الاحترام... ليس مقصورا على الإنسان
بدت تلك الحديقة وكأنها بيت خاص بالحمام, فقد اعتاد التجمع فيها بأعداد كثيرة
واظهر الكثير من الألفة والاستئناس وعدم الخوف من الناس..
وتراه يطير ثم يهبط على أكتاف الكثيرين وقد مدوا له أدرع وملئوا أكفهم بالبذور التي أحبها واقبل على أكلها الحمام،
والتي اشتروها من احد الباعة المتجولين في تلك الحديقة
حاول أحدهم أن يحدو أولئك الناس.. ومد يده وإذا ببعض الحمام يطير ثم يحط على كتفه واقترب الحمام يطلب الرزق ويلتمس البدور
ولكنه ما لبث أن ارتد خائبا وطار بعيدا عنه ذلك أن كفيه كانت فارغة لا بذور فيها
وقد تعمد ذلك بقصد المزاح والتسلية وقد سره منظر الحمام الغاضب
فلم يلبث ان نفجر ضاحكا
إلا أن أحدا من الذين كانوا حوله لم يشاركه الضحك..
ومضى لحظات وإذا بأحد رجال الشرطة يقترب منه وهو يكتب ويملأ صفحة آو قسيمة
في دفتر كان في يده..
حتى إذا كان أمامه راح يخاطبه قائلا:
يبدو إنك غريب يا سيدي، فنحن في هذه البلاد، نكره الكذب ولو كان بقصد المزاح..
نكره الخداع حتى لو استهدف حيوان.. حمام هده الحديقة على الأقل..
وقد ألف هذا الحمام الأمانة والصدق في معاملة الناس له فتضاعفت ألفته واستئناسه،
كما ترى.. ولا نريد أن يفقد ثقته فينا فينفر منا ويرحل عن هذه الحديقة..
لذلك كانت أنظمة الحديقة التي تراها معلقة هناك والتي تنص على معاقبة كل من يعامل الحمام بمثل ما عاملته أنت..
وهكذا أنهى الشرطي كلامه وقد أنهى من كتابة ما كان يكتب وناوله القسيمة وإذا بإيصال رسمي دفع بموجبه الغرامة النقدية التي فرضتها أنظمة الحديقة.
حدث هدا الموقف في إحدى الحدائق العامة في فيينا،
عاصمة النمسا
**************************************************
كل مساهماتي منقولـــــــة، ارجو ان اكون وفقت في نقلها بقصد الافادة
***
لا اله الا انت سبحانك، اني كنت من الظالمين
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات، الاحياء منهم والاموات
اللهم آمين يارب العالمين