قصيدة أبي فراس الحمداني التي تسمى الشافية
قصيدة أبي فراس الحمداني التي تسمى الشافية هي من القصائد الخالدة ولما أنشدها أمام سيف الدولة الحمداني أمر خمسمائة سيفا وقيل أكثر يشهر في المعسكر وهذه هي القصيدة
الدين مُخْترمٌ والحقُّ مُهتضَمُ
وفئُ آلِ رسُولِ اللهِ مُقْتسَمُ
***
والنَّاسُ عندك لا ناسٌ فَيُحفِظُهُم
سَومُ الرُّعاةِ ولا شاءٌ ولا نَعَمُ
***
إنِّي أبيتُ قليلَ النَّومِ أرَّقني
قلبٌ تصَارَعَ فيهِ الهمُّ والهِمَمُ
***
وعزْمةٌ لا ينامُ الليلَ صاحبُها
إلاَّ على ظَفَرٍ في طيّه كَرَمُ
***
وفِتيةٌ قلْبهُمْ قلبٌ إذا ركبوا
يوماً ورأْيُهُمُ رأيٌ إذا عَزموا
***
يا للرجالِ أما للَّهِ مُنتصِفٌ
من الطُّغاةِ أما للدّين مُمنتقِمُ
***
بَنو عليً رَعايا في دِيارِهِمُ
والأمرُ تملِكُهُ النِسْوان والخدمُ
***
أتفْخَرون عليهم لا أبا لكُمُ
حتَّى كأنَّ رسُولَ الله جَدُّكُمُ
***
وما تَوازَن يوماً بينكُمْ شرفٌ
و لا تساوتْ بِكُم في موطنٍ قدَمُ
***
ولا لكمْ مِثلهم في المجدِ مُتَّصلٌ
ولا لجدكُمُ مِعشارُ جدّهِمُ
***
قامَ النَّبيُّ بها يوم الغديرِ لهمْ
والله يشهدُ والأمْلاكُ والأممُ
***
حتَّى إذا أصبحتْ في غير صاحِبها
باتت تنازعها الذؤْبان والرَّخمُ
***
وصُيرتْ بينهُم شُورى كأنَّهمُ
لا يعرفون وُلاة الحقِ أيَّهُمُ
***
تالله ما جَهِل القوامُ موضعها
لكنهمْ ستروا وجْهَ الذي علِموا
***
ثُمَّ ادَّعاها بنو العباسِ إرْثَهمُ
وما لهم قدمٌ فيها ولا قِدَمُ
***
بِئسَ الجزاءُ جزيتمْ في بني حسنٍِ
أبوهمُ العلمُ الهادِي وأمُّهُمُ
***
لابيعةٍ رَدعتكُم عن دِمائهمُ
ولا يمينٌ ولا قُربى ولا ذِمَمُ
***
هلاَّ كففتم عن الديباجِ سوطَكمُ
وعن بناتِ رسولِ الله شتمكُمُ
***
ما نال مِنهم بنو حَرْبٍ وإنْ عَظُمتْ
تِلك الجَرائرُ إلاَّ دُون نَيلِكمُ
***
كم غَدرةٍ لكم في الدّين واضحةٍ
وكم دمٍ لرسول الله عِندكُمُ
***
أَأَنتم آلُهُ فيما ترون وفي
أظفارِكُم من بنيهِ الطاهرين دَمُ
***
هَيهاتَ لا قرَّبت قُربى ولا رَحِمٌ
يوماً إذا أقْصتِ الأخْلاقُ والشّيمُ
***
باؤوا بقتلِ الرّضا من بعد بيعَتهِ
وأبصروا بعض يومٍ رُشْدَهُمْ وعَمُوا
***
أبْلِغْ لديك بني العبَّاسِ مألُكةً
لا تدَّعُوا مُلكَها مُلاَّكُها العَجَمُ
***
أيُّ المفاخِرِ أمستْ في مَنابِرِكُمْ
وغيرُكُمْ آمِرٌ فيهنَّ مُحْتكِمُ
***
خلُّوا الفَخَارَ لعلاَّمين إنْ سُئلوا
يوم السُّؤالِ وعمَّالين إنْ عَلِموا
***
لا يغْضبُون لِغيرِ اللهِ إنْ غَضبوا
ولا يُضيعُونَ حُكْمَ الله إنْ حَكمُوا
***
تَبدوا التِلاوةُ منْ أبياتِهِمْ أبداً
وفي بُيُتِكُمُ الأَوتارُ والنَّغَمُ
***
مِنكمْ عُليَّةُ أمْ منهُمْ وكان لكُمْ
شيخُ المُغنيينَ إبراهيم أمْ لهُمُ
***
أمْ منْ تُشادُ لهُ الألْحانُ سائرَةٌ
عَليُّهمْ ذو المعالي أمْ عَليُّكمُ
***
إذا تَلوا سُورةً غنَّى إمامُكُمُ
قَفْ بالديارِ التي لمْ يَعفُها القِدَمُ
***
ما في دِيارِهِمُ للخمرِ مُعْتصرٌ
ولا بُيُوتُهُمُ للسُّوءِ مُعْتصَمُ
***
ولا تَبيتُ لهم خُنْثى تُنادِمُهُمْ
ولا يُرى لهم قِردٌ له حَشَمُ
***
الرُّكْنُ والبيتُ والأستارُ مَنزِلُهُم
وزَمْزمٌ والصَّفا والحِجْرِ والحَرمُ
***
وليس مِنْ قَسَمٍ في الذّكرِ نعرفُهُ
إلاَّ وهم غير شكٍ ذلك القسَمُ
***
صلَّى الإلهُ عليهِمْ أينما ذُكِروا
لأنهم لِلورى كَهْفٌ ومُع
علية بنت المهدي بن المنصور، من بني العباس، أخت هارون الرشيد، أديبة، شاعرة، تحسن صناعة الغناء، كان أخوها إبراهيم ابن المهدي يأخذ الغناء عنها. وكان مولدها ووفاتها ببغداد
**************************************************