آي سليم، لاتعذّب الحيوان".
° أيا، نحو: "أيا باني الدنيا لغيرك تبتني".
° هيا، نحو: "هيا ظالم،انظر في عواقب أعمالك".
° وا، نحو: "واكبداه".
- قد ينزّل البعيد منزلة القريب، فينادى بالهمزة أو بـ"أي"، إشارة إلى قربه من القلب، وحضوره في الذهن، وقد ينزّل القريب منزلة البعيد، فينادى بغير الهمزة و"أي"،إشارة إلى علوّ مرتبته، أو إنحطاط منزلته، أو غفلته وشرود ذهنه، نحو:"أخالد إن نسيتني وأنت في ديار الغربة،فأنا لن أنساك"، و"يا مولاي"، و"يا هذا"،و"يا أيّها الساهي،انتبه".
- قد يخرج النداء عن معناه الأصلي إلى معان أخرى تستفاد من القرائن،كالإغراء، نحو:" يا مسكين"، والتحسر،نحو:"يا بني لم لا تجيبني"، والجزر، نحو:"يا قلب ،حسبك ما فعلت"، والتعجّب،نحو:"يا لجمال الطقس"، والندبة،نحو:"وافقيد العلم".
الدرس العاشر في علم المعاني
القصر
- القصر هو تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص، نحو:"ما علم إلاّ خليل".
- للقصر عدّة طرق ،منها:
° النفي والاستثناء،نحو: "لا يدوم إلاّ الله عزّ وجلّ" ويكون المقصور عليه بعد حرف الاستثناء.
° إنّما،نحو.: "إنّما الحياة جهاد". ويكون المقصور عليه مؤخّرا.
° لا العاطفة، نحو: "شربت ماء لا خمرا". ويكون المقصور عليه مقابلا لما بعدها.
° بل العاطفة، نحو: "ما شربت خمرا بل ماء". ويكون المقصور عليه بعدها.
° تقديم ما حقّه التأخير، نحو: "عن المجرمين نبحث".ويكون المقصور عليه هو المقدّم.
- للقصر طرفان : مقصور ومقصور عليه، نحو:"ما فاز إلاّ خالد". "الفوز" مقصور، و"خالد" مقصور عليه.
- ينقسم القصرباعتبار طرفيه إلى قسمين:
° قصر صفة على الموصوف،نحو: "لا يعلم الغيب إلاّ الله".
° قصر موصوف على صفة،نحو: "إنّما العرب أوفياء".
- ينقسم القصر باعتبار الحقيقة والواقع إلى قسمين:
° حقيقي، وهو أن يختصّ المقصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة والواقع بألاّ يتعدّاه إلى غيره أصلا،نحو:"لا إله إلاّ الله".
° إضافي: وهو ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيء معيّن، نحو:"ما فريد إلاّ شجاع".
الدرس الحادي عشر في علم المعاني
الوصل والفصل
- الوصل هو عطف جملة على أخرى بواسطة حرف العطف "الواو"، والفصل هو عدمه، نحو:"متى كان اللفظ كريما في نفسه حبّب إلى النفوس،واتصل بالأذهان، وشاع في الأفاق...".
- يقع الوصل بين جملتين في ثلاثة مواضع، هي :
° إذا اتفقت جملتان في الخبريّة والإنشائية لفظا ومعنى،أو معنى فقط، ولم يكن هناك سبب يقتضي الفصل بينهما، وكانت هناك مناسبة تامّة، نحو: قوله تعالى "إنّ الأبرار لفي نعيم * وإنّ الفجّار لفي جحيم" (سورة الانفطار الآية 14).، و" قم أدعو ربّك"، و"اذهب إلى فلان وتقول له كذا " أي اذهب وقل له كذا. فالجملة الثانية خبريّة لفظا وإنشائية معنى.
° إذا اختلفت الجملتان خبرا وإنشاء، وكان الفصل يوهم خلاف المقصود،نحو.: "لا،ورعاه الله".
° إذا قصد اشراك جملتين بالحكم الإعرابي، نحو: "سمير يكتب ويدرس".
- يقع الفصل بين جملتين في ثلاثة مواضع:
° أن يكون بين الجملتين اتّحاد تام، وذلك أن تكون الجملة الثانية:
أ - بدلا من الأولى، نحو: قوله تعالى"أمدّكم بما تعلمون * وأمدّكم بأنعام وبنين" (سورة الشعراء آية 132 و 133)".
ب - بيانا للأولى، نحو:"بثّني شكواه،قال إنّي متعب".
