لذيذ الطعام قد يجلب السقام
يبدو أن كل ما لذ من زينة الموائد يضر بالصحة في الأغلب، فالطعام إما حلو المذاق قد يؤدي إلى تسوس الأسنان ويزيد مخاطر البدانة، أو بروتيني من اللحوم قد يسبب النقرس والروماتيزم، أو معجنات تخل بضغط الدم، ولكن ما العمل؟ وكيف نوفق بين اللذيذ والمفيد؟
نسمع بشكل مستمر أن الطعام بالغ الدسم مضر بالصحة، وعليه يجب أن نقلل نسبة الدسم والزيوت في وجباتنا اليومية، وهذا يعني أن القشطة (القيمر) صباحا ممنوعة وكذلك الزبد الحيواني وزبد المارغرين (الزبد النباتي)، وكذلك الجبن من لحم الضأن شديد الدسم، وكذلك البيض المقلي بالسمن، وأيضا المربيات بسبب كثرة السكر فيها وهو من أسباب البدانة، والقائمة تطول.
وربما يمكن للإنسان أن يجد الحل في وجبة الظهر -طعام الغداء- فيلجأ إلى لحم البقر المشوي أو لحم الدجاج المسلوق أو السمك المسلوق باعتبارها خالية من الدهن، وهي فعلا خالية من الدهن، لكن الإكثار من اللحوم خاصة بعد سن الأربعين يمكن أن يسبب النقرس أو الروماتيزم، وهي أمراض خطيرة.
لترحل المشكلة إلى وجبة العشاء إذا، وهنا يقول الجميع 'عليك بعشاء خفيف' قطعة خبز مع كأس لبن! ولكن قطعة الخبز قد تكبر وتختلط بالسمن وبعض السمسم والسكريات فتكون لذيذة، كما أن اللبن قد يكون عالي الدسم فيكون مشبعا بالكولسترول، وهكذا يتحول العشاء الخفيف إلى وجبة ثقيلة ولكنها لذيذة!
ويبدو أن كل لذيذ مضر، ويردد الناس' كل ممنوع مرغوب'، وهكذا قد نرى محلات الحلوى في المستقبل تضع إعلانات تقول 'منتجاتنا هي الألذ والأكثر ضررا'.
غير أن الكتب والمجلات والمواقع المعنية بالغذاء الصحي تحاول أن تخفف من وقع هذه المأساة 'اللذيذة' فتتحدث عن تغيير عادات الإنسان، وهكذا فإن موقع 'هيلب غايد' المعني بشؤون الصحة العامة يقترح عشر خطوات يمكن اتباعها لتحقيق توازن بين الكلمتين السحريتين 'لذيذ' و'مفيد'، وهي:
صمم على النجاح في تحقيق توازن، ولا تتخذ إجراءات صارمة بمراقبة السعرات الحرارية، بل اتبع حمية بسيطة عادية وتناول كل شيء بكميات قليلة.
لا تحرم نفسك لذيذ الطعام، ولكن حقق اعتدالا في طعامك وهو الذي يضمن لك الصحة الدائمة.
لا تفكر في ما تتناوله من طعام حصرا، بل فكر في كيفية تناوله، فالطريقة لها تأثير حاسم في الحفاظ على الصحة.
أكثر من تناول الفواكه، فألوانها الزاهية وحلاوتها الطبيعية يمكن أن تغير شهوتك للأطعمة الدسمة واللحوم والحلوى.
أكثر من تناول الحبوب الطبيعية التي تستغرق وقتا أطول في الهضم.
يجب أن يكون غذاؤك غنيا بالدهون والزيوت الطبيعية من مصادرها، ومنها المكسرات بأنواعها خاصة اللوز والفستق السوداني، وحبوب عباد الشمس، وفاكهة الأفوكادو والخس وما إلى ذلك، دون دهون تمرض خلايا الشعر والجلد والأظافر وتضعف قدرات المخ.
حافظ على نسبة عالية من الكالسيوم في غذائك، وخير مصادره الحليب ومشتقاته والبرتقال والحمضيات بأنواعها.
حافظ على نسب البروتين مستقرة في جسدك من خلال تناول بروتينات، وذلك لا يتم بالضرورة بالإكثار من تناول اللحوم الحمراء، فالحبوب بأنواعها -خاصة البقوليات- توفر البروتين النباتي المفيد للجسم، وكذلك لحوم السمك والطيور.
خفض إلى أقل نسبة ممكنة من تناول السكر والملح، وقيل قديما 'حذار من الأبيضين' وعُني بذلك السكر والملح.
خير الأطعمة هي الأغذية كثيرة الألياف، وهي في الفواكه والخضر وفي الأطعمة غير المصنعة وغير المطبوخة.
**************************************************