علم الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 06/07/2010عدد المساهمات : 5670نقاط : 9147الموقع : العراقالجنسية : عراقية
موضوع: قصة تراثية شجرة السدر"النبق" الإثنين 9 يناير - 17:07
قصة تراثية شجرة السدر"النبق"
يعتقد اغلب العراقيون ان شجرة السدر تحميها الملائكة وتحرسها لتمنع قطعها وهناك قصة نذكرها لجمال بلاغة سردها التعبيري المقنع وهي: كان فلاحو بابل يعتقدون أن شجرات النّبق يتحدثن بالليل فيما بينهن ويتساءلن عن الأخبار، ومن ذلك حكاية عجيبة طويلة نقلها ابن وحشية تقول إنّ رجلاً أراد قطع شجرة النبق فقال لعماله: إذا كان نهار غد فاقطعوا شجرة النبق الفلانية، فاتفق أن واحداً منهم بات عند النبق فلما طلع القمر سمع الرجل شجرة نبق مقابلة لتلك الشجرة المعيّنة للقطع تقول: يا أختي غمني ما سمعت، وساءني ما عزم عليه رب الضيعة، وعجبت من جهله، فهل سمعت شيئا؟ فأجابتها الأخرى نعم، قد سمعت أنه أمر بقطعي، وغمني أكثر، فما حيلتي، وما عساني أن أصنع وأنا أعلم بأنه لا تدور عليه سنة بعد قطعه لي حتى يموت، لكن ما ينفعني موته إذا أماتني قبله. فأجابتها الأخرى: إني لأعجب من جهله، أما سمع أنه ما قطع أحد شجرة نبق إلا انقطعت حياته بعدها بأيام قلائل، فأجابتها المعيّنة للقطع أن جهله يضر به ويجلب له السوء، وأما أنا فإنه إذا قطعني وبقي أصلي فإني سأغيب عنكن عشر سنين، ثم أطلع مكاني أما هو فإنه إذا مات فلا رجعة له إلى هذا العالم أبداً. وقالت لها الأخرى، اعلمي أنه أنا وفلانه وفلانة لا نزال نبكي عليك وننتحب إلى أن ترجعي، قال: وسمعت نحيبا وبكاء ظريفا ليس كبكاء الناس. قال فزاد أرقي ولم أنم حتى آخر الليل وفي الصباح أخبرت أصحابي ما سمعت فعجبوا، ومضينا إلى رب الضيعة فأخبرناه الخبر، فقال إني لأحب أن أبيت الليلة في موضعك لأسمع ما سمعت، وبات القوم في ذلك الموقع، فلما جاء ذلك الوقت ابتدأت شجرة تقول للتي ستقطع: لقد سرني ما علمت من عدم قطعك اليوم، وليته يضرب عن ذلك. فقالت لها الأخرى، إن كفّ فهو مسعود، وسكتت الشجرتان، فلما أصبح الرجل، قام بإزاء الشجرة ومعه الجماعة فأمرهم أن يرشوا على أغصانها وورقها الماء وأن ينبشوا أصلها ويطموه بتراب غريب، وأن يصبوا في أصلها الماء ففعلوا ذلك، ولهذا في العراق تزور النساء السدر ويوقدن النيران تحتها لحرق البخور والدعاء، وحين يغادرن يتركن أربع شموع مضيئة، وكانت الفتيات تتهافت على هذه الشجرة لتمني الزواج وان تزوجن تشعل الشموع حولها، وان الكثير من الناس يعتقدون بأنه لا يجوز المساس بشجرة السدرة أو إيذاؤها لأنها شجرة سماوية ويمكن أن تنتقم من الذي يقوم بقطع غصن منها أو يقوم بفعل مشين تحتها أو على جذعها، وكثير من أهالي بغداد القدامى كانوا يحرصون على زراعتها في بيوتهم طلبا للبركة فلا يقرب تلك الشجرة اي جن او روح شريرة، وإذا أراد أهل البيت أن يقلعوا الشجرة لأنها ماتت أو لغرض إجراء توسعة في بناء المنزل فإن عليهم أن يقرأوا بعض الأدعية، ثم ينحروا لها ديكا أو دجاجة.