ج - توكيدا للأولى، نحو:قوله تعالى "فمهّل الكافرين أمهلهم رويدا" (سورة الطارق آية 17). ويقال حينئذ إنّ بين الجملتين كمال الإتصال.
° أن يكون بين الجملتين تباين تام، وذلك بأن تختلفا خبرا وإنشاء، وألاّ يكون بينهما مناسبة ما، نحو:"تكلّم إنّي أسمعك".وهذا ما يسمّى بـ"كمال الانقطاع".
° أن تكون الثانية جوابا عن سؤال يفهم من الأولى، ويقال حينئذ إنّ بين الجملتين شبه كمال الاتصال، نحو: قوله تعالى " وما أبرّئ نفسي إنّ النفس لأمّارة بالسوء" ( سورة يوسف آية 53).
الدرس اثاني عشر في علم المعاني
المساواة والإيجاز
- المساواة هي عبارة تكون المعاني فيها بقدر الألفاظ، والألفاظ بقدر المعاني، لا يزيد بعضها على بعض، نحو:"قرأت الصحيفة في المكتب".
- الإيجاز هو التعبير عن معان كثيرة بألفاظ قليلة، نحو : "الكلمة إذا خرجت من الق(لب وقعت في القلب".
- ينقسم الإيجاز إلى قسمين:
° إيجاز قصر، وهو ما زادت فيه المعاني على الألفاظ من دون حذف، نحو: قوله تعالى "والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس" (سورة البقرةالآية 164).،استوعبت هذه الآية بكلماتها القليلة العديد من أنواع المتاجر وصنوف المرافق التي ينتفع منها الناس.
° إيجاز حذف، ويكون بحذف شيء من الجملة دون أن يختلّ المعنى لوجود قرينة تدلّ على المحذوف، ويكون المحذوف إمّا حرفا، أو كلمة أو جملة ... نحو.قوله تعالى : "ولم أك بغيّا" (سورة مريم آية 20) الأصل لم أن بغيّا،"وجاهدوا في الله حقّ جهاده" (سورة الحج آية 78) أي وجاهدوا في سبيل الله ، و "كان الناس أمّة واحدة فبعث الله النبيئين" (سورة البقرة آية 213) أي اختلفوا فبعث الله النبيين.
الدرس الثالث عشر في علم المعاني
الإطناب
- الإطناب هو التعبير بألفاظ كثيرة عن معان قليلة، أو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة، نحو: "أعجبت بحديقة فيها الفلّ والبنفسج والأزهار". (إذا لم تكن في الزيادة يسمّى تطويلا إن كانت الزيادة غير متعيّنة، نحو قول عديّ العبادي في جذيمة الأبرش:" وقدّدت الأديم لراهشيه ... وألفى قولها كذبا ومينا" فالمين هو الكذب ولم يتعيّن الزائد منهما. وإن تعيّن الزائد سمّي حشوا ، نحو قول زهير: ,"أعلم علم اليوم والأمس قبله ... ولكنّي عن علم ما في غد عمي")،
- يكون الإطناب بأمور عدّة منها:
° الإيضاح بعد الإبهام، نحو: قوله تعالى " فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " (سورة طه الآية 120). فجملة "وسوس الشيطان" كلام مجمل ومبهم ، فوضّحه تعالى بما بعده.
° ذكر الخاص بعد العام، نحو: "أقبلوا على دراسة شعراء العرب والمتنبّي" .
° ذكر العام بعد الخاص، نحو: " أحبّ العنب والتين والأثمار".
° التكرير،نحو: "فتّشت البيت غرفة غرفة وزاوية زاوية".
° الاحتراس، نحو : " نفّذ غير مأمور ما وعدتني به".
° التوشيع، نحو : " يزيّنه اثنان: حسن الخلق والشيم".
° الاعتراض، نحو: "إنّ فعلك - لو علمت - شنيع".
° التذييل، نحو: قوله تعالى " وما أبرّئ نفسي إنّ النفس لأمّارة بالسوء" (سورة يوسف الآية 53).
وهكذا إخوتي الأعزّاء أكون قد انهيت دروس علم المعاني وسأنطلق بإذن الله في دروس علم البديع والمحسّنات اللفظية والتي تمثّل القسم الأخير من علوم البلاغة العربيّة .
الدرس الأول في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
الجناس
- الجناس هو تشابه الألفاظ في الشكل، وعدد الحروف، ونوعها وترتيبها، نحو: "هي أوسع منّي خُـلـُـقًا وأحسن خَلقًا" . فخُـلـُـقًا تعني "شيمة" ، وخَلقًا تعني الع=هيئة الخارجيّة.
