السلام عليكم
أرَّقني الكذب .. وأرَّقتني واتعبتي التجارب مع الناس
فأحببت ان اكتب عنه
لماذا نكذب .؟ لماذا أكذب .؟
هل سأل احد الكذابين نفسه هذا السؤال .؟
فليسال نفسه الآن ويجيب ... ليس علينا بل على نفسه المحترمة
في زمن كثر فيه الكذب على الاخرين وعلى النفس حتى وتصديق الكذب والتعامل به وجعله اولى اهتمامات البعض في حديثهم وتعاملهم
حيث يقول فيلدمان .( أننا نعيش في زمن بات فيه الكذب والخداع من الامور التي يمكن التجاوز عنها بصورة اكبر بكثير من السابق بحيث بات يعتقد الكثيرون لا بأس في الكذب طالما لا ينكشف الشخص المخادع .)!!!
وحسب تعريف علماء النفس للكذب فيقولون عنه .؟
هو ان يخبر الانسان عن شيء بخلاف الحقيقة . ويكون إما بتزييف الحقائق جزئيا او كليا او خلق روايات وأحداث جديدة بنية وقصد الخداع لتحقيق غرض وهدف معين وقد يكون الهدف مادي او نفسي او اجتماعي والكذب هو عكس الصدق والكذب قد يكون بسيكا لكنه قد يتطو ويلازم الفرد وعند ذلك يكون الفرد مصاب الكذب المرضي وقد يقتر بعدد من الجرائم مثل الغش والسرقة ..
وبعد ان عرفنا الكذب لنعرف لماذا يكذب البعض
ولماذا يضعون أنفسهم في مواقف لا يحسدون عليها بعد اكتشاف شبح الحقيقة
هل يكذب ليخرج نفسه من مأزق او موقف لا بد من الوقوع فيه يوما بعد معرفة الحق
أم انه يكذب ليظهر بوجه او صورة تختلف عن الصورة الحقيقية.. صورة لا يملك منها أي شيء يمت للحقيقية بصلة تلك الصورة التي بدأ رسم ملامحها بريشة من وهم ستزول كل ما تحمل من صفات بعد اول زخة مطر للحقيقية عليها
ويقول علماء النفس عن اسباب الكذب ..
هناك اسباب كثيرة اهمها : الخوف من العواقب، او اكتساب فوائد، او تجنب ذكريات مؤلمة، اوالخيال الخصب، او الحفاظ على المكانة الاجتماعية وحب الظهور،او الاعتياد على الكذب والتربية عليه.
والكذب يعتبر عند اغلب علماء النفس الاجتماعي هو الاب الشرعي لكل "الموبقات"او "الشرور" فالغدر والخداع والتدليس والنفاق لايمكن ان يمارسها الا الكذاب.
انواع من الكذب تفشي في مجتمعنا كذب الشخص على أهله وعلى اصدقائه وعلى احبائه وهو من اولى اسباب فشل العلاقات الاجتماعية وفشل الحياة المشتركة بين الزوجين بسبب كذب احدهما على الاخر واستمرارهما في ذلك خوفا من مواجهة الحقيقية او لانهم اعتادوا على ما يفعلون بسبب طيبة _ او مايراه البعض غباء _الاخر
والمشكلة الاكبر من ذلك ان يكذب على نفسه ويصدق ما يقول من كذب ويعيش مع الاخرين في جو مصطنع وتسير كل الامور بكذب وزيف فيخرج عن كل الاطر الانسانية والاخلاقية والاجتماعية ويكون خائفين مما حوله ويخاف المواجهة
ولا يوجد هناك كذب ابيض وكذب اسود ونصف كذبة فكله غش وخداع للنفس والاخرين
ولا يوجد كذب لتجميل المظهر فالكذب وصاحبه منبوذان
لكن نتائجه تختلف فهناك كذب نتائجه وعواقبه ربما ليست لها أي تاثير اصلا ولكن هناك كذب يعصف بمستقبل الشأن المكذوب فيه او المكذوب عليه والاكثرها ضرار الذي يؤثر على حقوق المقابل
والكذابون ايضا درجات منهم البسطاء والذين يكذبون مرة واحدة او كذب بسيطا لغرض تخليص انفسهم من امر او حرج ما
ولكن الاخطر هم الكذابون المحترفون الذي يوقعون الناس في شراكهم دوما
وخاصة المثقفون الذين يكون كذبهم محبوكا ولا يمكن كشفه لانهم يستعلمون طرقا ملتوية تكاد تكون اشبه بهالحقيقة فلا يمكن كشفهم بسهولة عكس البسطاء الذي تكون طرقهم بالكذب مكشوفة ويقعون دوما في فخ الحقيقة لانهم يكذبون بنفس الصورة في اكثر من مرة فيخدعون انفسهم لا اكثر وإن استمروا في ذلك ..
ويقول علماء النفس بان الكذاب جبان ويحاول دوما ان يحسن مظهره ويجمل نفسه لكنه يبتعد عن ذكر نفسه ( في وجه المدفع ) ويكاد يخفي ضمير ال ( أنا ) فيجعل نفسه تابعا لمجموعة ويستخدم ضمائر الجماعة دوما كـ ( نحن وكلنا وجميع )
ويضيف احد العلماء بأن الكذاب يكون صحيحا سويا لا يعاني من اي مرض نفسي لكنه يعاني من الخوف وفقدان الثقة بالنفس
ويقال في وصف الكذاب " اذا لم يجد من يكذب عليه يكذب علىنفسه "
فهي دعوى لأن نكون حذرين في تعاملنا مع المقابل وعدم اعطاؤنا الثقة له خاصة عند شكنا به لاننا سنكشتف بعد حين اننا كنا مع ممثل محترف يقوم بأدوار مسرحيته التي يراها جميلة ونراها حزينة وخاصة عند انتهاء كل فصولها فتكون النتائج وخيمة يصاحبها الندم غالبا
جنبنا الله واياكم اولئك الكذابين
من يُزيد .. ويسمعنا تجربة حقيقية عاشها مع كذاب
**************************************************
