علم الدولة : رقم العضوية : 9 الجنس : تاريخ التسجيل : 23/11/2008عدد المساهمات : 5179نقاط : 8875الجنسية : عراقية
موضوع: فلسفة الرؤية المقلوبة الأحد 3 مايو - 11:35
فلسفة الرؤية المقلوبة قال الفاضل الأريب : عبد اللطيف الزبيدي معذرة، نحتاج إلى نقطة نظام. عندما تنطلي الأحابيل والأباطيل على أساتذة الفلسفة العرب، فهذه هي الطامّة الكبرى. معنى هذا، ومن دون إساءة الظن بهم، أن فصلاً جديداً من الاستغباء قد دخل المسرح، للإجهاز على مداركنا. أن يستحمقنا «المؤتمر الرابع للفلسفة» الذي انعقد في القاهرة، تحت عنوان: «فلسفة التأويل.. آفاقها واجتهاداتها»، فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً. تناول الأساتذة قضيّة الإرهاب، وههنا مربط الوحش الذي يقعون في فخّ إطلاقه مارداً يهوي على فهمنا وإدراكنا ووجداننا بأسلحة الفلسفة. كلاّ فنحن الذين لسنا أساتذة فلسفة، سنبيّن للمؤتمر أنه يأتي بيوت الإقناع من غير أبوابها، وأنه بحياده عن بوصلة الفلسفة، ينحدر إلى هاوية دعم الإرهاب من دون أن يدري. أخطر لعبة يقع فيها هؤلاء الأكاديميّون، هي أن يوهمونا بأننا لسنا أمام مجرمين مرتزقة تحرّكهم مخططات ترمي إلى تفتيت العالم العربيّ بالذات والصفات. معنى ذلك أننا نواجه عقولاً عملاقة جبّارة لها فلسفة تأويل واجتهادات في الدين ونظام الحكم، وتسيير شؤون البلدان، لكنّ نظرهم الثاقب وعمق فكرهم، ليس كما تشتهي سفن عقولنا. معنى ذلك أن للإرهاب فكره الدينيّ وفقهاءه، ولكنّنا أصغر من أن ندرك كنه السعادة التي يريدونها للشعوب. الغريب هو أن «مؤتمر الفلسفة» انعقد بعد تفجيري طنطا والإسكندريّة، ودماء أشقائنا الأقباط لم تجفّ بعد. ما هذا النبوغ الفلسفيّ الذي يبحث أكاديميّاً «فكر» هؤلاء و «اجتهاداتهم» وأساليب «تأويلهم» للدين؟ هؤلاء إذاً مسلمون حقيقيّون ومؤمنون بالتعاليم، سوى أنهم مختلفون عنّا في تطبيق القرآن. كنّا نتصوّر أنكم ستجتمعون لتشيروا بسبّابات الاتهام إلى المخططين الحقيقيين من برنارد لويس، كيسنجر، المحافظين الجدد، إلى أدعياء الفلسفة، أمثال برنار هنري ليفي وفينكلكروت، وكلهم صهاينة من الدرجة الجهنميّة. وجود ثغرات في الفقه المتشدّد الموروث، يجب تناوله في إطار تجديد الفكر الدّينيّ، أمّا جعله السبب المباشر في الإرهاب، فهذه تزكية للمخططات السياسيّة. العرب مستهدفون، ومصر هي «الجائزة الكبرى»، وأنتم تقولون على لسان الفلسفة وفقه التأويل: إن الإرهاب يجب أن يبحث أمره فلسفيّاً وفقهيّاً. أن يأتي استحماقنا من أساتذتنا في الفلسفة، فذلك ظلم ذوي القربى. أكرم لمقامكم الرجوع إلى الفيلسوف الألمانيّ هيغل، والعكوف على مقولته «إن كل فكرة تحمل في طيّاتها بذور فنائها»، وكيف خططوا لتطبيقها على الإسلام لتدمير العالم العربيّ. لزوم ما يلزم: النتيجة الفلسفيّة: نخشى أن يتوصّل الأساتذة إلى أن الإرهاب مذهب جديد في الإسلام، وأن الإرهابيين فلاسفة وفقهاء وعلماء كلام، ونحن «ما نجمّعش».