- الجناس غير التام هو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور المتقدّمة، نحو: " أنتم تعلمون وهم يعلمون"
الدرس الثاني في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
الاقتباس
- الاقتباس هو أن يضمّن المتكلّم كلامه شعرا كان أم نثرا شيئا من القرآن الكريم، أو الحديث الشريف، من غير دلالة على أنّه منهما ،ويجوز أن يكون هناك بعض التغيير في ما اقتبس، نحو قول الشاعر: "قد كان ما خفت أن يكونا.... إنّا إلى الله راجعونا" حيث اقتبس من قوله تعالى "إنّا للّه وإنّا إليه راجعون" (سورة البقرة آية 156)"
الدرس الثاني في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
السجع
- السجع هو اتفاق فواصل الكلام في الحرف الأخير دون تقيّد بالوزن، نحو : "تثني على الحضارة، وتترجرج في الغضارة"، و " العلم في الصغر كالنقش في الحجر"
الدرس الثالث في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
التورية
- التورية هي استعمال لفظة مفردة لها معنيان: واحد قريب ظاهر غير مراد، وآخر بعيد خفيّ هو المراد، نحو : "الظهر يبكي كاهنا ... والشعر مطرانا بكاك" (المطران هوز الأسقف, وشاعر القطرين كان اسمه خليل مطران وهو المقصود)
الدرس الرابع في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
الطباق
- الطباق هو الجمع بين الشيء وضدّه، وهو نوعان:
° طباق الإيجاب، وهو ما اتفق فيه الضدّان إيجابا وسلبا، نحو : "ضحك المشيب برأسه فبكى".
° طباق السلب، وهو ما اختلف فيه الضدّان إيجابا وسلبا، كأن يؤتى بفعلين أحدهما مثبت والآخر منفيّ، نحو : "خلقوا وما خلقوا لمكرمة" .
الدرس الخامس في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
المقابلة
- المقابلة هي إيراد معنيين أو أكثر، ثمّ إيراد ما يقابل ذلك على الترتيب، نحو : "فليتكلّموا قليلا وليسكتوا كثيرا".
الدرس السادس في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
حسن التعليل
- حسن التعليل هو أن ينكر الأديب صراحة أو ضمنا علّة الشيء المعروفة، ويأتي بعلّة أدبيّة طريفة تناسب الغرض الذي يرمي إليه، نحو قول ابن المعتزّ:
"
قالوا اشتكت عينه فقلت لهم *** من كثرة القتلى نالها الوصب
حمرتها من دماء من قتلـــت *** والدم في النصل شاهد عجـب "
الدرس السابع في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
تأكيد المدح بما يشبه الذمّ وبالعكس
- توكيد المدح بما يشبه الذمّ هو ـن يستثنى من صفة ذمّ منفيّة صفة مدح بتقدير دخولها فيها، أو أن يثبت لشيء صفة مدح، ويؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة أخرى مستثناة من مثلها، نحو قول الشاعر:
"
ولا عيب فيهم غير أنّ ضيوفهم *** تعاب بنسيان الأحبّة والأهل
ونحو قول النابغة الجعدي:
فتى كملت أوصافه غير أنّه *** جواد فما يبقي على المال باقيا "
.
- توكيد الذمّ بما يشبه المدح هو أن تستثنى من صفة مدح منفيّة صفة ذمّ على تقدير دخولها فيها،أو أن يثبت للشيء صفة ذمّ أخرى ، نحو:" لاخير فيه سوى أنّه يخون الأصدقاء"، و"فلان حسود إلاّ أنّه نمّام"
الدرس الثامن في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
أسلوب الحكيم
- أسلوب الحكيمهو تجاهل المقصود من السؤال،إمّا بحمل الكلام على غير ما كان يقصد،أو بترك السؤال والإجابة عن سؤال لم يسأله السائل، إشارة منه إلى أنّ السؤال في غير محلّه، ويجب أن يسأل هذا السؤال، نحو : "كم سنّك؟ فتجيب: "صحّتي جيّدة" أو "إثنان وثلاثون سنّا(عدد الأسنان)"
الدرس التاسع في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
التضمين
- التضمين هو أن يضمّن الشاعر كلامه من شعر غيره لشدّة جماله أو لشدّة علاقته بما يقول، نحو قول الحريري على لسان الغلام الذي عرضه أبو زيد للبيع:
على أنّي سأنشد عند بيعـي *** أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا
حيث ضمّن الشاعر صدر بيت العرجيّ القائل:
أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا*** ليوم كريـــــه وســـداد ثغر
الدرس العاشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
الإرصاد
- الإرصاد هو أن يذكر قبل القافية من البيت الشعري، أو الفاصلة من النثر ما يدلّ عليها إذا عرف الرويّ، نحو: قوله تعالى :" وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"(سورة العنكبوت آية 40).
ونحو قول ابن فارس اللغوي:
مشيناها خطى كتبت علينا *** ومن كتبت عليه خطى مشاها
الدرس الحادي عشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
التقسيم
- هو أن يذكر متعدّد تحت حكم واحد، ثمّ تستوفى أقسام هذا المتعدّد، أو تذكر أحواله، ثمّ يضاف إلى كلّ منها ماله على جهة التعيين، نحو: " كان حصيلة المعركة قتل وأسر وانهزام"
الدرس الثاني عشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
الجمع
- هو أن يجمع بين متعدّد تحت حكم واحد، وقد يكون الجمع بين اثنين أو أكثر،نحو: " الحياة والممات حقّ"و "الجدّ والإجتهاد والمثابرة على العمل قوام الحياة".
حيث جمع في المثل الأوّل "الحياة" و"الممات" تحت حكم واحد هو "حقّ"، وفي المثل الثاني جمع "الجدّ" و"الإجتهاد" و"المثابرة"تحت حكم واحد هو "قوام الحياة".
الدرس الثالث عشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
المبالغة
- هي وصف شيء وصفا مستبعدا أو مستحيلا،نحو قوله تعالي: " ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها"(سورة النور آية 40).
- المبالغة ثلاثة أنواع ،هي:
* التبليغ،وهو وصف الشيء بما هو ممكن عقلا وعادة، نحو:"هذه فرسي تسابق الريح".
* الإغراق، وهو وصف الشيء بما هو ممكن عقلا لا عادة،نحو:"ضيفنا مكرّم ما دام بيننا، وإن غاب عنّا لإساءته حفظنا له العهد والإكرام".
* الغلوّ، وهو وصف الشيء بما هو مستحيل عقلا وعادة،نحو قوله تعالى:"يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار"(سورة النور آية 35).
الدرس الرابع عشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
الاستخدام
- الاستخدام هو أن يؤتى بلفظ له معنيان،فيراد باللفظ معنى ، وبضميره معنى آخر، نحو قول الشاعر:
" غزاكم لؤلؤ والبحر مسكنه ***والدرّ في البحر لا يخشى من الغرق".
الدرس الخامس عشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
مراعاة النظير
- مراعاة النظير هو الجمع في الكلام بين أمرين أو أمور متناسبة لا على جهة التّضاد، بل على جهة الملائمة والوفاق، نحو قوله تعالى:"وهو السميع البصير" (سورة الشورى آية 11)
الدرس السادس عشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
التجريد
- التجريد هو أن ينتزع المتكلّم من أمر ذي صفة، أو أكثر، أمرا آخر مثله في تلك الصفة لإفادة المبالغة، نحو :"لئن لاقيت زيدا لتلاقينّ به البحر" .
- التجريد أقسام :
* ما يكون بـ"من" التجريدية، نحو: "لي من عصام أخ مخلص". (أي بلغ عصام من الإخاء حدّا صحّ معه أن يستخلص منه أخ آخر فيه).
* ما يكون بالباء التجريدية الداخلة على المنتزع منه، نحو: " لئن سألت فلانا لتسألنّ به البحر". (أي أنّ المتكلّم قد بالغ في وصف كرمه حتّى انتزع منه بحرا فيه).
* ما يكون بدون واسطة، نحو قوله تعالى "وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينهم فقاتلوا أئمّة الكفر"(سورة التوبة آية 12).
* ما يكون بطريق الكناية ، نحو قول الأعشى:
يا خير من يركب المطيّ ولا*** يشرب كأسا بكفّ من بخلا
(أي يشرب الكأس بكفّ الكريم، حيث انتزع من الممدوح كريما يشرب هو بكفّه على سبيل الكناية، لأنّ الشرب بكفّ غير البخيل يستلزم الشرب بكفّ الكريم، وهو لا يشرب إلاّ بكفّ نفسه. فإذا هو ذلك الكريم).
*ما يكون بمخاطبة الإنسان نفسه فينتزع منها شخصا يخاطبه، نحو قول المتنبّي في مدح أبي شجاع فاتك:
لا خيل عندك تهديها ولا مال *** فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
(يقول مخاطبا نفسه:ليس عندك من الخيل والمال ما تهديه إلى الممدوح جزاء على إحسانه إليك، فإذا لم يكن عندك هذا فليسعدك إذن النطق أي المدح).
الدرس السابع عشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
تجاهل العارف
- تجاهل العارف هو أن يسأل عن أمر سؤال جاهل، وهو عارف به، وذلك لغاية كالمدح، نحو: "أمعنّ أنت أم حاتم؟".
أو الذمّ أوالتحقير، نحو قوله تعالى :" هل ندلّكم على رجل ينبئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد"(سورة سبأ آية 7) (كأنّهم لم يعرفوا منه إلاّ أنّه رجل ما).
أو التعجّب، نحو قوله تعالى: " أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون" (سورة الطور آية15) .
أو التوبيخ ، نحو : "أتضحك بملء فيك كأنّك لا تبالي بما حصل"، وغير ذلك.
الدرس الثامن عشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
العكس
- العكس هو تقديم متأخر وتأخير متقدّم، نحو قوله تعالى: "يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميت من الحي"(سورة يونس آية 31).
الدرس التاسع عشر في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
المشاكلة
- المشاكلة هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته، نحو قوله تعالى: "نسوا الله فأنساهم أنفسهم"(سورة الحشر آية 19) أي أهملهم. وذكر الاهمال هنا بلفظ النسيان لوقوعه في صحبته.
الدرس العشرون في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
تشابه الأطراف
- تشابه الأطراف هو أن يختم الكلام بما يناسب أوّله في المعنى أو اللفظ، نحو : "أنقى من ماء الفرات حديثه، وأصفى من دمع السّحاب ريقه"حيث جعل "الريق" مناسبا للنقاء في ابتداء الكلام ،وهذا تشابه معنوي.
الدرس الحادي والعشرون في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
اللفّ والنشر
- اللفّ والنشر هو ذكر متعدّد تفصيلا أو إجمالا (وهذا هو اللفّ)، ثمّ ذكر ما لكلّ جزء من المتعدّد دون تعيينه، ثقة بأنّ السامع يردّ كلّ واحد إلى ما يليق به (وهذا هو النشر)، وهو نوعان:
* مرتّب، نحو قول الشاعر:
عيون وأصداغ وفرع وقامة *** وخال ووجنات وفرق ومرشف
سيوف وريحان وليل وبانـة *** ومسك وياقوت وصبـح وقرقف
* غير مرتّب، نحو قول ابن حيوس الإشبيلي:
كيف أسلو وأنت حقف وغصن *** وغزال لحضا وقدّا وردفا
فاللحظ للغزال، والقدّ للغصن، والردف للحقف، وهو الرمل المتراكم وذلك من غير ترتيب.
الدرس الثاني والعشرون في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
التفريق
- التفريق هو أن يعمد إلى شيئين من نوع واحد فيوقع بينهما تباين في المدح أو الذمّ وغيرهما، نحو قول صفيّ الدين الحلّي:
فجود كفّيه لم تقلع سحائبه ****عن العباد وجود السحب لم يدم.
الدرس الثالث والعشرون في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
المزاوجة
- المزاوجة هو أن يزاوج المتكلّم بين معنيين في الشرط والجزاء بأن يرتّب على كلّ منهما معنى رتّب على الآخر، نحو قول الشاعر:
إذا احتربت يوما ففاض دماؤها ****تذكّرت القربى ففاضت دموعها.
حيث زواج بين الاحتراب (المحاربة) وتذكّر القربى في الشرط والجزاء بترتيب الفيض عليهما.
الدرس الرابع والعشرون في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
الجمع مع التفريق
- الجمع مع التفريق هو أن يجمع بين شيئين في حكم واحد، ثمّ يفرّق بينهما في ذلك الحكم، نحو قوله تعالى:"وجعلنا الللي والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة" (سورة الاسراء آية 12).
ونحو قول البحتري:
ولمّا التقينا والنقا موعد لنا ****تعجّب رائي الدّرّ حسنا ولاقطه
فمن لؤلؤ تجلوه عند ابتسامها***ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطه
النقا هو الكثيب من الرمل والمراد هنا : أنّه كان يرى أسنانها المرصوفة كاللؤلؤ، كما كنت أسمع حديثا منها تتساقط لآلئه على مسامعي.
الدرس الخامس والعشرون في علم البديع (المحسنات اللفظيّة)
الجمع مع التقسيم
- الجمع مع التقسيم هو أن يجمع بين شيئين أو أكثر تحت حكم واحد، ثمّ يقسم ما جمع، نحو قول المتنبّي:
للسبي ما نكحوا، والقتل ما ولدوا،****والنهب ما جمعوا، والنار ما جمعوا
أو هو تقسيم متعدّد تمّ جمعه تحت حكم واحد، نحو قول حسّان بن ثابت الأنصاري:
قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم **** أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجيّة تلك منهم غير محدثــــة **** إنّ الخلائق فاعلم شرّها البـــــــدع
**************************************************